بعد زيارة "السيسي" للإمارات.. تعرف على الكواليس الخفية ومستقبل العلاقات بين مصر والسعودية

عربي ودولي

السيسي
السيسي

تظل الإمارات هي  الرائدة في حل معظم الخلافات العربية العربية، إذ تبذل قصارى جهدها من خلال قادتها وزعمائها في إذابة الجليد الذي علت أكوامه في تلك الآونة بين السعودية ومصر، إثر الخلاف الحاصل حول بعض الرؤى التي يختلف عليها الطرفان في بعض القضايا الدولية، يأتي على رأسها القضية السورية، ولم تكن الإمارات وحدها هي من تزعمت هذا الدور، إذ ساعدت أيضا بعض دول الخليج مثل الكويت والبحرين، إلا أن الإمارات لديها دورا بارزا في هذا الشأن.

 

زيارة محمد بن زايد إلى القاهرة

كانت هذه الزيارة الأولى التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي جاءت في نوفمبر المنصرم من هذا العام، حيث لم يفصل بينها وبين زيارة الرئيس السيسي للإمارات سوى القليل، واتسمت زيارة الشيخ محمد بن زايد وقتذاك بالخاطفة، حيث استغرقت 5 ساعات ، إلا أنها حملت الكثير والكثير من الأسرار المختلفة، حيث أكد معظم المقربين من السلطات المصرية، إن هذه الزيارة ترمي لتصفية الأجواء بين مصر وبين السعودية بعد اختلافهما حول القضية السورية، وقيام السعودية بوقف شحنات البترول عبر شركة أرامكو.

 

الرئيس السيسي يزور الإمارات

وبعد هذه الزيارة الخاطفة التي استغرقت 5 ساعات من قبل الشيخ محمد بن زايد، قام الرئيس السيسي في مطلع هذا الشهر بزيارة تزامنت مع العيد القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة،  في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين الدولتين الشقيقتين، فضلاً عن مشاركة الرئيس في فعاليات العيد القومي لدولة الإمارات.


وكالعادة تأتي هذه الزيارة أيضا وسط خلافات مصرية سعودية، وعليه فتحت الكثير من التساؤلات حول إمكانية استغلال هذه الأجواء وتصفية الخلاف السعودي المصري، وهذا ما أكده بالفعل معظم المقربين من دوائر الحكم المصري، يأتي على رأسهم الإعلامي وعضو مجلس النواب، مصطفى بكرى، الذي أكد، إن هناك اتجاهًا لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز والشيخ محمد بن زايد، أثناء زيارة الرئيس السيسي للإمارات.


تصفية الأجواء المصرية السعودية

وأوضح بكري في تصريح له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل "تويتر"، أن هذه الزيارة ستبحث تصفية الأجواء بين مصر والسعودية، مشيرا إلى أن الشيخ محمد بن زايد كان قد طرح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عقد قمة ثلاثية في الإمارات، وهو ما لقي تجاوبًا من الرئيس السيسي والملك سلمان.


 وأفصح بكري عن الملفات المهمة المنتظر مناقشتها بين هذا الثلاثي، وهي  العلاقات الثنائية بين البلدين، وإزالة الخلافات بين مصر والسعودية،  فضلا عن  مناقشة الموقف العربي الراهن في ضوء التطورات على الأرض السورية، وموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من مختلف  قضايا المنطقة.

 

السيسي يغادر وسلمان لم يحضر

وفي أنباء مفاجئة وأثناء زيارة الرئيس السيسي إلى أبو ظبي، تواردت الأنباء بمغادرة الرئيس السيسي دولة الإمارات، قبيل وصول الملك السعودي، وهو ما فتح باب التكهنات أيضا، بحسب "روسيا اليوم"، التي أدت أن هذا دليل واضح على عمق الخلافات السعودية المصرية، خاصة أن جميع الاستعدادات كانت جارية، وتسير على قدم وساق، بحسب الكثير من المصادر المختلفة من البلدان الثلاث، "الإمارات ومصر والسعودية"، وهو ما أكدته صحيفة عكاظ السعودية، أن هناك احتمال كبير في عقد قمة بين الرئيس السيسي وبين الملك سالمان بن عبد العزيز تتزامن مع الزيارة التي يقوم بها السيسي للإمارات، ضمن المشاركة والتهنئة بالعيد الوطني لدولة الإمارات.


