بعد الزيادة الجنونية في أسعاره.. حلاوة المولد بدون "سكر" (تقرير)

تقارير وحوارات

صناعة حلاوة المولد
صناعة حلاوة المولد - أرشيفية



حالة من الركود شهدها شارع "باب البحر" الذي يعد قلعة صناعة "حلاوة المولد" في القاهرة، حيث أثرت أزمة السكر وارتفاع أسعاره على الصناعة نفسها بالإضافة إلى الضعف الملحوظ بنسبة إقبال المواطنين على شراء الحلوى بعد أن زاد سعرها إلى الضعف.

واشتهر شارع "باب البحر"عبر عصوره المختلفة بأنه مركز رئيسي لبيع حلويات المولد وياميش رمضان، حيث كان يؤمه التجار من جميع أنحاء مصر باعتباره ميناء رئيسيا للعاصمة، فيتحول الشارع إلى كرنفال شعبي في المواسم الإسلامية التي ارتبطت في العرف المصري بأنواع معينة من الحلوى خاصة المولد النبوي الشريف.

وفي السطور التالية رصدت "الفجر" حالة الصناعة بالإضافة إلى حركة البيع والشراء.




فى البداية يقول الحاج عباس، صاحب أقدم مصنع لصناعة حلوى المولد: "زمان كان السكر سعره معقول لكن دلوقتي سعره نار خصوصًا بعد أزمته الأخيرة" ، مشيرًا إلى أن تكلفة سعر طن السكر العام الماضي كانت 4000 جنيها بينما بلغ سعره هذا الموسم 14000 ألف جنيها.
وتابع: "الزيادة أصبحت أضعاف الأضعاف وده بيأثر علينا وعلى الزبون وبيعطل حركة البيع والشراء".

ويؤكد أسامة مصيلحي، صاحب مصنع لصناعة حلوى المولد: "الأسعار اتجننت السنة دي وزيادة أسعار السكر وديتنا فى داهية وخربت بيوتنا، وسعر طن السكر زاد الضعفين واستلفنا علشان نسدد الشيكات إللى علينا"، مشيرًا إلى أنه قام بشراء نصف كميات المكسرات هذا العام نظرًا لارتفاع أسعارها المبالغ فيه والذي وصل سعر الكيلو من الصنف الواحد منها لـ 400 جنيها .




واتفق معه عادل أبو الفتوح، صاحب مصنع لحلوى المولد، مشيرًا  إلى أنه قام بشراء نصف كمية احتياجاته من الخامات، مضيفًا: " الأسعار مولعة السنة  دي ومفيش زباين زي السنة إللي فاتت".
وأرجع أبو الفتوح، السبب في حالة كساد سوق حلاوة المولد هذا العام إلى جشع التجار الذين قاموا باحتكار السكر لحسابهم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر الكيلو منه، متابعًا: "سببوا أزمة للزبون واحنا بنشيل الشيلة".

وأضاف مصطفى عبد التواب،  موظف: "محدش عارف  أزمة السكر هتروح بينا لفين، سعر السكر في السوبر ماركت بـ 13 جنيه، وساعات كتير مبلاقيهوش"، مشيرًا إلى ان الأزمة وصلت ذروتها بارتفاع أسعار حلاوة المولد حتى وصلت أقل علبة بـ 55 جنيه"، متسائلًا: "الناس هتجيب منين علشان تجيب بالأسعار دي؟".



وتابعت منى عبد المجيد، ربة منزل،  متسائلة: "ميزانية مصروف البيت هتقضي إيه ولا إيه ؟"، مؤكدة أن أسعار علب حلوى المولد ارتفعت بشكل جنوني هذا العام دون مراعاة للظروف المعيشية ودخل الأسر المحدودة، قائلة: "التجار  قاموا برفع سعر السكر، وقاموا بزياداتها على أصحاب المصانع وكل ده بييجى على دماغ الزباين إللى بيبعولهم الحلاوة الطاق طاقين".

واستكمل عبد المجيد حفظي، متقاعد على المعاش: "الناس تعبت والحياة بقت غالية أوي.. الناس بتستنى موسم مولد النبي علشان تفرح ولادها بالعروسة والحصان"، لافتًا إلى أن المواطن ليس طرفًا في أزمة ارتفاع سعر السكر، مستنكرا الزيادة التي وصفها بـ"الفلكية" لأسعار حلوى المولد هذا العام وكأن التجار يرفعون شعار للمواطن  "اخبطوا دماغكم فى الحيط".