صيادلة بالإسكندرية يكشفون نقص بأدوية الفشل الكلوي والسكر والنقيب: الصحة متخبطة في شق الدواء

محافظات

أدوية - ارشيفية
أدوية - ارشيفية


تعاني العديد من الصيدليات الحكومية بمحافظة الإسكندرية، من نقص كبير لعدد من الأدوية وإختفاء تام لأقراص الكيتوستريل الخاصة بمرضى الفشل الكلوى، وكذلك حقن الأنسولين الخاص بمرض السكر، وسط إستغاثات عديدة من المرضى وتحذيرات من الأطباء والمستشفيات فى ظل عدم وجود أى بديل أخر لهذا الأدوية.

صيادلة بالإسكندرية: نقص أقراص بالفشل الكلوي والانسولين

انتقلت كاميرا "الفجر" لعدد من الصيدليات بالإسكندرية لمعرفة أراء الأطباء فى تلك الأزمة، ورصد النواقص التى يعانوها فى الأدوية، وقال محمد حسام صيدلي، إن هناك أزمة فى العديد من الصيدليات داخل المحافظة بسبب نقص بعض الأدوية، وخاصة أقراص "الكيتوستيريل" الخاصة بمرض الفشل الكلوي، مؤكدًا إلى قيام المئات من مرضى المرض بسؤاله يوميًا عن توافر هذا العلاج من عدمه، فى نفس اللحظة الذى يتم توافره فى الخارج ووصول سعره إلى ألفان جنية، منوهًا إلى البديل الوحيد لهذا العلاج هو "الإسبراي" والذى يتم ضخه لبعض الصيدليات الخاصة.

فيما أضاف الدكتور "ماجد هانى" صيدلى، أن الصيدليات تعاني منذ فترة كبيرة من نقص حاد فى المحاليل الطبية بأنواعها، وكذلك حقن "الأنسولين" بجميع أنواعه بسبب قيام الشركة المصنعة بضخ كمية معينة لكل صيدلية شهريًا، وبسبب الإقبال الشديد عليها يتم ضخ السعة المحددة للمرضى سريعًا، متوقعًا بقرب أزمة كبيرة فى الأدوية إذا لم يتم تدارك المشكلة سريعًا. 

وأوضح الدكتور أحمد عاشور صيدلي أن هناك نقص كبير يشهده سوق الدواء المصرى فى حقن" anti – rh" الخاصة بالحوامل، وذلك بسبب إتجاه البعض لبيعه فى السوق السوداء بأسعار عالية، حيث وصل سعره فى السوق السوداء إلى 1000 جنية بدلًا من 400 جنية، رغم أهمية هذا الحقن للسيدات.

المستشفى الجامعي: نقص المحاليل قد يؤدي لوقف وحدة الكلى الصناعي

فيما كشف الدكتور طارق خليفة -مدير مستشفى الميري الجامعي، إن المستشفى تعاني من نقص كبير فى الأدوية الأساسية كمثل الأنسولين والكيتوستريل والمحاليل، وقد يؤدى ذلك إلى التوقف عن العمل داخل وحدة الكلى الصناعي بداخل المستشفى، منوهًا إلى قيام الأطباء داخل المستشفى بعمل ترشيد للمستلزمات رغمًا ما سيمثله ذلك على المرضى بداخل المستشفى.

وأضاف "خلفية" أن المنظومة الصحية الموجودة بداخل المستشفى الميري الجامعي تسير بنظم معينة منها التأمين الصحي أو على نفقة الدولة، ولذلك فإن المستشفى إذا لم تستطع توفير الأدوية بداخل الصيدلية الداخلية الخاصة بالعلاج بالأجر نضطر إلى إعادة المريض مرة أخرى إلى مكتبة نفقة الدولة، لإعادة توزيعه على المستشفيات الخادعة لذلك مثل القباري العام أو مستشفى شرق المدينة.

وأوضح أن السوق السوداء للأدوية مشكلة كبيرة، منوهًا إلى قيامه بعمل عملية قلب مفتوحة لمريض وكانت تتوقف العملية على الكينولا المستخدمة وكان الطبيعى سعرها 66 جنية ولعدم توفرها فى الإسكندرية حينها إضطرا أهالى المريض بشرائها من القاهرة بـ580 جنيه، مؤكدًا أن المستشفى تعاني من ضغط كبير للغاية فهى تخدم محافظات "الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ" وزائري العيادات الخارجية بالمستشفى يتخطى نصف مليون مريض ثانويًا و240 ألف عملية، حيث أن الميري لها قدسية داخل المحافظة وعليها العبئ الأكبر.

