"الفجر" ترصد ماسأة عجوز تعيش فى غرفة من "الطوب اللبن" ببني سويف (صور)

محافظات

بوابة الفجر


رصدت عدسة "الفجر" مأساة الحاجة فاطمة محمد قاسم، التى تعيش فى غرفة من الطوب اللبن، بعزبة التل، بقرية الحيبة شرق النيل بمركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف.

عندما تقف أمام مسكنها الذى هو عبارة عن غرفة من الطوب اللبن، تسكنه عجوز فى تجاوز الـ70 عامًا من عمرها، لكنها قابلتنا ابتسامتها أصفى من السماء رغم فقرها وسوء حالتها، إلا أنها راضية ولم تجزع.

كلمات الحاجة "فاطمة" عبارة عن مصطلحات الرضاء والإيمان بالله، فهي تواجه بهما فقرها ووحدتها بعدما سكنت تلك العشة الصغيرة المبنية من الطوب اللبن، بعدما توفى والدها وتركها دون زوج أو أبناء أو أشقاء.

وجدناها تجلس تحت شجرة تين كبيرة تغطى ما أسفلها، توقعنا أنها تجلس لكى تستظل بتلك الشجرة من حرارة الشمس، إلا أننا اكتشفنا بعد الاقتراب منها أنه منزلها "عشة صغيرة" دون دورة مياه أو أى شىء.

بدأت حديثها لـ"الفجر" قائلة: "طبعا أنتو مش مصدق إنى ساكنه هنا، تعالى شوف العشة من جوه"، حصيرة بلدى صغيرة عليها مفرش أكلته الفئران والحشرات، وتلفزيون قديم، وأكواب بسيطة وأوانٍ قديم، وملابس تهالكت من كثرة الاستخدام".

وأضافت: كنت أعيش مع والدى بعد موت والدتى فى عشة من البوص، حتى توفى الوالد، وبعدها فكرت أن أنشئ لنفسى عشة من الطوب اللبن، متابعة "كنت بجيب الطين وأعمل منه قوالب طوب حتى انتهيت من بناء الأربعة حوائط من الطين، واكتفيت بشجرة التوت، لتكون سقفًا للمنزل.

وواصلت: أعيش فى عشتى وأحمد الله كثيرًا على تلك النعمة التى أعطانى إياها، فالكثير من الناس لا يجدون تلك العشة، ويعيشون فى العراء، لكنى أعانى من مشاكل كثيرة وخاصة فى فصل الشتاء مع البرودة والأمطار.

وتابعت: "أنا عارفة أنى حمل كبير على البلد، ولازم استحمل عشان الأطفال الصغيرة تعيش حياة كريمة، الحمد لله أنا عايشة بمعاش 200 جنيه، وراضية بيه، بشترى ربع كيلو لحمة وشوية طماطم وخضار، وخمسة أرغفة عيش، فى ناس مش لاقية الكلام ده".

وأختتمت قائلة: "أنا مش عيزة حاجة ومليش طلبات ولا أى شىء، أنا حامدة ربنا، لكن كل اللى عايزاه لو تقدر تعملى أوضة واحدة مسقوفة بالخشب، يبقى فضل ونعمة من عند ربنا، لأن الثعابين بتدخل عليا وأنا نايمة، والحمد لله هربت أول إمبارح من ثعبان كان هيموتنى، ولو بطانية صغيرة، لأن الشتاء داخل وبموت من البرد، أما النوم على الأرض فخلاص جتتنا أتعودت على كده".