زي النهاردة.. الذكرى الـ 52 لعزل "سعود بن عبدالعزيز".. أول "خلع" في تاريخ حكم المملكة

تقارير وحوارات

الملك سعود بن عبدالعزيز
الملك سعود بن عبدالعزيز



تحل اليوم الذكرى الـ52 لعزل سعود بن عبدالعزيز، الذي تقلد منصب "الملك الثاني" للملكة العربية السعودية خلفًا لأبيه عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو الوحيد من ملوك السعودية الذي انتهى حكمه بالعزل من قبل أفراد عائلته وليس بالوفاة.

سعود بن عبدالعزيز، ولد في ١٥ يناير ١٩٠٣، وعقب توحيد معظم أراضي شبه الجزيرة تحت حكم الملك عبدالعزيز وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها تم إعلانه ولياً للعهد وصدر مرسوم بتعيينه ولياً للعهد في ١١ مايو ١٩٣٣، وبعد تعرض والده الملك عبدالعزيز لوعكة صحية في ١٩٥٣ أصدر أمراً بتعيينه رئيساً لمجلس الوزراء.

 تولى سعود بن عبدالعزيز الحكم في ٩ نوفمبر ١٩٥٣، بعد وفاة والده وبويع ملكاً في ١١ نوفمبر ١٩٥٣ فأحدث تطويرات ملحوظة على البنية الأساسية والخدمات والتعليم والمعاشات والزراعة والطرق والمطارات والجيش.

وفي 2 فبراير لعام 1964 تم عزله لأسباب غير معلومة، ولكن وفقًا للروايات السعودية فإن المعزول عانى في سنوات حكمه الأخيرة من أمراض متعددة منها آلام بالمفاصل وارتفاع ضغط الدم وكان ذلك يستدعيه الذهاب إلى الخارج للعلاج، وبسبب الأمراض واشتدادها عليه فإن ذلك جعله لا يقوى على القيام بأعمال الحكم.

 كما أن هناك أقاويل عدة تؤكد أن مرض سعود بن عبد العيزيز لم تكن السبب الحقيقي وراء عزله، حيث بدأت في ذلك الوقت الخلافات تظهر بينه وبين ولي عهده الأمير فيصل والتي تطورت واتسعت، وبسبب ذلك دعى الأمير محمد أكبر أبناء الملك عبد العزيز بعده وبعد الأمير فيصل إلى اجتماع للعلماء والأمراء. 

وفي 29 مارس 1964، عقد اجتماع وأصدر العلماء فتوى تنص على أن يبقى هو ملكًا على أن يقوم الأمير فيصل بتصريف جميع أمور المملكة الداخلية والخارجية بوجود الملك في البلاد أو غيابه عنها، وبعد صدور الفتوى أصدر أبناء الملك عبد العزيز وكبار أمراء آل سعود قرارًا موقعًا يؤيدون فيه فتوى العلماء وطالبوا فيه الأمير فيصل بكونه وليًا للعهد ورئيسًا لمجلس للوزراء بالإسراع في تنفيذ الفتوى.

 وفي اليوم التالي اجتمع مجلس الوزراء برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الأمير خالد بن عبد العزيز واتخذو قرارًا بنقل سلطاته الملكية إلى الأمير فيصل وذلك استنادًا إلى الفتوى وقرار الأمراء، وبذلك أصبح الأمير فيصل بن عبد العزيز نائبًا عن الملك في حاله غيابه أو حضوره. 

عقب صدور هذا القرار توسع الخلاف بينه وبين أخيه الأمير فيصل، كما ازداد عليه المرض، ولكل تلك الأسباب اتفق أهل الحل والعقد من أبناء الأسرة المالكة أن الحل الوحيد لهذه المسائل هو خلعه من الحكم وتنصيب الأمير فيصل ملكًا، وأرسلوا قرارهم إلى علماء الدين لأخذ وجهة نظرهم من الناحية الشرعية، فاجتمع العلماء لبحث هذا الأمر، وقرروا تشكيل وفد لمقابلته لإقناعه بالتنازل عن الحكم وأبلغوه أن قرارهم قد اتخذ وأنهم سيوقعون على قرار خلعه عن الحكم وأن من الأصلح له أن يتنازل، إلا أنه رفض ذلك.

 وفي الأول من نوفمبر 1964 اجتمع علماء الدين والقضاة، وأعلن مفتى المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ خلع الملك سعود عن الحكم ليخلفه الأمير فيصل ملكًا، اليوم التالي بويع فيصل ملكًا للملكة، وقد اعترف رسميًا بخلعه من الحكم في 3 يناير 1965 وذلك عندما أرسل كتاب مبايعة للملك فيصل بايعه فيه بالحكم.
توفي سعود بن عبدالعزيز في 23 فبراير 1969 في أثينا باليونان، ونقل جثمانه إلى مكة المكرمة حيث صلي عليه في المسجد الحرام ودفن بعدها في مقبرة العود في الرياض.