الطريق إلى البيت الأبيض.. هل حسمت المناظرة الأخيرة الانتخابات الأمريكية؟

تقارير وحوارات

كلينتون وترامب- الانتخابات
كلينتون وترامب- الانتخابات الأمريكية



 
شهدت المناظرة الأخيرة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الجمهوري "دونالد ترامب" والديمقراطية "هيلاري كلينتون"، والتي عقدت اليوم الخميس، في جامعة نيفادا بلاس فيجاس، أجواء هادئه بعكس المناظرتين السابقتين، بحسب ما وصف إحدى المختصين بالشئون الدولية، مرجحة فرصة فوز "كلينتون" بالرئاسة الأمريكية.



وكشف كلا من مرشحي الرئاسة الأمريكية، الديمقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، في بداية المناظرة عن موقفهم نحو ملفي معركة الموصل ومأساة حلب.


تحرير الموصل
وأكدت  كلينتون، دعمها لجهود الحكومة والقوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، من دون تدخل بري أمريكي.

وقالت كلينتون:  إنه "يمكننا أن نحرر الموصل لنتحرك إلى سوريا، مشددة على ضرورة التخلص من قادة داعش، وعلينا أن نلاحق وأن نستهدف البغدادي كما فعلنا مع أسامة بن لادن"، مشيرة إلى أن ترامب ينكر أنه دعم غزو العراق.


أضافت أنها ستواصل جهودها فيما يخص الأزمة السورية من خلال عمل المستشارين الأمريكيين لبقاء سوريا، مشيرة إلى أن سوريا ستبقى بؤرة للإرهاب.

وتابعت: "لم يتم السماح للإرهابيين بشراء الأسلحة ومنع توافد اللاجئين وتوسيع المفاوضات الجادة لحل الأزمة السورية، ولن يتم وضع قوات برية في مواجهة الجماعات الإرهابية".

وأكدت أن غزو العراق كان خطأ، وعلى الجميع أن يبحث عن موقف "ترامب" بالنسبة للعراق وهو لا يقل الحقيقة، مشيرة إلى أن الموصل مدينة سُنية، ويجب ملاحقة البغدادي والقضاء عليه.


كلينتون تسهل كارثة
 فيما قال ترامب، إن إيران تستولي على العراق وإنها ستكون المستفيد الأكبر من مشاركة أمريكا في تحرير الموصل.

وقال ترامب، "إن رغبة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في تسهيل منح الجنسية الأمريكية أمر كارثي"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تعاني من كثرة المهاجرين وتهريب المواد المخدرة التي تدمر الشباب.

وأضاف ترامب أن بلاده تحتاج إلى بناء الجدار على الحدود الجنوبية، مؤكدا أن كلينتون تسعى للعفو عن المهاجرين غير الشرعيين.



غباء النظام الأمريكي
وأكد "ترامب"، إن الكثير مما تشهده مدينة حلب في سوريا وراءه هيلاري كلينتون، واصفا النظام الأمريكي بالغباء لما تسبب فيه من سياسته داخل الشرق الأوسط.

وأوضح أن بشار الأسد أقوى من هيلاري وأوباما، ورحيله لن يكون حلا للأزمة السورية، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان ذكيا عندما راهن على بقاء "الأسد".


"ترامب" مرشح الروس
وفي إطار العلاقات الروسية قالت كلينتون، إن "الروس يريدون دُمية في يدهم تتولى رئاسة أمريكا، ودونالد ترامب هو مرشح الروس"، مضيفة: "لم يسبق لأي حكومة أجنبية التدخل في الشأن الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن 17 وكالة استخباراتية أمريكية تحمي الأمريكان وتوجد علاقات وطيدة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين".


وأكدت مرشحة الحزب الديمقراطي، أنه من السخرية ما أثاره "ترامب" بشأن موضوع رءوس الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا، مشيرة إلى أن "ترامب" غير قادر على اتخاذ أي قرار يوفر الحماية اللازمة للشعب الأمريكي، كما الولايات المتحدة الأمريكية حافظت على السلام بسبب تحالفاتها.


نفي علاقة ترامب بـ"بوتين"
في سياق متصل قال المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، "إنه ليس دُمية في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفا منافسته هيلاري كلينتون بـ"الدمية الحقيقية".

