عمر خيرت: الغناء حاليًا لا يتناسب مع تاريخنا الفني.. وأتمنى حل أزمة حجز تذاكر حفلاتي (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر


عجزت الكلمات عن وصف موسيقاه، هو الوحيد الذي يتسارع الجميع لحضور حفلاته، يستطيع أن ينقلك من واقع أليم إلى عالم ملئ بالسحر والأحلام، نشأ في عائلة فنية خالصة استطاع أن يكون رمزًا للفن الراقي بمصر والوطن العربي، مزج بين الشرقية والغربية لكي يقول للعالم أجمع أن الموسيقى العربية يمكن أن توضع في قالب عالمي ويستمع لها العربي والغربي، إنه الموسيقار العالمي "عمر خيرت" الذي أجمع الكبار والصغار على عشق موسيقاه ومهما مرت السنون ستظل حية في وجدان الجميع.

 

خيرت تحدث لـ"الفجر الفني" وكان هذا هو نص الحوار:

 

يتسارع الجمهور إلى حجز تذاكر حفلاتك بالأوبرا ولكنهم يعانون من نظام الحجز ونفاذ التذاكر بسرعة فائقة ماتعليقك؟

بالطبع أتمنى أن يحضر كل الجمهور حفلاتي وأشعر بالضيق من جلوسهم منذ الصباح الباكر لحجز التذاكر ولكن ليس بيدي شئ، فدار الأوبرا مؤسسة حكومية ولا أستطيع التدخل في نظامها، ولكن اقترحنا زيادة عدد الحفلات فأصبحت أقدم حفلين أو ثلاثة شهريًا، كما أنني في انتظار تفعيل نظام الحجز الإلكتروني لحل الأزمة.

 

موسيقار كبير مثل عمر خيرت هل يتحكم الوحي في أماله أم تلعب الخبرة دورًا في ذلك؟

الخبرة الطويلة تلعب دوًا بالتأكيد، فاستطيع إستحضار الحالة التي أريدها، وهذا في حالة تعاقدي على إنتاج عمل جديد ووجود عقد مبرم بيني وبين جهة ما، فهذا أمر لا يحتمل إنتظار الوحي، أما في حالة عدم التزامي بتعاقدات فأكون حر أفكاري، وأدون وأعزف أي فكرة جملة موسيقية تخطر ببالي.

 

أن تكون الأول ليس بالأمر السهل فكيف استطعت تحقيق ذلك وهل ساعدك أحد؟

كنت أعزف في أحد المطاعم في شبابي فترة الغذاء والعشاء لكي أساعد نفسي في دراستي، وبعدها قدمتني الفنانة فاتن حمامة للجمهور ومن هنا كان باب الشهرة.

 

هل تقصد أن "فاتن حمامة " هي سبب شهرتك؟

فاتن لها الفضل بعد الله في شهرتي وتقديمي للناس، حيث كنت مدعوًا على إحدى الحفلات الخاصة وهي كانت بين الحضور وقمت بالعزف على البيانو وأعجبت بعزفي وسألتني عن مؤلف تلك المقطوعات وتفاجئت عندما قلت لها أنا فرشحتني لعمل خلفية موسيقية لسلسلة تلقي فيها أشعارًا للإذاعة المصرية، ثم رشحتني لعمل موسيقى فيلم "ليلة القبض على فاطمة".

 

هل كان البيانو هي الآلة الوحيدة التي تلعبها؟

أول ألة كنت ألعبها هي الدرامز حيث كنت أمارس موسيقى الجاز، وذلك في فترة الستينات، والتحقت بفرقة "القطط الصغيرة" وكانت تلك الفترة بمثابة ثورة على الموسيقى الكلاسيكية في هذا الوقت.

 

وقد شكلت تلك المرحلة داخلي اهتمام كبير بالتنوع الموسيقى حيث استطعت التعرف على الموسيقى الشرقية والغربية لأصنع منهما توليفة لأعمالي ومشروعي الفني.

 

تنتمي لعائلة فنية كبيرة فهل لعب ذلك دورًا في تشكيل بنيتك الفنية؟

بالفعل فلقد كنت أرى والدي في المنزل يعزف على البيانو وأنا في سن الخامسة، وكنت أقف بجواره واستمع له في ذهول شديد، وبعدها أجلس مكانه وألعب بطريقة عبثية على البيانو ومن هنا لاحظوا اهتمامي الشديد بالموسيقى وألحقوني بمعهد الكونسرفتوار في التاسعة من عمري.

 

عمك هو مؤسس معهد الكونسرفتوار فهل الوساطة لعبت دورًا في دخولك المعهد؟

عمي أبو بكر خيرت هو مؤسس معهد الكونسرفتوا كما أنه من رواد الموسيقى السيمفونية في مصر وهو المهندس المعماري الذي صمم أكاديمية الفنون، ولقد التحقت بالمعهد بطريقة طبيعية دون تدخل منه على الإطلاق ومررت بكافة الإختبارات فهو لم يكن يقبل بالوساطة على الإطلاق.

 

وبماذا ترد على من يقول أن الوساطة هي من لعبت دورًا في نجاحك بالمعهد وتفوقك على زملائك؟

لقد رسبت في أحد السنوات بالمعهد بسبب خطأ حدث ولكنه ليس خطأي ولقد تفهم عمي ذلك، ولكنه اعتمد رسوبي واضطررت لإعادة السنة مرة أخرى حتى لايقول أحد أنني نجحت بالوساطة كوني ابن اخيه.

 

أكاديمية الفنون أنهت عقود المدرسين الأجانب منذ فترة، فكيف ترى تأثير ذلك على الدارسين؟

لقد تعلمت على يد الإيطالي كارو واستفدت منه كثيرًا، وبالطبع هناك تأثير لأنهم كانوا ينقلون لنا خبراتهم وثقافتهم ويوسع من مدارك الطلاب ويفتحها على العديد من القوالب الموسيقية، كما أن غياب البعثات إلى الخارج يضر بالطلاب بشكل كبير.

 

كيف ترى الأعمال الغنائية في الوقت الحالي؟

لا استطيع التعليق عليها لأنها لا تتناسب مع تاريخنا الفني العريق.