رد فعل غير متوقع من أوساط النظام السوري بعد فوز ترامب برئاسة أمريكا

عربي ودولي

ترامب
ترامب


رحبت أوساط سياسية سورية بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية نظرًا لمواقف ترامب حيال النظام في سوريا، وإمكانية تعاونه مع روسيا في حل الأزمة السورية ودعوته لمحاربة الإرهاب، في حين لم يصدر حتى اللحظة أي موقف سوري رسمي حيال فوز ترامب.

 

ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية التابع للحكومة السورية الدكتور بسام أبو عبدالله: "الولايات المتحدة دولة عظمى لا يقودها أفراد بل هي دولة مؤسسات، ومع ذلك فوز ترامب بالنسبة لنا في سوريا هو الأفضل في ما يخص التفاهم مع روسيا وحديثه عن محاربة الإرهاب".

 

وأضاف: "ترامب لا يعتبر النظام في سوريا عدواً، بل إن العدو هو الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش، في حين أن هيلاي كلينتون متهمة بدعم التطرف أن كان في ليبيا أو داعش والنصرة وحتى الإخوان المسلمين، واتهم ترامب كلينتون بذلك".

 

وتابع "خبرنا هيلاري في منصب وزيرة الأمريكية وكانت تكن عداء لسوريا، أما ترامب فهو يبحث عن مصالح أمريكا ومصلحة الشعب الأمريكي في الاقتصاد وغيره، وهذا لا يختلف عليه أحد، أما هيلاري فكانت تجسد العقلية الأمريكية في الهيمنة على العالم".

 

تعزيز القيادة

من جانبه، قال وزير الإعلام السوري الأسبق مهدي دخل الله: "ليست مشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية من هو الرئيس، لأن هناك استراتيجية أمريكية ثابته يعترف بها الرؤساء وهي تعزيز قيادة الولايات المتحدة للعالم".

 

وأضاف دخل الله: "هناك عاملان يحددان هل الرئيس الأمريكي سيء جداً أم أقل سوءاً تجاه القضايا الدولية عامة، الأول يتعلق بشخصية الرئيس وقدرته على اتخاذ القرارات وضبط الخلافات في إدارته وتوحيد السياسة أي هل هو قائد أم مجرد رئيس عادي".

 

وذكر أن ترامب كان متطرفاً في كل شيء ومعتدلاً في المسألة السورية أما كلينتون فكانت معتدلة في كل شيء ومتطرفة فيما يخص سوريا.

 

موقف ثابت

من جانبها، قالت عضو تيار بناء الدولة السورية الدكتورة منى غانم "أعتقد أن نجاح ترامب أو هيلاري هو أمر داخلي أمريكي لا تأثير له على اي وضع في سوريا، وموقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية كان واضحاً منذ البداية أنها لن تتدخل عسكرياً إلا بالخبراء، ومنذ اليوم الأول ومنذ انعقاد مؤتمر المعارضة الأول في سوريا كان موقف الادارة الأمريكية واضحاً وشجعت الحوار والشراكة بين النظام والمعارضة".

 

وأضافت غانم "لا اعتقد أن نجاح ترامب سيغير في سياسة الولايات المتحدة في سوريا، لأن الأمر لا يخضع لرغبة الرئيس بل يخضع للبنتاغون والمخابرات المركزية الأمريكية" .

 

وأوضحت أن كل ما ستفعله الولايات المتحدة أنها ستشجع الحوار والحل السياسي وتدعم المعارضة المعتدلة وتستمر في الحرب على الإرهاب ضد داعش ولن تتدخل عسكرياً، بل ستدعم المقاتلين المحليين كما يحصل حالياً في معركة الرقة التي أطلقت قبل الانتخابات الأمريكية بعدة أيام.

 

وقالت إنها شخصياً لم تكن تتوقع فوز هيلاري كلينتون لأن الوضع على الساحة الأمريكية ليس ناضجاً حتى تأتي سيدة وتحكم الولايات المتحدة.

 

سياسة أوضح

وقال الصحافي والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية ثابت سالم "من المبكر الحكم على موقف الرئيس المنتخب ترامب باعتبار أن المواقف السياسية تتبدل بين ما يقال في الوعود الانتخابية والممارسة السياسية، لكن موقف ترامب من مسألة اللاجئين كما يبدو لن يتغير من هنا كان وقوف السوريين إلى جانب كلينتون".

 

وأضاف سالم: "في ظل السياسة الخارجية لترامب لا أرى تبدلاً جذرياً بما يخص سوريا، سوى احتمال انضمام ترامب بصورة أوضح إلى سياسة بوتين الراهنة، الأمر الذي لا يتميز كثيراً عن موقف الإدارة الأمريكية الحالية باستثناء أن ترامب سيكون أكثر فعالية تجاه داعش".

 

وتابع "ما يجب وضعه في الاعتبار هو احتمال ممارسة ترامب الضغط على الدول الأوروبية كي تغير من سياساتها المعلنة حول مجموعات المعارضة السورية المسلحة، حيث توضع جميع هذه المنظمات في خانة الإرهاب".