وأشار أن جامعة الإسكندرية وكلية الطب قد تواصلت مع إدارة التموين الطبي والصيدلة لقومية تلك المشكلة، ويتم درج قائمة كبيرة من الأدوية أو المحاليل لبحث كيفية توفيرها للمريض خلال فترة قليلة، وكذلك المحاليل بعد أن أمتنعت بعض المصانع بإنتاج المحاليل فى هذا الوقت خصيصًا.

فيما نفى الدكتور أحمد مصطفى مدير مستشفى طلبة الجامعة بالإسكندرية، عن ما تردد عن توقف وحدة غسيل الكلى بداخل المستشفى بسبب نقص الفلاتر، مؤكدًا أن ما نشرفى أحد المواقع عار تمامًا من الصحة، وأضاف "مصطفى" أن وحدة غسيل الكلى تعمل بشكل طبيعى وتباشر إستقبال المرضى دون توقف، مطالبًا بتحرى الدقة فى نشر مثل هذا الأخبار.

مرضى الكلى بالإسكندرية: لا نحصل علاج"الكيتوستيريل" لعدم توافره

وقال أحمد عبد الحفيظ أحد مرضى الكلى بالإسكندرية، أنه يقوم بعمل غسيل للكلى كل يومين على نفقة الدولة، وفى الفترة الأخيرة لم يستطع الحصول على العلاج الخاص به وخاصة أقراص الكيتوستيريل لعدم توافرها فى الصيدليات. واضاف "عبد الحفيظ" نرى معانأة كبيرة من أجل الحصول على الكيتوستيريل ونضطر إلى شرائها بأسعار مضاعفة من الخارج حتى لا نموت، وكذلك نحن نعانى من هذا المشكلة دايمًا ليس فى أقراص الكيتوستيريل فقط ولكن فى عدد من الأدوية الأخرى، وكذلك الفلاتر، قائلًا"المفروض المسؤولين يوفرلنا الحاجة اللى بنغسل بيها كلى من زجاجات المحلول للعلاج قبل ما نموت". وكان سوق الأدوية قد شهد نقص عقار كيتوستريل، وذلك رغم استغاثات وتحذيرات الأطباء والمستشفيات من نقص العقار منذ عدة أشهر، وعدم وجود بديل أخر.

نقيب الصيادلة: نفعل حملة وطنية لتوفير الأدوية الأقل تكلفة وهناك نقص في المحاليل وأدوية السرطان

فيما صرح الدكتور محمد أنسي الشافعي نقيب الصيادلة بالإسكندرية أن هناك مفاوضات بين النقابة وشركات الصناعة، لتوافر اصناف الدواء، بعيدًا عن هوامش الربح، لكي يتم توفير العلاج للمريض، منوهًا في ذات الوقت إلى أن هناك تواصل بين وزارة الصحة والمكاتب الأجنبية.

وأشار"أنسي" في تصريحات ل"الفجر" أن هناك نواقص في الأدوية بالمحافظة، وأنه يتم تلافي تلك المشاكل بتدخل الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة بصفته الشخصية، لتوافر العلاج للمريض، وأن نواقص الأدوية في المحاليل وبعض أدوية السرطان، وأن النقابة حاليًا تدشن الحملة الوطنية، لتوفير الأدوية الأقل تكلفة، مقابل نفس الفاعلية، وأنه سيتم توزيع 6ألاف بوستر على الصيدليات.

وطالب نقيب الصيادلة الأطباء كتابة أدوية للمرضى متواجدة بالسوق وبنفس فاعلية أدوية الشركات الأجنبية، لافتًا إلى أن المضاد الحيوي المصري أرخص في السعر، وبفاعلية أقل 10% من الدواء الأجنبي.

وأرجع أسباب نقص الأدوية في السوق المصري، بسبب عدم تواجد منظومة اساسية في الدولة للدواء، وأنه يجب أن يتم انشاء الهيئة العامة للأدوية برئاسة صيدلي بدرجة وزير، لتوافر الأدوية والاصناف، مشيرًا إلى أن الشق الدوائي بوزارة الصحة متخبط، وأن ذلك ظهر في زيادة اسعار الدواء دون توافره بالسوق، ميكنة الألبان، نقص المحاليل.

وكشف "أنسي" أن نقص الدواء في المخزون الاستراتيجي داخل المستشفيات الذي من المفترض أن يكون هناك مخزون 5و6 شهور، أصبح مخزون لأسبوع وأسبوعين، وأن النقص يظهر في المستشفيات الخاصة والحكومية، والنقابة الفترة الماضية وفرت 25ألف عبوة محاليل للمواطن.