نادية صالح تكتب: أنا وفاطمة ناعوت على التليفون نتحدث بلغة الحب

مقالات الرأي



أعجبنى كثيراً مقال المهندسة والكاتبة فاطمة ناعوت عن الحب بعنوان «هل نحب؟»، لقد أوضحت الكاتبة أن حب الإنسان أو حتى الحيوان لأولاده وأهله هو شيء عادى أو حب عادى، ولكن إذا توافق الإنسان أو الحيوان مع الجماعة التى ينتمى إليها أصبح إنسانا عاديا، أما الإنسان الممتاز فهو الذى يشعر بانتمائه للبشرية جمعاء متجاوزاً حدود الجماعة التى نشأ فيها، ويخاطب الإنسانية كلها بلغة الحب، ولأننى ممن يؤمنون بالقوة الخارقة للحب وما تفعله من المعجزات اتصلت بالأستاذة والكاتبة فاطمة ناعوت وجاءنى صوتها عبر الهاتف.. صوتاً طيباً أحسبه لا يعرف إلا الحب ومعه الرحمة أيضاً.. وكان هذا الحوار عبر الهاتف:

أنا: فاطمة.. الجميلة الطيبة المحبة!!

فاطمة: أهلا.. استاذتى.

أنا: دانتى اللى بقيتى أستاذتنا يا أستاذة.. ما هذا الكلام البليغ عن الحب، وأنتى تعيشين أحداثاً قد تقسو عليك- لا قدر الله-؟!!

هل تشعرين بالندم رغم شجاعتك؟!

فاطمة: إطلاقا.. أنا ابنة مدرسة صوفية يا أستاذة زرعها بداخلى أبى فقد كان صوفياً حقيقياً.

أنا: أى مدرسة صوفية كان يعتنقها والدك؟!

فاطمة: كان صوفياً بالمعنى الفلسفى للكلمة وليس مدرسة معينة.. كان يحب الله وعلمنى أن أحب الله.

أنا: إذن تغريدتك التى جرت عليك هذا الاتهام القاسى أسىء فهمها؟!

فاطمة: هذا بالضبط ما حدث وكأنك تعرفين بالضبط ما جرى يا أستاذة..، وقد أوضح المحامى هذا أمام قضائنا العظيم، وأوضحته أنا أيضاً أمام المحكمة الموقرة.

أنا: ولكن يبدو أنك مازلت تخشين عاقبة سوء الفهم هذا؟ أليس كذلك؟

فاطمة: أنا أثق فى الله عز وجل وهو يعلم ما تخفى الصدور والسرائر.. وهذا ما دعانى للحضور إلى بلدى بعد رحلة طويلة تم تكريمى فيها فى الولايات المتحدة الأمريكية من الجالية المصرية هناك وفى الإمارات أيضاً تم تكريمى والحمد لله..

أنا: هل ازدادت الطمأنينة فى قلبك بعد تشكيل لجنة تبحث فى أحوال المحتجزين والمحبوسين فى جرائم الرأى وغيرها والتى كانت بمثابة المؤتمر الوطنى الأول للشباب والتى أوصى بها السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى؟

فاطمة: أستاذة نادية.. الكاتب والمفكر والإنسان المحب قد تقتله كلمة، وليس السجن هو ما يخشاه.. ولابد أنك تتذكرين أن الشاعر العظيم صلاح عبدالصبور قتلته كلمة.. جرحته وقتلته.. المبدعون كالعصافير حتى إننى كتبت فى أحدث قصائدى أقول:

ألم يخبرهم العرافون

أن العصافير

لا تحتاج أكثر من عود قش

لنحر أعناقها.

أنا: ما كل هذه الرقة والإبداع والحب!!

فاطمة: أصدقائى وأحبائى يخافون علىَّ.. وكذلك أولادى وبينهم- المريض- كلهم يخشون علىَّ لكننى.. أحب الله.. وأدعو له.. ويعلم سريرتى.. وقد خلقت وخلقنى الله وأنا أحسن الظن بالناس وأساعد من يستحق المساعدة منهم كلما أمكننى ذلك ومهما دفعت من ثمن إذا خاب ظنى فى بعض الناس أحيانا.. هكذا أنا وهكذا خلقنى الله..

أنا: فاطمة ناعوت.. وهذا الحب والإيمان بالله بداخلها.. لابد أن يكون سنداً لها فى كل الأحوال..

وأرجو أن يكون هذا الحوار فألاً حسنا لها ولقضيتها وقضايا كل الأحرار والمبدعين.