احذر التشخيص الذاتي عبر الإنترنت لهذه الاسباب !

الفجر الطبي

التشخيص الذاتي -
التشخيص الذاتي - ارشيفية


التشخيص الذاتي هو أن يقوم الشخص بعملية التشخيص بنفسه مستعينًا إما بخبرة ما يملكها، أو بالقواميس الطبية والمصادر المختلفة على الإنترنت. 
 
صحيح أن هناك بعض الأمراض كالزكام والصداع وغيرها من الحالات غير الخطيرة يمكن معالجتها من دون اللجوء إلى الطبيب، لكن تشخيص الأمراض الأخرى يعرض حياة المريض للخطر. المخاطر العديدة دفعت بالحكومات والأطباء وهيئات الرعاية الصحية حول العالم إلى الدعوة رسمياً إلى التخلي عن التشخيص الذاتي كلياً.  
التشخيص عبر الإنترنت 
المرضى يلجأون إلى الإنترنت أو التطبيقات بحثاً عن معلومات تحسم لهم مرضهم. لكن من قال إن المعلومات المقدمة والأدوية المقترحة مفيدة؟
 
مخاطر التشخيص عبر التطبيقات
التطبيقات الصحية لا تعد ولا تحصى، وجميعها تدعي تشخيص حالة المستخدمين المرضية، فبعضها مخصص لضغط الدم، وأخرى للرئتين وحتى لسرطان الجلد.
 
جامعة بتسبيرغ وفي العام ٢٠١٥ قررت إخضاع بعض التطبيقات للاختبار، وتبين معها أن معظم التطبيقات المتخصصة في مجال الروماتيزم كانت تعطي نتائج خاطئة بنسبة ٥٠٪. وحتى تلك البسيطة للغاية والتي وظيفتها عدد الخطوات التي يقوم بها الشخص يومياً لم تكن تعطي نتائج صحيحة. أما التطبيقات الخاصة بتشخيص سرطان الجلد، فكان هامش الخطأ هو ١ من أصل ٣ حالات.
 
في دراسة بريطانية أخرى تبين أن التشخيص من خلال التطبيقات كان له أثره السلبي الكبير. التأثير الإيجابي الوحيد من التطبيقات التفاعلية هو أنها تساعد على تطوير معرفة المرضى بظروف بعض الأمراض كالربو والسكري، وتوفر لهم في الوقت عينه مشاعر إيجابية من خلال المؤازرة الاجتماعية من خلال غرف الدردشة. 

لكن وبما أن هذه التطبيقات تستند إلى تشخيص حالة المريض وفق المعلومات التي يدخلها فإن المخاطر عديدة. التشخيص وفق هذه المعلومات لا يأخذ بالحسبان تاريخ العائلة، كما أن اقتراح الأدوية قد يتم دون الأخذ بالحسبان أدوية أخرى يأخذها المريض، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. 
 
وفق الدراسة البريطانية فإن تأثير التطبيقات سلبي للغاية، وقد استخدمت وصف «الأثر السلبي الصادم»؛ لكونها لا تدفع المرضى إلى تعديل سلوكهم، ولا نمط حياتهم، وإنما إلى تدهور حالتهم. فالسعي الجدي مفقود، كما أن معرفة المريض لمعلومات قليلة عن مرضه تجعله لا يخاف منه، ومن تفاقمه ما يجعله يتصرف كما لو كان لا يعاني من خطب ما. 

التشخيص عبر المواقع
البحث عن أعراض المرض عبر الإنترنت لا يكون خطراً في حال كان الهدف فقط المعرفة وعدم تشخيص. لكن حين يكون الهدف هو التشخيص الذاتي فنسبة الحصول على معلومات خاطئة خيالية.
 
محركات البحث تمنح المستخدم المعلومات وفق عدد الزيارات، وليس وفق كلمات البحث. في دراسة أجرتها مايكروسوفت تبين أن «ورم في الدم» كان يظهر في محركات البحث استجابة للبحث عن امور بسيطة كالصداع، بينما في الواقع كانت الفئة التي تبحث عن كلمة صداع تعاني من حساسية الجيوب الأنفية، الزكام، التوتر والتعب. والنتيجة أن الشخص الذي يضع أعراضه في محرك البحث ويحصل على مجموعة كبيرة من المقالات تتحدث عن مرض خطير، لكونها الأكثر قراءة، سيظن أنه يعاني من ذلك المرض. 
 
في المقابل هناك مواقع تجري تشخيصات أون لاين للحالة المرضية، وهي بأغلبيتها الساحقة تقدم معلومات خاطئة وتشخيصات غير دقيقة لكن المرضى يصدقون النتائج التي يحصلون عليها، والأخطر أن الغالبية لا تلجأ إلى الطبيب بعد حصولها على النتائج تلك.
 
لكل حالة مرضية تشخيص مختلف، وإن تشابهت أسماء الأمراض فعلى سبيل المثال مريض بالسكري توصف له أدوية مختلفة عن مريض آخر بالسكري؛ حيث إن الطبيب ينظر للتاريخ المرضي لكل حالة على حدة، وهذا الأمر يغيب عن المواقع الإلكترونية. في المقابل الأدوية المقترحة أو التي يتم وصفها هي ترويج لعقاقير محددة تستفيد منها المواقع مادياً. 

مخاطر التشخيص استناداً إلى الخبرة:
البعض يملك خبرة واسعة إما بسبب معاناة سابقة مع مرض معين شخصياً، أو أحد أفراد العائلة ما يدفع بهم إلى تشخيص حالتهم ووصف الأدوية لأنفسهم ولغيرهم. لكن هذا الأمر خطير جداً لعدة أسباب. 
 
تناول الأدوية من دون قراءة المعلومات المرفقة: شراء الأدوية التي تباع من دون وصفة طبيب له تأثيره على نفسية المريض، فهو بالنسبة إليه لا يمكن أن يتسبب بأذى فعلي، وإلا منع بيعه بهذه الطريقة. عدد كبير من المرضى يختبرون مضاعفات خطيرة بسبب سوء استخدام هذه الأدوية. 
 
الأسبرين: البعض يملك جرأة كبيرة حين يتعلق الأمر بالأدوية وخصوصاً تناول الأسبرين كمسيل للدم. تناول الأسبرين يومياً يمكنه أن يؤدي الى نزيف في المعدة، وبعض الأشخاص يقاومون تأثير الأسبرين.  
 
 الامتناع عن تناول أدوية معينة: يقرر المريض أنه بات بصحة جيدة وعليه سيتوقف عن تناولها. لكن الواقع أنه بصحة جيدة؛ لأنه يتناولها والتوقف عنها من دون استشارة طبيب مهدد للحياة. 
 
أدوية الالتهابات: سوء إستخدام أدوية الالتهابات أوصلنا إلى مرحلة خطيرة وضع العالم بمواجهة فيروسات مقاومة لها. وعليه هناك الكثير من الفيروسات التي لم يعد بإمكانك معالجتها بالأدوية التي تعرفها. أضف إلى ذلك واقع أن لكل نوع من الالتهابات أدوية خاصة به تعالج هذه الحالة دون غيرها.