مى سمير تكتب: نساء فى حياة ترامب

مقالات الرأي



■ كيليان كونواى.. أهم سيدة فى حياة المرشح الجمهورى لأنها مديرة حملته الانتخابية

■ صداقة قوية جمعتها بـ«ساركوزى»..وبوتين أشهر أعدائها.. والرجل الأهم فى حياتها جون بودستا


يقترب المشهد الانتخابى الأمريكى من كلمة النهاية، ومع بداية العد التنازلى للإعلان عن الرئيس الجديد، تتكاثف الجهود لكشف جميع التفاصيل عن حياة كلا المرشحين.

وبين اتهامات التحرش التى تلاحق ترامب، وفضائح الإيميلات التى تكشف الكثير من أسرار هيلارى كلينتون، يطفو سؤالان مهمان على السطح، هل ترامب عدو للمرأة وحقوقها؟ للإجابة عن هذا السؤال نحتاج لإلقاء نظرة على أهم النساء فى حياة هذا الرجل وحجم تأثيرهن عليه، وفى المقابل من الطبيعى أن يظهر سؤال حول هيلارى كلينتون هى الأخرى وأهم الرجال الذين أثروا فى حياة أول سيدة تخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية وكيف ساهموا فى صناعة شخصيتها السياسة.


1- اتهامات تحرش

فى الأسابيع الأخيرة لاحقت اتهامات التحرش بالنساء المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، ودافعت حملته الانتخابية مؤكدة أن هذه الاتهامات تحركها أهداف سياسية للنيل منه. وكانت جريدة النيويورك تايمز قد نشرت الأسبوع الماضى تحقيقا صحفيا عن اتهام سيدتين لترامب بالتحرش بهما، وبحسب التايمز اتهمت سيدة تدعى جسيكا ليدز، تبلغ حاليا من العمر 74 عاما، المرشح الجمهورى بأنه تحرش بها على متن طائرة متجهة لنيويورك منذ ما يقرب من 3 عقود وكانت تعمل فى إحدى شركات الورق ومسافرة فى رحلة عمل وشاءت الظروف أن تجلس بجوار ترامب.

شبهت السيدة ترامب بأنه كان مثل الأخطبوط الذي يحاول أن يلتهمها، الأمر الذى دفعها لمغادرة كرسيها فى الدرجة الأولى والتوجه إلى المقاعد الخلفية هربا منه، وشاركت السيدة جسيكا ليدز هذه القصة مع أربعة من أصدقائها والذين تحدثوا مع الجريدة.

أما بطلةالقصة الثانية فهى راتشيل كروكس التى تعرضت للتحرش من قبل ترامب قبل 11 عاما حيث كانت لاتزال فى الحادية والعشرين من عمرها وكانت تعمل موظفة استقبال لدى إحدى الشركات ببرج ترامب فى مانهاتن وهناك التقت مع ترامب أمام المصعد الكهربائى، تقدمت منه وعرفته بنفسها من باب اللياقة لتفاجأ به يمسك يدها بقوة ويبدأ فى تقبيلها.

تصف راتشيل الواقعة بأنها كانت انتهاكا لها ولجسدها. وأضافت: إن ترامب أتى بعد ذلك لزيارتها فى الشركة التى تعمل فيها وطلب الحصول على رقم هاتفها لمساعدتها على الالتحاق بإحدى وكالات عارضات الأزياء، وعلى الرغم من شكوكها فى نواياه إلا أنها اضطرت لإعطائه رقم هاتفها خوفا من نفوذه على شركتها.

وتركت راتشيل العمل فى هذه الشركة وعادت إلى مسقط رأسها حيث تعمل فى الوقت الحالى بالجامعة، وبحسب التايمز، لم تفكر راتشيل فى الكشف عن هذه الواقعة إلا عندما قرأت عن بعض اتهامات التحرش التى تلاحق ترامب ما دفعها للتفكير فى الكشف عن الحادثة التى تعرضت لها.

تأتى هذه الاتهامات لتتماشى مع اتهامات سابقة لترامب بالتحرش بالنساء، فعلى سبيل المثال اتهمت ملكة جمال أوتاو تمبال تارجارت المرشح ترامب بمحاولة تقبيلها أثناء مشاركتها فى مسابقة الجمال. ومن المعروف أن شركة ترامب هى المشرفة على مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة، وكان ترامب قد علق من قبل على تقبيله لامرأة جميلة دون إذن منها بأن الأمر يأتى بشكل عفوى وأقرب للمغناطيس.

