صداع في "رأس غارب" بسبب خراب السيول ومواطنون ينعون "عاصمة البترول" (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


بين ليلية وضحاها، أصبحت تلك المدينة، على حين غفلة من أهلها مليئة بالكر والفر من أهلها، خاوية على عروشها بشوارعها، لا ترى فيها زوال أحد، وسط أصوات البرق والرعد، التي ضربت كافة أرجاءها.

"رأس غارب" تلك المدينة الهادئة، التي اتصفت من بين قريناتها بالبحر الاحمر، بالهدوء والسكون، عاشت في تلك الايام الفائتة حالة من الرعب والقلق، بسبب مياه السيول، التي كانت تحصد كل ما تراه أمامها من سيارات وممتلكات وغيرها من الاشياء، لتصبح المدينة بلا كهرباء أو ماء، بسبب انقطاع الخدمات.

انقطاع الماء والكهرباء

ظهرت ملامح الغضب على وجوه جميع الاهالي حال تجولنا بالمنطقة، خاصة وملابسهم مبللة تمامًا ومليئة بالطمي والطين، ولسان حالهم يصف ما لبثوا فيه من مشكلات وتعطيل لكافة أمور الحياة خاصة منهم من يقتات أكل يومه بيوم، والذي استقر أمام منزله يشكو حاله الى المياه الراكدة.


سلامة عواد، شاب ثلاثيني، كان ممسكًا بإناء يقوم "بنزح" الماء من داخل منزله، الى الشارع، بعد أن طفت كل اجهزة منزله الكهربائية بعد مرور شهرين فقط على زواجه، الامر الذي أصابة بحالة من اليأس في ظل انقطاع الماء والكهرباء، قائلًا "كل اللي حصل قضاء وقدر ومنقدرش نقول غير ربنا يسترها علينا ومتحصلش أسواء من كدا".

وتابع عواد، أن الامر لم يحمد عقباه بسبب خسارة الجيران الفادحة، حيث يقطن بجواره صاحب سوبر ماركت، والذي فقد كل رأس ماله بعد تلف كل البضائع الموجودة بالمكان، مطالبًا المسؤولين بحصر تلك الخسائر والعمل على تعيض البعض منها.

دمار بالمدينة

على بعد أمتار قليلة من ناصية بمنطقة الكمين بالمدينة الغارقة، لا ترى سوى أطلال، وبجوارها سيدة عجوز، لم يترك لها ماء السيل، سوى بعض الاواني المعدنية، والبلاستيكية التي طفت فوق الماء، وتشكوا الى ربها ضعف حالها بعد ان ذهب كل ما كانت تملكه في مهب السيول.

وتقول الحاجة سعاد مرزوق، إنها تركها جميع أبناءها للعمل بالخارج، بعد ان تقطعت بهم السبل هنا، ليتركوها وحيدة دون راعي يرعاها سوى العناية الالهية، مطالبة بمساعدتها وتقديمة يد العون لها.


إغلاق للمدارس

يروي شحاتة رضوان، مدرس، أنه لم يستطع أحد الذهاب الى مدرته بسبب طفى المقاعد على المياه، الامر الذي جعل القيادات بمديرية التربية والتعليم توقف أعمال الدراسة لحين إشعار آخر، باتصال ودفع لجنة من الوزارة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم والأبنية التعليمية لتقييم حالة المدارس برأس غارب والإمداد بالمطالب وأعمال رفع الكفاءة، تمهيدا لاستئناف الدراسة في أقرب وقت ممكن.

حيوانات برية وأفاعي في أحضان الاهالي

بينما تسير في طرقات المدينة، ترى على أعتاب الابواب، جثامين الحيوانات البرية والافاعي التي أجبرتها السيول على الخروج من جحورها بالصحراء، والتي باتت تهدد حياة المواطنين.

وطالب العديد من الاهالي القائمين على وزارة البيئة والمحميات الطبيعية بضرورة العمل على إيجاد حلول سريعة للحد من انتشار الافاعي التي باتت تتجول في المنازل، والاحياء القريبة من المناطق الرملية.

فيما تقوم الاجهزة المعنية والمختصين بدراسة الظاهرة، والتي أرجعها المختصين الى نزوح تلك الحيوانات الى المناطقة اليابسة بعد غرق الاحياء الطبيعية لها بسبب مياه السيول.

قوافل إغاثة

فيما تستعد جامعة جنوب الوادي بقنا، برئاسة الدكتور عباس منصور، بتجهيز قافلة طبية وغذائية، وإرسالها إلى مستشفى رأس غارب غدا الاثنين.

وأشار عبدالله، الى أن جمعية الأورمان، قامت بتوفير ودفع 2000 بطانية وملابس وأغذية، كما قامت وزارة التضامن، بتجهيز قافلة من الجمعيات الأهلية، سيتم إرسالها لمدينة رأس غارب، مساهمة منهم لمتضررى السيول بالمدينة.