التستر يطيح بـ 15% من محال تأجير السيارات

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


حذر خبراء ومختصون بقطاع تأجير السيارات من انتشار ظاهرة التستر وعزوف المستثمرين عن القطاع، بسبب اقتصار عمل الشباب السعودي على المهام الإدارية، وضبابية آلية استرداد حقوق التجار، بالإضافة إلى بيروقراطية الأنظمة، وعدم وجود لائحة تنظيمية، فضلا عن سرقة بعض المستأجرين لقطع الغيار، وعشوائية التسعير والغرامات المرورية على التجار.

وأشار الخبراء إلى أن العمالة الوافدة تسيطر على محلات تأجير السيارات التي تصل إلى نحو 700 محل، تقدر استثماراتها بنحو 70 مليار ريال، رغم قرار توطين القطاع بنسبة 100% منذ عدة سنوات، مشيرين إلى خروج نحو 15% من تلك المحلات بخسائر متراكمة وقضايا وشكاوى لم تحل حتى الآن.

ورصدت جولة ميدانية لـ»المدينة» بحي الشرفية، عزوف الشباب السعودي عن العمل بمحال تأجير السيارات، وانتشار ظاهرة التستر، للعمالة الوافدة سواء للمالكين أو العاملين بالمحلات.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للنقل بمجلس الغرف السعودي، سعيد البسامي: إن الشباب السعودي بمحلات تأجير السيارات يقتصر دوره على المهام الإدارية، مشيرا إلى صعوبة الاستغناء عن الوافدين بالقطاع بسبب تأديتهم أمور لوجستية، وعدم رغبة الشباب السعودي في العمل بالقطاع الخاص الذي تمتد ساعات عمله لنحو 8 ساعات يوميا.

وأضاف أن المستثمرين يعزفون عن القطاع بسبب عدم ضمان حقوق التاجر في حال وجود تعديات أو تلفيات من المستأجرين، بسبب بيروقراطية الأنظمة والقرارات، فضلا عن هروب بعض المستأجرين بالسيارات، والغرامات المالية نتيجة لمخالفات المستأجر المرورية، بالإضافة إلى استخدام المركبات في المحرمات النظامية، إلى جانب عشوائية التسعير وتدنيه مقارنة بدول الجوار.

وأوضح البسامي، أن عدد محلات تأجير السيارات يصل إلى 700 محل باستثمارات تقدر 70 مليار ريال، مشيرا إلى أن السوق شهد خروج نحو 15% من تلك المحلات بخسائر متراكمة وقضايا وشكاوى لم تحل حتى الآن.

وقال عبدالله العليان، مدير فرع وزارة العمل بمكة المكرمة: إن قطاع تأجير السيارات يعاني من «السعودة الوهمية» رغم قرار توطينه منذ عدة سنوات بنسبة 100%، مشيرا إلى أن الشباب السعودي قادر على إثبات نفسه في القطاع لما لديه من المؤهلات وقدرات تنافسية .وقال رئيس لجنة السيارات بغرفة الشرقية، هاني العفالق: إن توطين قطاع السيارات يسهم في انخراط الشباب في بيئة العمل الخاصة، والتي تتناسب مع اهتماماته، مشيرا إلى أن الشباب السعودي يحتاج إلى تنمية مهارات البيع والتسويق والخبرات المكتسبة لإتقان العمل.

ودعا العفالق وزارة العمل إلى إقامة ورش عمل متخصصة، والاستفادة من أهل الخبرة بالقطاع، ومعرفة التزامات العمل وأوقاته والتعاون مع الجهات التعليمية لتأهيل الشباب السعودي، فضلا عن دعم وتجهيز بيئة العمل.

وقال فالح العتيبي صاحب محل تأجير سيارات: إن الشباب السعودي يعزف عن العمل في المهنة لرفضه العمل بمهام استلام السيارة وغسيلها ومتابعة العمل، فضلا عن رفضه العمل بدوام صباحي ومسائي لمدة 8 ساعات، مشيرا إلى أن التاجر لا يثق في العامل السعودي، ويسلم المسؤولية للوافدين.

وأضاف العتيبي أن القطاع يعاني من قلة المردود المالي والتي تقدر بـ500 ريال شهريا بسبب ارتفاع التكاليف الثابتة وسداد أقساط المركبات المؤجرة، فضلا عن المجهود الذهني والنفسي الناتج من مشكلات المستأجرين.