على خطى "السكر".. الدقيق يدخل خط الأزمة بزيادة 1000 جنيه لسعر الطن..وخبراء: "عبث"

تقارير وحوارات

أزمة السكر - أرشيفية
أزمة السكر - أرشيفية



لنقيب الفلاحين: ارتفاع سعر الدقيق الحر يهدد منظومة الخبزبالفشل
أستاذ اقتصاد: سيؤدي إلى  تفاقم الأزمة الاقتصادية
وكيل لجنة الزراعة بالبرلمان: قرار عبثي
 
أثارت أنباء ارتفاع سعر القمح الحر إلى ألف جنيهًا، وفقًا لارتفاع أسعاره عالميًا إلى 295 دولارًا، استياء بعض المختصين الذين أكدوا أن هذا القرار "عبثي"، وله تداعيات سلبية جثيمة أبرزها تهديد بفشل منظومة الخبز، وإغلاق بعض المصانع التي تعتمد في انتاجها على هذا النوع من الدقيق.


وكشف تقرير لغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات ارتفاع أسعار القمح عالميًا إلى 295 دولارا للطن أي نحو 3250 جنيها، وبعد إضافة مصاريف الطحن واستخراج "الردة" النخالة يرتفع طن الدقيق إلى 3600 و3700 جنيه.


ورصدت"الفجر"، فيما يلي، آراء بعض المختصين حول تابعيات ارتفاع سعر الدقيق وكيفية تأثيره على المواطن والاقتصاد.


يهدد بفشل منظومة الخبز
أكد المهندس رشدي أبو الوفا عرنوط، النقيب العام للفلاحين، أن ارتفاع سعر القمح عالميًا سيؤدي إلى ارتفاع سعر "الدقيق" الحر بمصر، موضحًا أن أسعار الدقيق الشهر الماضي، كانت تتراوح بين 2600 و2700 جنيه للطن؛ لكنها ارتفعت الآن بقيمة 1000 جنيه تأثرًا بارتفاع سعر الدولار الأمريكي.

وشدد "عرنوط"، في تصريحات لـ"الفجر"، على أن ارتفاع سعر الدقيق الحر سيهدد بفشل منظومة الخبز، نظرًا لاحتكار التجار للسوق، ووجود سعرين للدقيق، وبالتالي ستولد أزمة أخرى، مثلما يحدث مع أزمة السكر، تتسبب في ارتفاع الأسعار وبيع الدقيق في السوق السوداء، بالإضافة إلى اختفائه من الأسواق.


ويرى"عرنوط"، أن الحل في التوسع في الزراعة، والاعتماد على انتاج "الدقيق" المحلي، والشراء من الفلاح بسعر مناسب يساعده على الإنتاج أكثر وتوفير الخامات (المبيدات الكميائية)، بدلاً من الاتجاه إلى المستورد، مؤكدًا أن مصر لديها امكانية توريد دقيق فاخر ولكن إذا اهتمت الحكومة بذلك.


تفاقم الأزمة الاقتصادية
في السياق ذاته قال الدكتور إيهاب الدسوقي، أستاذ الاقتصاد، ومدير مركز البحوث بأكاديمية السادات، إن ارتفاع أسعار الدقيق الحُر، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر لاسيما مع ارتفاع سعر الصرف؛ مما يجعلها على حافة الهاوية لاسيما في هذا التوقيت الصعب. 

وأضاف"الدسوقي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن اتجاه الحكومة لرفع سعر الدقيق الحر سيؤدي إلى زيادة نسبة البطالة، موضحًا أن هذا الارتفاع سيؤثر على رغيف الخبز بدلاً من أن يباع بـ(25) قرش سيصل سعره إلى جنيهًا، وهنا الكارثة لأنه سيؤثر بشكل عام على باقي السلع تدريجيا، خاصة أصحاب المطاعم التي تعتمد على الدقيق الحر في جميع أكلاتها.

وأشار"الدسوقي"، إلى أن ارتفاع سعر الصرف وعدم وجود سعر ثابت  الفترة المقبلة  سيؤدي بالفعل إلى قيام ثورة "جياع".


قرار عبثي
من جانبه استنكر النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بالبرلمان، ارتفاع سعر الدقيق المدعم، واصفًا اياه بقرار "عبثي"، مؤكدًا أن من المستحيل أن يسمح البرلمان المساس بقوت المواطن البسيط.

وأضاف "تمراز"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن ارتفاع سعر الدقيق الحر وفقًا للأسواق العالمية ما هو إلا" كلام فارغ لمافيا المستوردين من أجل إرباك الأوضاع واستغلال الحالة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار في مصر".

وبسؤاله عن تابعيات ارتفاع سعر الدقيق الحر بمصر، أكد"تمراز"، أن تداعياته السلبية جثيمة منها تدهور حال المصانع التي تعتمد في انتاجها على الدقيق الحر كـ"المكرونة، والحلويات"، مما سيؤدي إلى إغلاقها وبذلك نرى أنفسنا أمام أزمات متتالية لا نستطيع الخروج منها، مشيرًا إلى أن مجلس النواب قام بطلب إحاطة لوزير التموين محمد علي مصيلحي، للإستفهام عن ارتفاع سعر الدقيق، والملفات الخاصة باختفاء وارتفاع أسعار السلع الغذائية.