وأضاف "ترامب"، أن هيلاري لا تحب الرئيس الروسي بوتين؛ لأنه أذكى منها وتحداها وانتصر عليها، نافيا علاقته ببوتين وصحة ما يتردد على لسان خصومه بأنه صديق للروس.


الإجهاض
وحول الإجهاض، قالت كلينتون إن "من حق المرأة اتخاذ القرار الحاسم الذي يحافظ على صحتها. أنا عكس ترامب، لا أريد تمزيق عائلات وترحيلها، لأن ذلك ليس من قيمنا".

ورد ترامب قائلاً: "أنا مع تنظيم الإجهاض طالما يأخذ حياة المرأة وصحتها بعين الاعتبار".


خطة اقتصادية
وعلى الجانب الاقتصادي، أشارت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إلى إن خطتها الاقتصادية تهدف لزيادة معدل النمو وتوفير فرص عمل في البنية التحتية والاستثمار والطاقة وزيادة الحد الأدنى للأجور، وأنها ستفتح الباب أمام الاستثمار في التعليم.


وأضافت هيلاري، أنه سيكون لدى أمريكا برنامج تعليمي ناجح، مشيرة إلى أن المكاسب الاقتصادية العام الماضى ذهبت إلى الطبقة العليا.
وأوضحت "هيلاري"، أن المحللين الاقتصاديين درسوا خطة ترامب، وأكدوا أنها تخدم رجال الأعمال فقط، واكتشفوا أنها فاشلة وتهدف لرفع الضرائب عن رجال الأعمال، وهو ما يخدم مصالحهم.


ونفت "كلينتون"،  تصريحاتها السابقة بزيادة الضرائب على من يحقق دخلا 125 ألف دولار سنويا، مشيرة إلى أن خطط "ترامب" كارثية على الاقتصاد.


انطباعات عقب المناظرة
وفي سياق ما سبق، قالت الدكتورة نهى أبو بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وخبير العلاقات الخارجية، إن  المناظرة الأخيرة لمرشحي الرئاسة الأمريكية كانت تتسم بالهدوء نوعًا ماعن المرات السابقة، بالرغم أنها لاتخلو من الاتهامات والإهانات، إلا أن "هيلاري" استخدمت التعاطف وحافظت على هدوئها، مما جعل المناظرة أقل حدية من المناظرات السابقة.

وأوضحت "أبو بكر"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن هذه المناظرة أضافت كثيرًا لـ"كلينتون"، نظرًا لتركيزها هذه المرة على رؤيتها بشفافية في أكثر الملفات وهذا يرجع إلى خبرتها السياسية الواسعة بكونها كانت تشغل منصب وزيرة خارجية سابقة لأمريكا، وبالتالي اختيارها لطرح الملفات كان ذكيًا جدًا، واستخدامها للعبارات كان يحمل معنى وإتزان، بعكس "ترامب"، كان كالعادة مندفع بالإضافة إلى استخدامه مفردات متطرفة ومبالغ فيها.


"كلينتون" فرصتها بالفوز أكبر
وأضافت"أبو بكر"، أن كلينتون  كانت شديدة العقلانية، وتطرقت لمواضيع جوهرية كخطتها الاقتصادية الواضحة ورؤيتها في الملفات الداخلية والخارجية بشفافية بعكس منافسها الذي اكتفى بالشأن الداخلي لبلده، واظهار موقفه العدواني نحو منطقة الشرق الأوسط،  لذا تتوقع تقدم"كلينتون" على منافسها الجمهوري في المناظرة الأخيرة وستكون فرصتها بفوز الانتخابات الأمريكية أكثر مقارنة بمنافسها.


وأشارت"أبو بكر"، إلى نقاط ضعف كلاً منهم، قائلة: " ترامب كان يعتمد على أسلوبه الاستفزازي لبلبلة المناظرة واستفزاز منافسته مما جعل موقفه ضعيف في الفوز بهذه المناظرة لأنه أكد للجميع أنه لا يمتلك سوى هجومه  لكسب معركته الانتخابية".

أما عن نقاط ضعف كلينتون، فأوضحت أنها تجاوبت مع منافسها  في تبادل الاتهامات فيما بينهما حول معظم الموضوعات السابقة التي كانت في المناظرتين السابقتين، مردفة أنه كان يجب فصل ما يتم قوله في هذه المناظرة من مزايدات ومبالغات عما يتم ممارسته في الواقع لاعتلاء كرسي رئاسة أمريكا.