بعد فشل الإمارات.. الكويت تتدخل لإعادة "شهر العسل" المصري - السعودي

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي والعاهل
الرئيس السيسي والعاهل السعودي


منذ أن اندلعت الأزمة المصرية السعودية، بعد اختلاف الروئ بين القاهرة والرياض حول القضية السورية، وبدأ الأشقاء العرب في كثب جهودهم للعمل على التصالح بين الأشقاء الأكبر للدولة العربية، لعلمهم مدى أهمية التصالح بين الدولتين في مساندة الدول الكبرى.
 
أول مساعي التصالح
ففي بداية الأزمة، وتحديدًا أكتوبر الماضي حاول سفير الرياض بالقاهرة أحمد القطان، عندما استدعته السعودية أن يوفق بين الدولتين، ويصل للمملكة التصرفات التي غضبت منه مصر خاصة بعد أن أوقفت السعودية وقتها شحنات البترول الأمر الذي اعتبره البعض أنه تعقيبًا على مساندة مصر للمشروع الروسي في سوريا الذي ترفضه المملكة السعودية.

 
فشل محاولات الإمارات
وخلال الأيام الماضية، فشلت الإمارات في الصلح بين الدولتين بعد أن بذلت الشقيقة العربية جهودًا كبيرة من أجل حل الأزمة الكبيرة ما بين البلدين العريقين، ولكن كل تلك المحاولات والمصالحات بائت بالفشل، وذلك بعد أن غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي أراضيها، قبيل ساعات من وصول خادم الحرمين الشريفين ،الملك سلمان، بعد أن كانت وسائل عربية قد روجت لعقد قمة ثلاثية في الإمارات.

 
محاولات الكويت للتصالح
ودخلت دولة الكويت على خريطة محاولات التصالح بشكل رسمي حيث أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، أن بلاده تسعى دائماً وأبداً إلى أن تلعب دوراً إيجابياً، كما هي عادتها، في تصفية الأجواء العربية وامتصاص أي احتقانات في العلاقات المشتركة.

وأعرب الجارالله وفق صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن تفاؤل الكويت بالقيام بدور إيجابي في تصفية الأجواء بين مصر والسعودية، وتأمل أن تأتي الرياح كما يشتهي الجميع في الفترة المقبلة، معربًا بشكل رسمي عن نية التوفيق بين مصر والسعودية خلال زيارة العاهل السعودي للكويت الخميس المقبل.
 
المصالحة تصل إلى طريق مسدود
في سياق ما سبق قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصير المصالحة بين السعودية ومصر وصلت إلى طريق مسدود،  رغم ما تردد حول اللقاء الذي كان من المفترض أن يتم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان في الإمارات، مشيرًا إلى  أن الشروط التي  تطلبها السعودية بشأن إقاله وزير الخارجية سامح شكري مرفوضة شكلًا وموضوعًا، لأنه لا يمكن التدخل في الشأن المصري.
 
وأضاف "اللاوندي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن سبب الأزمة بين الدولتين هو أن السعوديه رفضت الموقف المصري الخاص بسوريا وهو التدخل السياسي والعسكري وستظل الخلافات مستمرة، ولكن السعودية هي التي بحاجة إلى مصر خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية غيرت سياستها بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لذلك لم يعد  للسعودية سوي تشكيل علاقة قوية مع مصر، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا اجتمعت السعودية بأن مصر يجب أن تؤدي دورها من خلال سياسة هي تراها.
 
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أنه من الممكن أن يحدث تصالح، خاصة أن مصر لا تأخذ أي موقف ضد أي دوله شقيقه خاصة السعودية، ولكن يجب أن تقتنع الرياض أن مصر لها موقف سيادي خاص بها لا يتأثر بضغوط سعودية أو أمريكية أو حتى منع البترول عن مصر.

 
دور وحكمة الدول الوسيطة
ومن جانبها أوضحت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة العلاقات الخارجية، أن الخلافات بين مصر والسعودية أساسها عده قضايا وهي اختلاف الروئ فيما يخص سوريا من بقاء بشار الأسد أو عدم بقاءه، ورفضت السعودية تمامًا بقاء بشار الأسد لفترة انتقالية، بينما مصر تخشي التدخل لعدم انهيار المؤسسات مما يؤدي إلى تقسيم سوريا.
 
وأضافت "بكر"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن الأزمات اشتدت عندما طلبت السعودية بسرعة تسليم جزيرتي تيران وصنافير، ولكن سيظل البلدان أشقاء، حيث وقفت السعودية مع مصر منذ ثورة 30 يونيو، ولعبت دورًا كبيرًا في مساندة مصر كما لعبت القاهرة دورًا في تنمية السعودية في وقت سابق.

وأشارت خبيرة العلاقات الدولية إلى أن هذا الخلاف الواقع بين الدولتين ليس في مصلحه أي طرف، ويجب احتواء الروئ لأن المنطقة تواجه مخاطر شديدة جدا ليس فقط من "داعش" ولكن أيضًا من التدخل الإيراني، موضحة أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع متى سوف تتم المصالحة، مؤكدة أن قيادات البلدين وقيادات الدول التي تلعب دور الوسيط لديهم الحكمة التي تمكنهم من حل الخلاف.