تعتيم مصري حول سد النهضة.. وخبير: أثيوبيا تستغل فشلنا الحكومي

حالة من التعتيم الإعلامي أصابت أزمة "سد النهضة" التي كانت في أشدّ صراعتها بين الجانبين المصري والإثيوبي قبل الشهور الثلاث الأخيرة، تسببت في إختفاء الحديث عن الأزمة بشكل آثار تساؤل الكثيرين.

وقبل إختفاء الأزمة كان الموقف المصري مشوش لا يمتلك رؤية واضحة، تلك الرؤية ظهرت في أخر بيانات الصادرة من الرئاسة والتي أكدت مساندة مصر للشعب الإثيوبي في التنمية مع مراعاة حق الشعب المصري في نفس الوقت، وعلى العكس كان الموقف الإثيوبي محدد يسير على رؤية ثابتة.

فقامت اثيوبيا بتحويل المنطقة المحيطة بسد النهضة إلى منطقة عسكرية، تخضع لاجراءات احترازية مشددة، كما نصبت فيها مضادات أرضية دفاعية، وتشكيل  منطقة حذر للطيران فوقها دون اذن.

وكان أخر تفاعل مشترك بين أطراف الأزمة، يتمثل في توقيع عقود الدراسات الفنية بين "مصر وأثيوبيا والسودان"، هذا وقد كشف سامح شكرى وزير الخارجية، أن سد النهضة لم يكتمل بناؤه بعد، وهو الآن فى منتصف الطريق، وهناك اتفاق لزيارة وزراء الرى والخبراء والفنيين المختصين لجسم السد، مشيراً إلى أن الدراسة الفنية للسد لن تستغرق أكثر من 12 شهراً.

وأضاف شكرى، في تصريحات صحفية: أن مسار سد النهضة وصل للمسار الفنى، وننتظر نتيجة الدراسات، وهذا أمر ونطاق علمى لا يمكن أن يكون محل تأويل أو اختلاف، والقضية فى مسار فنى، وما تخلص إليه الدراسات الفنية سيتم تطبيقه، ونتطلع لإزالة الشكوك والتوتر القائم فى الماضى بين القاهرة وأديس أبابا، ونحن لدينا حقوق يجب أن تراعى وكذلك إثيوبيا، وهم يؤكدون أنهم يراعون حقوق القاهرة والسد لم يكتمل بعد، موضحاً أن توقيع إثيوبيا على الاتفاقية يؤكد أن إثيوبيا تراعى الحق المصرى والعكس أيضاَ، والعلاقات ليست استاتيكة ثابتة فى مرحلة ما ولكن نرصد هذا الأمر بشكل يومى.

وأكد أن مصر ليس لها أى اتصال بأى أوضاع داخلية فى إثيوبيا وهذا قول قاطع وواضح، ومجرد رواسب الماضى من عدم الثقة والريبة، مضيفاً: "على الطرفين ألا يسمحا بالدخول لدائرة الشك، ومصر لا تتآمر على أحد أو زعزعة الاستقرار أو التآمر على الشئون الداخلية لأى دولة".

من جانبه قال الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية، إن أزمة سد النهضة محاوطة بالتعتيم من قِبل وزارة الري التي أعطت تعليماتها بعدم نشر أي معلومات خاصة بالأزمة في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية.

وأضاف نور الدين، في تصريحه لـ"الفجر" أن ذلك التعتيم مفتعل، يؤكد أن مصر لم تمتلك القدرة على إدارة وحل أزمة سد النهضة، لإفتقار المسئولين لرؤية واضحة للحل، مؤكداً أن الحكومة الحالية عاجزة عن تقديم الحلول.

وأشار خبير الموارد المائية أن اثيوبيا تستغل الفشل الحكومي في مصر وتقوم ببناء السد، ولم يتوقف الأمر على الدراسات الفنية فقط، بينما إثيوبيا خطتها واضحة وخطواتها ثابتة نحو بناء السد، قائلاً: "إحنا لو متحركناش السد هيتبني ومصر هتعاني من الجفاف".