إمام المسجد النبوي يستعرض فضل محبة الرسول الكريم

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية

تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان؛ عن فضل محبة الرسول - عليه أفضل الصلاة والسلام.
 
وقال "البعيجان": "لقد اختار الله واصطفى وفضّل نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - على الناس وسائر المخلوقات كافة؛ فبعثه رحمة للعالمين وخاتماً للأنبياء والمرسلين إلى هذه الأمة شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, وقد اختاره الله من أنفس معدن وأشرف محل وأفضل زمان ومكان وزكّاه بأحسن وأكمل الصفات والأخلاق، وفضّله على جميع خلقه, وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء, اصطفاه في عقله، فقال سبحانه: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) واصطفاه في خُلقه، وقال سبحانه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ), اصطفاه في حلمه، فقال (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ), واصطفاه في علمه، فقال (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)".
 
وأضاف: "ولقد اصطفاه ربه في صدقه، فقال: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى), واصطفاه في صدره، فقال (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ), واصطفاه في فؤاده، فقال: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى), واصطفاه في ذكره، فقال (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ), واصطفاه وأرضاه، فقال (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)".

وأردف: "قرن الله طاعته بطاعته ومحبته بمحبته، فلا يتعبّد الله ولا يتقرّب إليه إلا بما شرع على لسان نبيه محمد - عليه الصلاة والسلام -, وليس للجنة طريق إلا طريقه هو سبب هداية الناس ونجاتهم وهو صاحب الشفاعة الكبرى, وقد استقر في الفطر السليمة والعقول الصحيحة حب مَن كانت هذه أخلاقه وتلك صفاته.
 
وتابع: "محبة الرسول - عليه الصلاة والسلام - فرض لازم وركن واجب وشرط في الإيمان، فعن أنس - رضى الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله علية وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين", فهذا برهان أن محبته أصل إيماني وواجب شرعي، وفي المقابل فإن بغضه ناقض إيماني وفساد اعتقادي، وكمال حبه من كمال الإيمان ونقصه من نقص الإيمان".

وقال "البعيجان": "محبة المصطفى - عليه أفضل الصلاة والتسليم - طاعة يتقرّب بها إلى الله؛ مقيدة بالشرع ولها دلائلها وأمارتها التي تظهر حقيقة المحبة وصدقها, مَن ادّعى محبة الله ولم يسر على سنة سيد الأمم فذاك كذاب".
 
وأضاف: "من أهم دلائل محبته عليه الصلاة والسلام اتباع سنته والتمسك بهديه؛ لأن المحبة تقتضي الوفاق والاتباع, ونصرته والذب عنه وتبليغ سنته, والإكثار من ذكره والصلاة والسلام عليه, ومن دلائل محبته تمني رؤيته - صلى الله عليه وسلم -, وعدم الغلو فيه؛ لأن الغلو مخالفة ومشاقة له, وقراءة سيرته والتعرُّف إليه - عليه أفضل الصلاة والسلام".