من جانبه كذب ترامب كل هذه الادعاءات مؤكدا أن التايمز تحاول النيل من سمعته وأضاف: إنه سوف يرفع قضية ضد الجريدة ووصف الصحفى الذى طلب منه الرد على هذه المزاعم بأنه مثير للغثيان.

وعلى الرغم من نفى ترامب لهذه الاتهامات إلا أن هناك تسع سيدات أخريات تقدمن بنفس الاتهامات، وكانت مجلة بيبول قد نشرت قصص هذه السيدات ومن ضمنهن ملكة جمال المراهقات فى فيرمونت ماريا بيلادو وأربع متسابقات أخريات فى مسابقات الجمال أشرن إلى أن ترامب قد يدخل دون استئذان غرف تغيير الملابس.

ظهور كل هذه الاتهامات على السطح دفعت بعض المحللين كى يتفقوا مع ترامب فى وصفها بأنها اتهامات سياسية الهدف منها النيل منه قبل أيام من خوض الانتخابات الرئاسية.


2- نساء ترامب

يعتمد ترامب على سيدات عائلته فى نفى هذه الاتهامات، وتشكل ابنته إيفانكا البالغة من العمر 34 عاما الجبهة الأمامية للدفاع عن أبيها.

إيفانكا هى الابنة الكبرى لترامب من زوجته الأولى إيفانا وهى مستشارته الأولى، التى تخرجت فى جامعة بنسلفانيا وقبل أن تلتحق بالعمل فى إمبراطورية والدها المالية عملت لفترة كعارضة أزياء وظهرت على غلاف مجلة سيفنتيز، وتعد هى أفضل من يدافع عن والدها ضد تهم التحرش من النساء خاصة أنها تعد من أشهر الوجوه الأمريكية المدافعة عن حقوق المرأة حيث أسست مبادرة النساء العاملات، وهى تستغل كل فرصة كى تؤكد أن والدها كان من أوائل المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة.

يذكر أن إيفانكا وهى متزوجة ولديها 3 أبناء صديقة شخصية لشيلسى ابنة هيلارى كلينتون، ولكن الانتخابات الرئاسية والاتهامات المتبادلة بين ترامب وهيلارى أثرت سلبا على العلاقة بينهما. وتعد إيفانكا هى المستشارة الأقرب لوالدها وشريكته الرئيسية فى إدارة أعماله، ولهذا فهى دليل عملى على احترام ترامب للمرأة بدليل أنه منح ابنته صلاحيات ونفوذ تفوق تلك التى منحها لبقية أبنائه.

المرأة الثانية فى حياة ترامب هى تيفانى ابنته الصغرى من زوجته الثانية. تبلغ تيفانى من العمر 22 عاما وعلى العكس من كل أبناء ترامب البالغين لم تنضم تيفانى إلى إمبراطورية والدها المالية وفضلت العمل في مجال عروض الأزياء والموضة حيث تدربت فى مجلة فوج الشهيرة، كما تسعى للعمل فى مجال الموسيقى وأطلقت بالفعل أغنية تحت عنوان «مثل الطائر»، ولا يتمتع ترامب بعلاقة قوية مع تيفانى ولكنها فى المقابل تحرص على دعم والدها واستغلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل الدفاع عنه.

ولا يمكن الحديث عن نساء ترامب دون الحديث عن زوجاته الثلاث اللاتى حرصن على إعلان دعمهن له فى حملته الانتخابية، وعلى رأسهن إيفانا ترامب الزوجة الأولى سيدة الأعمال الأمريكية التى بدأت حياتها كعارضة أزياء، ولدت فى تشيوكو سلوفاكيا قبل أن تهاجر إلى أمريكا وتحصل على الجنسية الأمريكية.

تعرفت إيفانا على ترامب فى السبعينيات وتزوجت منه لتنجب له ثلاثة أبناء، ولكن بعد شائعات خيانته لها وقع الانفصال بينهما فى 1992 وحصلت إيفانا على مبلغ تسوية وصل إلى 20 مليون دولار وظلت علاقة إيفانا جيدة بترامب وعندما تزوجت من جديد فى عام 2008، كان حفل زفافها الذى تكلف 3 ملايين دولار فى أحد قصور ترامب، إيفانا نجحت فى استثمار الأموال التى حصلت عليها من ترامب فى تأسيس إمبراطورية مالية خاصة بها.

