التاكسي النهري.. حلم غارق في الفشل.. ومساعي برلمانية لانعاشه (تقرير)

تقارير وحوارات

التاكسي النهري
التاكسي النهري


خبير مرور: المرحلة الأولى لـ"التاكسي النهري" أعدت بشكل سريع لذا "فشل"
خبير نقل بحري: المشروع بحاجة لاهتمام ورعاية من الدولة
لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان: "التاكسي النهري" غير خاضع للحكومة

تباينت ردود أفعال خبراء النقل حول فشل مشروع "التاكسي النهري"، والذين أكدوا أن المشروع أعد بشكل سريع دون دراسة كافية، ولم يأخذ حقه في التحضير بما فيه الكفاية، وكان بحاجة لاهتمام ورعاية من الدولة، لتحقيق التوازن الاقتصادي للتشغيل.

وبدء تشغيل "التاكسي النهري" ، كمرحلة أولى في مطلع مارس الماضي، وافتتحه الدكتور سعد الجيوشي، وزير النقل الأسبق، بحضور الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وتشمل هذه المرحلة أربع محطات، حيث حددت هيئة النقل النهري، أربع محطات، يعمل من مرسى المعادي "نادي اليخت" حتى التحرير، بحيث تبلغ قيمة التذكرة من المعادي للتحرير 20 جنيهًا، ومواعيد العمل من الساعة 6.30 صباحًا حتى العاشرة مساءً يوميًا.

على أن يكون الهدف من إطلاق مشروع التاكسي النهري هو توفير وسائل نقل سريعة وآمنة داخل نطاق القاهرة وبعض المحافظات التي تتمتع بكثافة عالية.

وتستعرض"الفجر"، في السطور التالية تابعيات تجربة المرحلة الأولى من "التاكسي النهري"، وحقيقة الخسائر التي تكبدها المشروع.

افتقاد معدات المشروع

في ضوء ما سبق أوضح اللواء يسرى الروبى، الخبير الدولي للمرور والإنقاذ والتدخل السريع في الحوادث في منطقة الشرق الأوسط، أن المرحلة الأولى لمشروع التاكسي النهري، ليست تجربة فعلية نقيس عليها نجاح المشروع لافتقاده الكثير من معدات المشرواع كـ" المراسي النهرية التي كانت غير معدة، وحجمه الضيق الذي لا يسعي سوى 8 أفراد وهو غير مطابق لمواصفات المشروع الفعلي المقدم الأن والعمل على تنفيذه.

 وأضاف" الروبي" في تصريح لـ"الفجر"، أن وزارة النقل افتتحته بشكل سريع دون مراعاة تجهيزة بشكل كامل وأمن، لافتًا أن وزير النقل السابق أعده بشكل سريع من أجل الدعايا للأخذ قرض من البنوك.

وأشار الخبير الدولي للمرور، إلى أن التاكسي النهري الذي يخطط له الأن يستوعب أكثر من 200 فرد، وتوفر المراسي النهرية الخاصة به، ووجود محطة تمويل ثابتة في النهر، بالإضافة إلى أن ثمن التذكرة لا تتعدى سوى إثنان جنيه، نظرًا لأن استهلاك الوقود لتاكسي يكون قليل جدًا، بعكس التاكسي الأخر الذي وصلت تذكرته (20)جنيهًا، وهذا شىء غير معقولاً ولا يتحمله المواطن مما أدى إلى عزوفهم عن الاقبال عليه، بالإضافة إلى انه غير اقتصاديًا بالمرة، ومقاومة نجاحه غير موجودة.

لم يأخذ حقه من الدراسة

وفي سياق متصل قال الدكتور أحمد سلطان، خبير النقل البحري واللوجستيات، أن مشورع التاكسي النهري لم يأخذ حقه من الدراسة والتحضير بما فيه الكفاية، بالإضافة إلا أن اقتصادية المشروع لم تحسم بشكل جيد قبل البدء في المرحلة الأولى لذلك تكبد خسائر كبيرة.

وأضاف"سطان"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن النقل النهري ليس مجرد تاكسي فقط، بل كان بحاجة إلى وسائل نقل تكاملية، وهذا كان غير متوفر، مشيرًا إلى أن التاكسي النهري حلقة من حلقات النقل متعدد الوسائط، لابد من ربطه بشبكة النقل البري لنجاح المشروع.

وتابع  خبير النقل البحري واللوجستيات، أن تكبد الخسائر الكبيرة التي شهدتها التجربة الأولى ترجع إلى تقاعس الدولة في الإجراءات السليمة للمشروع، بالإضافة أن المستمر كان يعاني من وجود تعقيدات إدارية في التراخيص لأن الدولة مترددة في التشغيل إلى الأن، وهذا لأنها غير ملمة بدراسة المشروع والاهتمام به بشكل جيد والنظر إليه بشكل سطحي.

ويرى" سطان"، أن المشروع بحاجة لاهتمام ورعاية من الدولة، لتحقيق التوازن الاقتصادي للتشغيل.

البرلمان يحاول انعاش المشروع

من جانبه علق اللواء سعيد طعيمة، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن اللجنة تعمل حاليا على الانتهاء من عمل مشروع "التاكسي النهري"، الذي سيزيد من نقل الركاب ونقل البضائع، وذلك للحد من حوادث الطرق خاصة للسيارات النقل الكبير والذي ارتفعت نسبة حوادثها في الأونة الأخيرة، بالإضافة للقضاء على حل أزمة التكدس المروي يوميًا، وتوفير الوقود.

وأضاف" طعيمة"، في تصريح لـ"الفجر"، أن مستثمرين مصريين هم القائمون على إنشاء وتقديم المشروع للشعب، وليست الحكومة، موضحًا أن إذا تولى الأمر الحكومة فالطبع المشروع سيتكبد خسائر فادحة لعدم اكتمال المشروع-التاكسي النهري- بشكل كامل مثلما حدث في المرحلة الأولى.

وأشار رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إلى أن المشروع سينتهي بشكل كامل خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أنه سيخضع لقوانين وتشريعات، ليكون تحت رقابة الدولة عقب اعتماد مجلس النواب هذه القوانين، لعدم احتكاره من البعض، ولنجاح المشروع بشكل أمن.