نص كلمة قاضي أحداث "بولاق أبو العلا" قبل صدور الحكم

أخبار مصر

المستشار محمد شيرين
المستشار محمد شيرين فهمي - أرشيفية


ألقي المستشار محمد شيرين فهمي، كلمة قبل النطق بالحكم فى قضية أحداث عنف بولاق أبوالعلا المتهم فيها 104 متهما وبدأها بقوله تعالي :" مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، ويقول عز وجل "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".

 

 

وأردف: وتابعت المحكمة أن هذه الآيات وغيرها من الآيات الكريمة تحذر من القتل لحفظ الدماء وعدم إزهاق الأرواح ويعد الاقتتال الداخلي اشد من القتل واكبر خطرا لما له من أثار سلبية وتبعات سيئة فهو فتنة هوجاء وضلالة عمياء تشيع الفوضي في المجتمع وتنشر الذعر بين الناس وتفرق الأمة وتدمر البلاد وتسمح للأعداء بالتدخل في شئون الأمة، هذه الفتن التي يروج لها من يروج ويدعو لها من يدعو من غير علم ولا بصيرة وفتن ومصائب انخدع بها من انخدع واغتر بها من اغتر وقام بها من قام ثم استفاد منها غيرهم وقطف الثمار.

 

ضللت الأمة بكثير من الآراء والفتن روجت ضلالات ودعايات انخدع بها الكثيرين ، وظل الحقائق ولم يتبصروا فى عواقب الامور أغروهم بها وفتنوهم حتى ظلوا انها حقائق، امانى كاذبة ووعود غير صادقة تدمر البلاد وتمزق الأمة وتضيع المجتمع، هذه الفتن انصبت للأفساد والتظليل ولم تأت بالحق وتعديل وضع وإصلاح الخطأ، إنما جاءت لتفرق الأمة وتدمر شأنها وتنشر الفتن والفوضى ولتشغل ابنائها حتى يتفرغ الأعداء لمقاصدهم ومخططاتهم فينفذوا منها مايريدون على حين غفلة من الأمة، هذه الفتن التى أخبر بها النبى "صلى الله عليه وسلم " فتن يرقق بعضها بعضا ما تأتى فتنة عظيمة ويعقبها أعظم وأشد منها.

 

واستكمل: لقد تجمهروا بأعداد غفيرة مما انصاعوا لنوافير الشر الذى اطلقها المحرضين بزعم انه الجهاد فى سبيل الله وماهى الأضغنة  إمتلئت بها صدور تجاه بنى وطنهم بعد ان روج ماروج ودعا لها من دعا من غير علم ولابصيرة فانخدع بها من انخدع واغتر بها من اغتر فتجمعوا فى تجمهر من الالف الاشخاص اتخذوا طريقة اتجاة ميدان رمسيس مرددين هتافات مناهضة للدولة والتقت ارادتهم وتوحدت على التجمهر ونشر الفوضى تنفيذا لما توافقوا عليه من وجود وانتقام لفض اعتصامى رابعة والنهضة،  وذلك باستعمال القوة والعنف وقتل المواطنين واتلاف الممتلكات العامة والخاصة ، حال حمل بعضهم للاسلحة النارية "آلية وخرطوش وزجاجات مولوتوف وعصى وادوات مما تستخدم فى الاعتداء على الاشخاص والممتلكات مستعرضين قوتهم وعددهم وعودتهم ملوحين بالعنف ضد المواطنين مستهدفين ترويعهم وتخويفهم بالحاق الاذى بهم والاضرار بممتلكاتهم ، والتأثير فى ارادتهم لفرض السيطرة عليهم فسقط سبعه من القتلى وثمانية كادوا يغتالون لولا أن امتدت اليهم يد العناية الالهية وكان من شان ذلك القاء الرعب فى نفوس المواطنين وتكدير أمنهم وسكينتهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر والحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة.

 

وأضاف "فهمى": أن أوراق الدعوى وماحملته من أدلة جاءت عاجزة فى بعض أجزائها عن اثبات الاتهام اليقينى ضد البعض من المتهمين فجاءت تحتل صورا شتى من التأويل والاحتمال وهى وان كانت تصلح أساسا للاتهام إلا أنها لاتصلح وحدها أساسا للحكم بالإدانة لانها لاتؤدى الى اليقين القضائى الذى يجب أن يتأكد بأدلة مباشرة أو غير مباشرة، اذ لايجوز الاستناد الى الدلائل فى إثبات التهمة ذلك أن الأحكام القضائية يجب أن تبنى على الجزم واليقين وكل حكم يبنى على الدلائل وحدها فهو حكم باطل لان اقتناع  القاضى يكون فى هذه الحالة مبنى على الاحتمال لا على اليقين واقول لمن شرع فى ارتكاب هذه الجرائم ولم تكفى الادلة للقصاص منه فى الدنيا ان عقابه عند ربه يوم ينادى عليه على رؤوس الاشهاد وقد صدق الله العظيم فى قوله تعالى :" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، صدق الله العظيم.