في سبيل الفن.. "الساحر" يهرب من أبيه ويعيش في شقة بها 50 شخصاً

منوعات

بوابة الفجر


واجه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز صعوبات للدخول إلى الوسط الفني، وكان أكبر عائق في طريقه هو رفض والده خوض العمل التمثيلي، وهو ما عرضه لعدة مشكلات معه، وفق ما رواه في حوارات صحفية سابقة.

تحدث عبدالعزيز عن والده قائلًا: «والدي كان حازمًا جدًا، وكان يعاملني بشدة خوفًا على مستقبلي، ولم أكن أملك أن أعصي له أمرًا»، موضحًا أن هذه الظروف دفعته إلى الرضوخ لأمره بالالتحاق بكلية الزراعة، والتخصص في تربية النحل، رغم أن حلمه كان دخول معهد السينما.

الشغف الفني لدى عبدالعزيز دفعه إلى السؤال عن فريق التمثيل في الجامعة عقب التحاقه بها، وبالفعل تمكن من لقاء عدد كبير من النجوم وحضور جلساتهم، وفق روايته، وتعرف على حياتهم الفنية بشكل عام، وتمكن من تقديم نفسه إلى المخرجين.

وكشف عبدالعزيز أنه فعل كل هذه الأمور بجانب دراسته حتى تخرج في كلية الزراعة، موضحًا أنه لم يستطع العمل في هذا المجال سوى فترة وجيزة، لأنه أراد تحقيق حلمه الفني.
نقطة البداية الحقيقية لعبدالعزيز كانت من عند المخرج نور الدمرداش، وروى عنه: «شاهدني من قبل في الإسكندرية، وكان يستعد لمسلسل (كلاب الحراسة)، وأسند لي فيه دور ضابط مخابرات إسرائيلي، وكان أول ظهور لي وحدث إجماع على موهبتي وقدراتي، وتنبأ كثير من النقاد بأنني أحد نجوم المستقبل»، وفي هذه الظروف تمكن من التعرف على المنتج رمسيس نجيب.

بعد دخول عبدالعزيز المجال الفني، رغم تعليمات والده، لم يجرؤ على مواجهة أبيه وترك المنزل أيامًا عدة، ويروي عن تلك الفترة: «ذقت المرّ وعانيت كثيرًا في شوارع القاهرة التي لم أعرفها، ولا أعرف أي إنسان فيها، وكنت أنام في الفنادق البسيطة ومنازل الزملاء، وكثيرًا كنت لا أملك ثمن وجبة الطعام حتى استقر بي الأمر مع ابن خالي».

وأوضح عبدالعزيز أن الشقة كانت تتواجد في المنيل، ويقيم فيها أكثر من 50 شخصًا ليساهموا معًا في الإيجار، وتابع: «هكذا تضاعفت متاعبي في المدينة الغريبة عني، ولم أجرؤ على العودة إلى أبي في الإسكندرية إلا بعد نجاحي وبداية شهرتي، التي بدأ الجيران يتحدثون لأمي وإخوتي عنها، وسعوا لتذليل المشاكل والعقبات مع أبي».

وبعد معرفة الأهل بحقيقة عمله كان لابد من أن تحدث المواجهة مع الوالد، إلا أن الظروف تغيّرت بعد النجاح الذي حققه عبدالعزيز في بداية مشواره، وروى عن لقائه الأول بأبيه: «احتضنني بقوة وتساقطت الدموع من عيني، ولا أنسى ما قاله لي: ربنا يوفقك يا بني في الطريق الصعب الذي اخترته لنفسك».