وأكدت "روسيا اليوم" أن  كانت كافة الترجيحات كانت تتجه إلى أبعدد من تصفية الخلافات المصرية -السعودية، بل قد يشمل تصفية أوسع للخلافات العربية، والتي تشكل قطر أحد أضلاعها الرئيسية، إلا أن التغييرات الحاصلة كشفت كثيرا مما لم تتوقعه العقول.

 

تساؤلات

هذا وتبرز العديد من التساؤلات الكثيرة، حول مدى فشل الدور الإماراتي في احتواء الأزمة بين مصر والسعودية، وماذا عن مستقبل العلاقات بين الدولتين؟ ومن المستفيد من بقاء العلاقات متحجرة؟

 

لا تزال المحاولات جارية

وفي سياق التساؤلات السابقة، أكد محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية، أنه برغم ما حدث، إلا أن مبادرة الإمارات مازالت قائمة حتى الآن لتخفيف وطأة الخلافات المصرية السعودية والتي تتضح في أزمات الإقليم في سوريا والعراق واليمن وأن المشاورات لعودة العلاقات كسابق عهدها مازالت مستمرة.

 

وعن الموقف المصري، أوضح حامد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن  القاهرة تصر أن يكون لديها سياسة خارجية مستقلة تنطلق من اعتبارات محددات الأمن القومي المصري والعربي و هذا جوهر الخلاف مع السعودية والتي تحبذ أن يحدث نوع من التضامن المصري في صراع الرياض مع طهران.

 

عدم تفاقم الأوضاع

ولفت الباحث في العلاقات الدولية، أن كلا من الدولتين "مصر والسعودية" حريصتين على عدم تفاقم الخلافات، بحيث تبقى مكتومة ولا تطفو على السطح، بحيث لا تتصيد أي دولة غير عربية الخلافات لصالحها، خاصة أن القاهرة تري أن الخلاف مع إيران هو خلاف عربي فارسي وليس سني شيعي كما تراه الرياض ومثقفوها.

 

دول تستغل الخلافات.. ومصر على وعي بالمخططات الإيرانية

 وبيّن حامد، أن إيران وتركيا وإسرائيل يستغلون حالة الوهن والضعف العربي لبسط نفوذهم، والقاهرة تري أنها لابد أن تراهن على الدول العربية وجيوشها الوطنية مهما كانت الخلافات، مشددا أن مصر على إدراك تام بالمطامع الإيرانية وأحلامها بإحياء الأمجاد الفارسية، ولن تسمح مصر بذلك.

 

تحجر وجهات النظر

من جانبه أكد هشام عبد الفتاح، الباحث والمتخصص في العلاقات الدولية، والشأن الخليجي، أن الإمارات والكويت تعدان من أهم الأطراف التي تهتم بإذابة المشكلات  بين مصر والسعودية، وأنه بالتأكيد ستظل المحاولات قائمة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن سبب تحجر الموقف المصري السعودي، الذي ظهر في زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلى الإمارات ورجوعه دون حسم أية قضايا، تبيّن أن وجهات النظر المختلفة بين مصر والسعودية لا تزال قائمة، بما يسبب عدم لملمة شتات الطرفين.

يجب إيجاد صيغة توافقية وإيران المستفيد

وأوضح أن عدم التنازل عن وجهات النظر، تعد من أهم الأسباب في هذه المشكلات القائمة، قائلا "ستظل هذه الخلافات قائمة لحين وجود صيغة توافقية، وإيجاد بدائل أخرى".

 

وشدد عبد الفتاح، أن إيران هي المستفيد الأكبر من شق هذا الصف العربي، موضحا أن إيران ستلجأ إلى دعم العلاقات مع مصر خاصة في شأن القضية السورية، قائلا "ممصر تريد إقامة علاقات متوازنة مع الجميع دون تبعية لأحد وهذه وجهة النظر المصرية التي يجب احترامها.