بأمر الحكومة.. "سوق الترجمان" سجن الباعة الجائلين (تقرير بالصور)

تقارير وحوارات

سوق الترجمان
سوق الترجمان



أوضاع مؤسفة يعيشها البائعين في "سوق الترجمان" بوسط القاهرة، والذي أقامته المحافظة بعد نقلهم من شوارع وسط البلد، حيث يعاني الباعة من عزوف المواطنين عن الشراء منهم بعد خروج آخرين للبيع بالشوارع على مرآى ومسمع من الحكومة التي تقاعست في تنفيذ قرارها بمنع الباعة من الانتشار في شوارع المنطقة.
 

من أصل 500 بائع نقلتهم الحكومة في عهد رئيس الوزراء المهندس "إبراهيم محلب" من منطقة وسط البلد وبائعي الوكالة بجانب ماسبيرو إلى سوق الترجمان، وصل عدد البائعين الآن إلى 40 بائع داخل الترجمان.

ومع اقتراب حلول العام الثالث على نقل الباعة المتجولين لـ"الترجمان" تجولت "الفجر" داخل السوق لرصد مشاكل ومطالب البائعين فيه.


وعود الحكومة "كاذبة"
في البداية يقول الحاج عبده الشهير بـ"أبو آية" أحد البائعين الموجودين بسوق الترجمان، إنه منذ ثلاث سنوات وعدتهم الحكومة بنقلهم إلى منطقة "عبور الثلج" ولكنها لم تنفذ وعدها، ثم وعدتهم بنقلهم بمنطقة "الزاوية الحمراء" ولكنها أيضاً تناست وعدها ولم تنفذه.

وتابع: "مع تردي الحالة داخل السوق قام البائعين من الشباب بنقل بضاعتهم لبيعها خارج السوق خلف مستشفى الجلاء، وتركونا نحن العجائز داخل السوق نعاني من تزايد الأزمة، حيث أنه الآن لا يوجد زبائن تدخل السوق وأصبحنا نحن الملتزمين نعاني الأمرين من الحكومة ومن البائعين الشباب خارج السوق".


نظرة بعين الرحمة 
وطالب أبو أية الدولة بالنظر لهم بعين الرحمة قائلاً: "يا ترجعوا البائعين المخالفين للبيع داخل السوق لترجع حركة البيع لنا جميعاً أو نرجع مكاننا القديم وإحنا هنلتزم بتعليمات الأمن والأمان، إحنا حاسين إننا كلاب الحكومة رمتنا في الترجمان ونسيتنى".

وناشد الرئيس قائلا موجهاً حديثه له: "يا سيادة الرئيس إحنا بيعنا عفش بيتنا، فاضل بلاط الشقة نبيعه ولا نتريث ومشاكلنا هتتحل".


الباعة المخالفين
وأشار حسين الشهير بـ"أبو هبة، من البائعين القدامى بالوكالة، إلى أزمة بائعي الترجمان فيما بينهم، حيث قال: "إحنا كبائعين الترجمان ملائمة لنا وللزبون فهي نظيفة ومكانها نظيف، ولكننا نعاني الآن من أزمة المخالفين من البائعين الذين خرجوا للبيع خارج السوق".

وتابع: "إحنا كنا 500 بائع، وصلنا لـ40 فقط داخل السوق، وفي خارجه الباقيين، إحنا بنطالب الدولة بإجبار المخالفين على الالتزام بالبيع داخل السوق لترجع حركة البيع والشراء بداخله كما كانت".


الرزق توقف ولا نعلم كيف ندبر قوتنا

فيما أشار بائع آخر يدعى "أحمد الشرقاوي" إلى توقف حركة البيع والشراء داخل سوق الترجمان حيث قال: "منذ وقت نقل الحكومة لنا إلى الترجمان وحركة البيع توقفت، فلا يوجد زبائن تشتري، وبجانب توقف حركة البيع الحكومة تقدم لنا وعود لم تنفذ، ففي البداية تمت الإشارة إلى نقلنا لمنطقة عبور التلج ولكن لم ينفذ النقل، ثم وعدونا بنقلنا للزاوية الحمراء ولكن أيضا لم يتم نقلنا، فالحال لم يتغير ونحن رزقنا متوقف والحكومة لم تنظر لنا ولا نعلم كيف نتدبر قوت يومنا".


سجن البائعين
فيما أشار حنفي سيد حسين الشهير بـ"ريعو" أحد الباعة بالترجمان، إلى وعود الحكومة الوهمية لهم، قائلاً: "المنطقة بالترجمان أصبحت شبيهة بالسجن بالنسبة للبائعين الموجودين بداخلها، فهي تسببت في قطع رزقنا، إحنا بننزل نقعد في السوق عشان نبيع، لا بنبيع ولا بنكسب بالعكس أصبحنا مديونين ومهددين بالسجن بسبب الديون".


وتابع "ريعو" قائلاً: "بائعي الترجمان الأربعين يعانون من أزمة عدم وجود مشتريين لبضائعهم، التي تلفت من الركنة، كما أن دور الدولة والحكومة متخاذل بسبب الإجراءات الوهمية والوعود الواهية التي تصرح بها الحكومة للبائعين بالترجمان، فالحكومة كل يوم بتنزل لينا موظفين من الحي يسجلوا أسمائنا ومشاكلنا في ورق ولكن بدون جدوى أو حل للأزمة التي تهدد حياة الـ 40 بائع".


الحكومة تساند المخالفين
فيما اتهم البائع "محروس أحمد" الحكومة بمساندة البائعين المخالفين للمكوث بداخل سوق الترجمان، حيث قال: "إحنا أربعين بائع حصيلة البائعين الملتزمين بالمكوث في سوق الترجمان من أصل 500 بائع، إلتزمنا بقرارات الحكومة ونقلنا بضاعتنا ولكن الحكومة لم ترحمنا ولم تقف بجانبنا وقامت لمساندة المخالفين".


وتابع: "هناك بائعين لم يلتزموا بالبيع داخل الترجمان وقاموا بنقل بضاعتهم خلف مستشفى الجلاء بأحد الحارات الجانبية، وقاموا بنقل سوق بيعهم هناك تحت مظلة رجال الحي والبلدية مقابل الرشاوي التي يدفعوها لهم، هؤلاء البائعين قطعوا رزقنا داخل الترجمان، فالزبائن تشتري منهم ولم يخطر ببالهم الشراء من داخل الترجمان، لذلك فالحال عندنا متوقف ولا يوجد بيع ولا شراء، فالحكومة رمتنا في الترجمان ومسألتش في مشاكلنا".