أسباب نفور الرجل من زوجته أثناء الدورة الشهرية!

من المؤسف أن نلاحظ أن نصف رجال الكرة الأرضية لا يعلمون الكثيرعن الدورة الشهرية ويتعامل معظمهم بشيء من القسوة واللامبالاة مع زوجاتهم لسبب خارج عن إرادتهن.

ومن المعيب أن تشعر الزوجة بالإهانة في عقر بيتها وأنها عاجزة عن تحقيق طلبات زوجها. فهل يعقل أن تصبح هذه الفترة كابوسا شهريا تعاني منه المرأة وتصبح منبوذة في عين زوجها بسبب عذر طبيعي؟

ما يجب أن يفقهه الرجال أن فترة ما يسمى ب "الطمث" هي في الحقيقة فترة مرضية بالنسبة للمرأة تحتاج فيها إلى نقاهة. ما يحدث هو تمزق جدار الرحم بعد تهيئته لمرحلة الإخصاب وامتلاء خلاياه بالدم وقذف البويضة في جوف الرحم بانتظار حدوث الإخصاب وتكوّن الحمل، فعندما لا يتم تخصيب البويضة يتمزق جدارالرحم الذي استمر بناؤه لشهر كامل متسببًا في نزيف يطول حتى 7 أيام مرفوقًا بآلام حادة في أسفل البطن والظهر.

كما أن ارتفاع نسبة هرمون الأستروجين يجعل المرأة تعيش حالة من التقلبات النفسية والرغبة في البكاء وخاصة في الأيام الأولى للحيض. هذا زيادة على الانتفاخات التي تعاني منها نتيجة احتباس السوائل في الجسم وتغير شهيتها للأكل بشكل متفاوت.

ربما أحد أسباب جهل الرجل بقضايا المرأة وطبيعة جسمها هو نوعية التعليم الذي نتلقاه في مجتمعاتنا ومن خلال التربية الأسرية حيث يعتبر الخوض في مثل هذه المواضيع محظورًا و”عيبا”، فلا يكون الرجل مستعدا بشكل كاف لتقبل هذا الوضع عند زوجته وينفر منها لاشعوريًا.

على الرجل أن يعلم أن المرأة في الواقع تعيش صراعًا نفسيًا مريرًا بين معاناتها الجسدية وبين عدم قدرتها على تلبية طلبات زوجها ما يزيد توترها النفسي وقد يولد لديها مشاعرالكره تجاه زوجها إذا لم يتفهم حالتها الصحية. عليه أن يدرك كذلك أن حالة الطمث هي نعمة  حيث تنظف جسم المرأة وتطهره من السموم المتراكمة داخل رحمها حتى يكون جاهزًا لاستقبال الجنين في يوم ما.

كما أن هذه الفترة هي أشد ما تحتاج فيها المرأة إلى زوجها، والمعاملة الحسنة  والابتسامة والحضن الدافئ فهذا بلا شك يخفف عنها آلام الحيض بشكل كبير ويشعرها بالأمان حتى تمر هذه الفترة بسلام.