الزوجة الثانية لترامب مارلا آن مابليز ممثلة أمريكية، قضت 6 سنوات زوجة له، وأنجبت منه ابنتها تيفانى، وعلى الرغم من البرود الذى يسيطر على علاقتها بطليقها إلا أنها أيضا أعلنت دعمها لوالد ابنتها، ولكنها فى نفس الوقت تعلن دائما أنها لا تفضل الحديث فى السياسة. وتبقى علاقة ترامب مع مارلا من العناصر التى اعتمدت عليها حملة هيلارى كلينتون من أجل الهجوم على ترامب.

استغلت حملة هيلاري علاقة ترامب مع مارلا والتى بدأت أثناء زواجها من إيفانا فى الهجوم على ترامب واتهامه بأنه لا يحترم التقاليد العائلية خاصة أن ترامب دافع عن خيانته لزوجته الأولى ووصف علاقته غير الشرعية مع مارلا قبل الزواج بأنها كانت خيانة جميلة.

كما نشرت عدد من الصحف تقارير تشير إلى أن ترامب هو من شجع زوجته مارلا للظهور فى مجلة بلاى بوى عارية فى مقابل مليون دولار ما يعكس عدم احترامه للمرأة وعدم تردده فى استغلال جسدها كسلعة.

أما الزوجة الثالثة عارضة الأزياء ميلانيا القادمة من سلوفانيا فقد بدأت علاقتها مع ترامب فى منتصف التسعينيات وكان لايزال متزوجا من مارلا، ولكن العلاقة لم تتوج بالزواج إلا فى عام 2005، ميلانيا لفتت إليها الأنظار عندما ألقت أول خطاب لها كزوجة للمرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية وتم الكشف عن خطابها وتم نقله حرفيا من خطاب سابق لسيدة أمريكا الأولى الحالية ميشيل أوباما. ميلانيا تعد أكبر المدافعين عن ترامب ضد اتهامات التحرش التى طفت على السطح فى السنوات الأخيرة.

وأكدت فى تصريحاتها الصحفية أن مثل هذه المزاعم ما هى إلا لعبة سياسية.

أما أهم سيدة فى حياة ترامب فى تلك المرحلة فهى كيليان كونواى مديرة الحملة الانتخابية للمرشح الجمهورى وأشهر وجه نسائى فى الحملة الانتخابية لترامب، كيليان هى شخصية سياسية تملك شركة لاستطلاع الرأى وتعد من أشهر المحللين السياسيين على شاشة المحطات الأمريكية. وقد وقع اختيار ترامب عليها فى البداية كمستشارة له لكيفية كسب أصوات النساء فى حملته الانتخابية ولكنها سرعان ما أصبحت مديرة للحملة، وبذلك تصبح أول سيدة تتولى حملة انتخابية لمرشح رئاسى.


لا يمكن الحديث عن أهم الرجال فى حياة هيلارى كلينتون دون البدء بزوجها بيل كلينتون زميلها فى كلية الحقوق بجامعة يال.

بدأت قصة الحب فى ربيع 1971 وكذلك مشوراهما السياسى فبعد عامين فقط وأثناء دراستهما للقانون انضم الاثنان للحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة جورج ماجون الذى خسر الانتخابات ولكن الحزب الديمقراطى كسب اثنان من ألمع نجومه المستقبلين، وبعد التخرج فی الجامعة تقدم بيل للزواج من هيلارى التى رفضت طلبه فى البداية حيث كانت تشعر بالقلق من مدى التزام بيل كلينتون بطموحها السياسى.

فى تلك الأثناء عملت هيلارى فى مجال الدفاع عن حقوق الأطفال وعملت كمستشار لمجلس كارنيجى للأطفال، فى المرة الثانية عندما تقدم بيل إلى هيلارى قال لها إنه يريد الزواج منها ولكنها فى المقابل ليست مضطرة للزواج منه، هذا الأسلوب أثار إعجاب هيلارى التى ردت على بيل بأن هذه الطريقة ليست الأفضل لإقناعها بالزواج منه، ولكن بيل رد قائلا إنه يعلم هذا تماما ولكن ما قاله هو الحقيقة، وبالفعل تم الزواج بينهما فى عام 1975 وأصبح بيل وهيلارى كلينتون ثنائيا مختلفا فى عالم السياسة الأمريكية.

