بعد قتل السفير الروسي في تركيا.. تعرف على حكاية ذبح أخرى طالت سفير الإمبراطورية الروسية في طهران عام 1828

عربي ودولي

قاتل السفير الروسى
قاتل السفير الروسى - ارشيفية


لا تزال حادثة مقتل السفير الروسي في تركيا "أندريه كارلوف" تسيطر على الأجواء العالمية، والذي قتل البارحة على يد الضابط في الشرطة التركية، مولود ميرت الطنطاش، البالغ من العمر 23 عاما، بعدما أطلق عليه 9 طلقات من أصل 11طلقة، أصابت السفير الروسي أثناء إلقائه كلمته في افتتاح معرض صور فوتوغرافية بأنقرة، وهو ما يعود بالذاكرة إلى الوراء، للتذكير بحادثة مقتل سفير الإمبراطورية الروسية ألكسندر غريبويدوف في طهران عام 1828
 
الفجر ترصد في السطور التالية أهم  معلومات عن حادثة مقتل سفير الإمبراطورية الروسية "غريبوييدوف" والتي حدثت في طهران عام .1828






دبلوماسيا فريدا

يعد "ألكسندرغريبويدوف" من أهم الدبلوماسيين الذين كانوا يتمتعون بمواهب كثيرة، فبجانب أنه كان دبلوماسيا من الطراز الفريد، إلا أنه كان شاعرا وكاتبا مسرحيا روسيا كبيرا.






تعيينه سفيرا في طهران

عيّن سفيرا في طهران، بعد انتصار الإمبراطورية الروسية  في الحرب الروسية - الفارسية بين عامي "1826-1828"، وكذلك بعد أن وضع اتفاق سلمي بين والذي وقعه ولي العهد الأمير عباس ميرزا والجنرال الروسي "إيفان باسكيفيتش" في 11 فبراير من عام 1828.






منصبه قبل أن يصبح سفيرا

كان يشغل منصب سكرتير الشئون الدبلوماسية لدى الجنرال "أليكسي يرمولوف" قائد القوات الروسية في القوقاز، وكان متعلما للغة الفارسية والعربية ووصف تعيينه بأنه أُرسل إلى هناك لكي يكون "طريدة للافتراس".






مهمته الأساسية في طهران

وتمثلت مهمة "غريبوييدوف" في الحصول على التعويضات، التي فُرضت على الدولة القاجارية بحصيلة الحرب، والتي كان يتذمر منها بلاد فارس، نتيجة الإفلاس الشديد، حيث كانت تشارك  في سداد ثمن هذه الهزيمة التي لحقت بهم، فضلا عن خطورة إيواء بعض العناصر ضمن السفارة، وكانوا  من بين الملتجئين إلى مقر الدبلوماسية الروسية في طهران امرأتان أرمينيتان من "حريم" أحد أقارب الشاه، وقد طلب هؤلاء من "غريبوييدوف" إعادتهم إلى وطنهم، الذي أصبح جزءا من الإمبراطورية الروسية ائنذاك.






قتل السفير "غريبوييدوف"
ولهذه الأسباب التي جمعت بين عدم رضا الدبلوماسيون الإنجليز، الذين لم يرقهم تعزيز روسيا مواقعها في وسط وجنوب آسيا، فضلا عن إيواء الأرمينيات في السفارة الروسية، سرعان ما سبب سخطا كبيرا من قبل متعصبي طهران الدينيين، الذين عدّوا ذلك "تهتكا"، وانتهى الأمر بشن حملات معادية ضد السفيرالروسي، وأعلنوا "الجهاد" ضده بعد أن أطلقوا عليه "الكافر ذي النظارات، ثم تحولت الأحداث إلى الأسوأ باحتشاد الآلاف من أبناء طهران، وكان على رأسهم رجال الشاه، وأقدمت على قتل غريبوييدوف مع 35 آخرين.






أزمة دبلوماسية حادة ومحاولات لاستعادة العلاقات

وشهدت السفارة ائنذاك مذبحة شنعاء، أدت إلى قتل أعداد هائلة، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، ولتطبيع العلاقات مع روسيا، أرسل الشاه حفيده الأمير خسرو ميرزا إلى سان بطرسبورغ، وذلك للوصول إلى تسوية بعد حادثة مقتل السفير وكذلك تخفيف عبء تعويضات الحرب عن كاهل الفرس.






حجر ألماس كهدية

ولإذابة الجليد الحاصل بين الطرفين الروسي والفارسي، حمل  خسرو ميرزا إلى الإمبراطور الروسي "نيقولاي الأول" حجر ألماس، بلغ حجمه نحو 90 قيراطا ووزنه نحو 18 غراما، وطوله نحو 3 سنتيمترات، ليؤكد في النهاية نيقولاي الأول لخسرو ميرزا" إنه سيجعل حادثة السفارة المأسوية طي النسيان، ولم تتضرر حينها العلاقات كثيرا بعد هذه التصريحات.