في ذكرى انتخابه بـ "الأمم المتحدة".. كيف دفع "بطرس غالي" ثمن معارضته لأمريكا؟

تقارير وحوارات

بطرس غالي
بطرس غالي


وصف بالراجل الصعب والعنيد وصعب المراس، نظرًا لأنه رجل لديه آراء محددة، ولا تتماشي مع السياسية الأمريكية، إنه الدكتور يوسف بطرس غالي، الذي تولى منصب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.

ويتزامن اليوم الواحد والعشرين من نوفمبر، مع انتخاب الدبلوماسي بطرس بطرس غالي أمينا عاما للأمم المتحدة لُيصبح أول أمين عام من دولة عربية، والذي تولى المنصب في الفترة من عام 1992 وحتى 1996.

وفي عام 1993، تولى بيل كلينتون الرئاسة في الولايات المتحدة، وساءت علاقة "غالي" بالنظام الأمريكي أكثر، وخاصة مع ممثلة واشنطن في الأمم المتحدة وقتها "مادلين أولبريت"، ويذكر "غالي" في مذكراته أنه كان هناك صدام دائم بين الأمم المتحدة وأمريكا.

معارضة أمريكا

تجرأ "غالي" على معارضة أمريكا في الأمم المتحدة، مما دفعها لرفض التجديد له لفترة ولاية جديدة في المنظمة الدولية، واضطرت أمريكا حينها إلى طرح اسم "كوفي أنان"، كبديل أفريقى لغالي.

موجهات مع إسرائيل

وشهدت مسيرة عمل بطرس غالي في الأمم المتحدة مواجهات مع إسرائيل أيضًا، كان أهمها قضية "مجزرة قانا"، التي أسفرت عن مصرع أكثر من 100 شخص في لبنان بسبب قصف إسرائيلي، وقام الجنرال المستشار العسكري الهولندي في الأمم المتحدة  بإجراء تحقيق رسمي في موقع المجزرة.

ورفع المسؤول الأممي تقريره بتاريخ 1 مايو 1996 إلى الأمين العام للأمم المتحدة وقتها، بطرس غالي، وجاء فيه "استحالة أن يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل في "قانا" نتيجة خطأ تقني أو إجرائي فادح، كما ادعى مسؤولون في الجيش الإسرائيلي"، و "كانت هناك أدلة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير عند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته".

وأشار في تقريره إلى احتمال أن يكون مسؤولو الجيش الإسرائيلي ممن هم في مركز من مستويات القيادة، متورطين بإصدار الأوامر بقصف القاعدة التي كانوا يعلمون أنها تأوي المئات من المدنيين العزل.

غضب أمريكا وإسرائيل

لم يلق التقرير الأممي ترحيبا من إسرائيل والولايات المتحدة، وقالت إسرائيل إن التقرير مضلل ومنحاز، وقال الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، إن ما حدث خطأ من تلك التي تحدث في الحروب، لكن الجمعية العامة للأمم المتحدة وجهت في 25 أبريل 1996، ضربة قوية للرئيس كلينتون، وقالت إن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال الحرب.

أسباب عدم التجديد

وكان الموقف السابق من أهم الأسباب التي جعلت بطرس غالي لا يترشح لفترة ولاية ثانية، وبعدها بأيام، تم اختيار كوفي أنان، أمينا عاما للأمم المتحدة، وكان هذا الموقف معاقبه لـ"غالي" من قبل أمريكا على عدائه لإسرائيل، واعتراضه على الهجمات التي وجهتها إسرائيل للبنان وقتها.