يعترف بيل بأن هيلارى هى الطرف الأكثر ذكاء وقوة فى هذه العلاقة. تفرغت هيلارى لدعم المشوار السياسى لزوجها الذى أصبح النائب العالم فى ليتل روك فى الوقت الذى انضمت هيلارى لواحدة من كبرى شركات المحاماة، ومع استمرار المشوار السياسى لبيل كلينتون إلى أن وصل للبيت الأبيض لم تكن هيلارى مجرد زوجة سياسى مشهور ولكنها كانت دائما لاعبا سياسيا مهما وشريكا لزوجها فى كل خطواته.

كسيدة أولى كان لها نشاط موسع حيث ساعدت فى تأسيس برنامج التأمين الصحى للأطفال كما تعرضت لقضايا متعلقة بالتبنى وأمان الأسرة والرعاية الاجتماعية وشاركت فى مؤتمر الأمم المتحدة عام 1995 لحقوق المرأة وقدمت خطابها الشهير عن حقوق المرأة فى العالم.

ولكن فترة رئاسة بيل كلينتون ارتبطت بالكشف عن العلاقة العاطفية التى جمعت بين بيل كلينتون والمتدربة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكى، وفتحت هذه الفضيحة الباب على الكشف عن سلسلة العلاقات العاطفية غير الشرعية لبيل كلينتون. تعاملت هيلارى بصلابة مع هذه الأزمة ورفضت التخلى عن زوجها ووقفت بجواره، وعلى الرغم من الشرخ الذى اصاب العلاقة بينهما إلا أن الزواج استمر ومع خروج بيل كلينتون من البيت الأبيض تغيرت الأدوار حيث قررت هيلارى أن تبدأ مشوارها السياسى ورد بيل الجميل بالوقوف إلى جوارها عندما أصبحت سيناتور بالكونجرس عن مدينة نيويورك، ثم خوضها للانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية فى 2006 والتى خسرتها أمام باراك أوباما، وعندما وقع الاختيار عليها كوزيرة للخارجية اعتمدت هيلارى على علاقات زوجها المتعددة بقادة العالم فى صنع صداقات دولية مع العديد من الزعماء والرؤساء، واليوم يعد بيل كلينتون أحد العناصر الرئيسية فى حملة هيلارى الانتخابية حيث يتم الاعتماد على جاذبيته الشخصية والشعبية التى يتمتع بها بين الشعب الأمريكى.


1- هى والرؤساء

تجمع هيلارى بالرئيس الأمريكى باراك أوباما علاقة حب وكراهية كشفت عن بعض تفاصيلها فى مذكراتها «خيارات صعبة»، استغلت هيلارى هذه المذكرات فى غسل يديها من كل خطايا إدارة باراك أوباما خاصة فيما يتعلق بعلاقة أمريكا بدول العالم، وكشفت عن حجم كبير من الخلافات بينها وبين أعضاء إدارة أوباما فى البيت الأبيض الذين لم ينسوا لها هجومها على أوباما أثناء تنافسهما فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى.

ورغم ذلك، تؤكد هيلارى أن أوباما صديق مقرب لها، وكان أوباما قد أعلن تأييده لهيلارى كلينتون فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ولكنه تأييد لا يخرج من إطار البروتوكول الحزبى، ولكن تلك العلاقة المتوترة مع أوباما ليست هى العلاقة الوحيدة التى تجمع بين هيلارى وعدد من رؤساء العالم.

فى مذكراتها «خيارات صعبة» تحدثت عن إعجابها الشديد بالرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى وكشفت عن الإعجاب المتبادل الذى يجمعهما. وكتبت هيلارى أن ساركوزى كان أكثر درامية ومرحا على المستوى الشخصى، وأن الجلوس فى اجتماع معه كان دائما مغامرة.

وأضافت: إنه كان يقفز ويقوم بحركات درامية أثناء شرح وجهة نظره، حيث كانت مترجمته تكافح من أجل مجاراته.. وأشارت إلى أن ساركوزى يحب النميمة معها حول كواليس الحكم فى مختلف أنحاء العالم حيث وصف لها قادة العالم الآخرين كمجانين أو عجزة، وفى إحدى المرات أشار لرئيس آخر بأنه فاسد و آخر مجنون بالمخدرات، وثالث بأن لديه جيشا لا يعرف كيف يحارب، وآخر أتى من طابور طويل من المتوحشين. وكان ساركوزى يسأل دائما لماذا كل الدبلوماسيين الذين يأتون لمقابلته كانوا، بشكل لا يغتفر، كبارا فى السن، شعرهم رمادى اللون. دعابات ساركوزى كانت سببا فى كسر الحاجز الرسمى بينهما مما ساعد فى صنع صداقة من نوع خاص، لدرجة أنه عندما فقدت هيلارى حذاءها أثناء صعودها للسلالم الأمامية لقصر الإليزيه فى زيارة رسمية عام 2010، قام ساركوزى على الفور بمساعدتها فى ارتداء الحذاء من جديد وبطبيعة الحال التقطت وسائل الإعلام صورا لهذا الموقف الطريف، وفى وقت لاحق أرسلت هيلارى له صورة ومعها تعليق قد لا أكون سندريللا ولكنك ستكون دائما فارس أحلامى.

وكما جمعت الصداقة بين هيلارى وساركوزى جمع العداء بين هيلارى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين،

وفى كتابها «خيارات صعبة» كتبت هيلارى أنه رجل صعب يقدم خيارات صعبة، وأضافت أن رؤية بوتين للعالم يحكمها إعجابه بقياصرة روسيا الأقوياء على مدار التاريخ، اهتمام روسيا طويل الأمد بالسيطرة على الدول التى تقع على حدودها، وتصميمه الشخصى على ألا تبدو دولته مرة أخرى ضعيفة أو محتاجة للغرب، كما يعتقد أنها كانت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.

هو يريد إعادة تأسيس قوة روسيا من خلال السيطرة على جيرانها والتحكم فى وصولهم للطاقة، وأشارت إلى أن وجهة نظرها: يريد بوتين أن يلعب دورا أكبر فى الشرق الأوسط لزيادة نفوذ موسكو فى هذه المنطقة والتقليل من تهديد المسلمين المضطربين داخل وخارج الحدود الروسية الجنوبية. لتحقيق هذه الأهداف، يسعى لتقليل تأثير الولايات المتحدة الأمريكية فى وسط وشرق أوروبا ومناطق أخرى تعتبر جزءا من المجال الروسى، كما يسعى لمقاومة أو على الأقل إخراس الجهود الأمريكية فى البلاد التى شهدت الربيع العربى.


2- أصدقاء مقربين

من أقرب الأصدقاء المقربين لهيلارى كلينتون خبير العلاقات العامة جيم كينيدى المسئول السابق عن الإعلام بالبيت الأبيض أثناء حكم بيل كلينتون. جمعت الصداقة بين هيلارى وجيم وأصبحت تعتمد عليه كمستشارها الإعلامى أثناء عملها كسيناتور فى الكونجرس الأمريكى حيث اختارته لإدارة اتصالاتها وتقديم استشارات العلاقات العامة التى تحتاجها فى مشوارها بالكونجرس الأمريكى، ولعب جيم دورا حيويا فى مسيرة هيلارى السياسة حيث ساعدها على صنع شخصيتها المستقلة بعيدا عن كونها زوجة بيل كلينتون وكان سببا مهما فى دفعها لكى تخرج من ظل الزوج وتخوض كل هذه المغامرات السياسية التى جعلتها قاب قوسين أو أدنى من لقب أول سيدة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

أما الرجل الأهم فى حياة هيلارى كلينتون فى تلك المرحلة الحرجة من حياتها فهو يحمل اسم جون بودستا صديقها المقرب ومدير حملتها الانتخابية، شغل بودستا من قبل منصب رئيس الموظفين فى البيت الأبيض فى عهد بيل كلينتون، ثم عمل كمستشار للرئيس باراك أوباما.

ويعمل حاليا كرئيس مجلس إدارة المركز الأمريكى للتقدم، أحد مراكز الأبحاث الليبرالية فى واشنطن العاصمة، وهو أيضا أستاذ زائر فى مركز القانون بجامعة جورج تاون. وصفته مجلة التايم بأنه يمثل المركز القيادى فى حملة هيلارى وعلاقته بعائلة كلينتون تتخطى مجرد الموظف فهو صديق مقرب ومهندس التحركات السياسية لهذا الثنائى فهو من أدار أزمة فضيحة مونيكا لوينسكى وهو من يساعد الزوجان على الحفاظ على صورتيهما الإعلامية على النحو الذى يساعدهما فى تحقيق أحلامهما السياسية.

وبين نساء ترامب ورجال هيلارى، من السهل أن نكتشف أن الرئيس القادم للولايات المتحدة سوف يدخل البيت الأبيض وحوله الكثير من علامات الاستفهام، ترامب محاط باتهامات التحرش وتاريخ من الخيانات الزوجية التى تضع الكثير من علامات الاستفهام حول المعايير الأخلاقية له، وهيلارى تبدو امرأة مهووسة بالسلطة وتسعى إليها بأى ثمن.