6 سيناريوهات لـ "معركة تحرير الموصل" في عيون الخبراء

تقارير وحوارات

معركة الموصل
معركة الموصل


يترقب الجميع لحظة الحسم وتحرير مدينة الموصل العراقية، وعودتها إلى أحضان الوطن؛ لرسم مستقبل البلاد، بعد أن استلبت من قبل تنظيم "داعش"، في ظل ضبابية المشهد لاسيما مع عدم وجود رؤية سياسية لإدارة "الموصل" عقب تحريرها.

وترصد"الفجر" في السطور التالية، أراء بعض المختصين في هذا الشأن، لتوضيح الرؤية والسيناريوهات المتوقعة من خلال الأحداث الجارية.

وبدأت القوات العراقية هجومًا، يوم الإثنين، لطرد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من مدينة الموصل الشمالية في معركة لاستعادة آخر معقل كبير للتنظيم المتشدد في العراق.

وبعد عامين من سيطرة المتشددين على المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وإعلانهم دولة خلافة إسلامية جديدة على أراض من سوريا والعراق بدأت قوة من حوالي 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية الهجوم لإخراجهم منها.

تاريخ الموصل

وسيطر العرب على الموصل في عام 641، وأصبحت المدينة عاصمة دولة سلجوقية أواخر القرن الحادي عشر، لكنها شهدت أوج ازدهارها في القرن التالي، ولاحقاً استولى عليها المغول ونهبوها عام 1262، ثم انتقلت إلى سيطرة الفرس ثم العثمانيين.

وفي 1918 ضمت بريطانيا العظمى هذه المنطقة الغنية بالنفط إلى العراق خلال فترة الانتداب البريطاني، فيما أرادت فرنسا ضمها إلى سوريا التابعة للانتداب الفرنسي، ورغم احتجاج تركيا اعترفت عصبة الأمم بهذا الضم عام 1925.

نصر عسكري عراقي

وقال صلاح نصراوي، خبير سياسي مختص في الشأن العراقي، إن العمليات العسكرية في العراق متواصلة ومستمرة، لاسترداد "الموصل"، من يد داعش، متوقعًا أن الانتهاء من هذه الحرب سيكون قريبًا قائلاً:  "ممكن تنتهي بعد أسبوعين- وتعلن القوات العسكرية العراقية نصرها على داعش".

وأضاف" نصراوي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن السيناريو المقبل عقب تحرير الموصل سيكون ملىء بالأزمات أولها الجانب السياسي غير واضح، ولا أحد يعلم كيف ستتم إدارة الموصل عقب استترددها، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض قبل الهجوم وضع خطة اتفاق سياسية توضح مستقبل الموصل، لاسيما وأن مستقبل العراق بشكل عام متوقف على السياسة المتبعة عقب انتهاء معركة الموصل، خاصة في ظل وجود التدخل التركي.

كشف الأتراك عن نوايهم التوسعية

وتابع "نصراوي"، أنه سيكون هناك صراع "تركي- إيراني" على الأراضي العراقية، فالتدخل التركي يستدعى تدخل إيران، خاصة بعد ما كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نواياه بشكل واضح وهدفه من تدخله في تحرير الموصول وهو أن " هناك ارث تاريخي للموصل يؤكد أنها تبع تركيا، نظرًا لأنها ولاية عثمانية، وهذا الخطر المقبل، موضحًا أن السيناريو هيكون كالأتي، لجوء أردوغان إلى حكومة كردستان العراق من أجل بقاء القوات التركية داخل الموصل، خاصة بعد إعلانه في الخطاب الأخير أن لديه خطة للحصول على موافقة من "مسعود البارزاني"، رئيس إقليم كردستان العراق، وبالتأكيد نتيجة هذا الأمر كارثية لكوردستان بشكل خاص وللعراق بشكل عام.

اعادة رسم خريطة العراق

واستطرد"نصراوي"، قائلا: " السيناريو الأخطر والجهنمي- بحسب وصفه- الصراع الدولي" ليس من المعقول أن أمريكا وروسيا يقفان دور المتفرج بل سيحاولون انتشار قواتهم العسكرية داخل الموصل، وبالتالي سيكونان طرف أساسي في الصراعات الداخلية، والإقليمية، والدولية"، وهذه كارثة أخرى تؤدي إلى اعادة رسم خريطة العراق.

حرب مذهبية

في سياق متصل قال الدكتور سعيد اللاوندي، إن معركة الموصل استيراتيجية يتوقف عليها مستقبل المنطقة وليس العراق فقط، لذا الخوف من الانقسام الطائفي داخل الموصل، واستغلال أمريكا وتركيا تعدد الطوائف بداخلها واللعب على اشتعال الطائفية لتولد صراعات وتتفتت من جديد، وبعد تحررها من "داعش"، هيبدأ الصراع الدولي، وذلك لعد رؤية واضحة من قبل الحكومة العراقية، ومنعها التدخلات الخارجية في تحرير الموصل.

وأضاف"اللاوندي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن تعدد المذاهب والعرقيات داخل "الموصل"، هو الأمر الذي يثير التخوف، من الوصول  لحرب مذهبية طائفية من جديد، وبهذا سنعطي فرصة لتخل أمريكا وتركيا بحجة تحريرها من الحرب الأهلية والمذهبية.

تشريد الموصل

ويرى اللاوندي"، أن العراق ستشهد كارثة انسانية في تشريد أهالي الموصل، واللجوء للمخيمات والهجرة كما حدث في بغداد من قبل، وهو ما ينذر بكارثة أخرى، نظرًا لعدم وجود خطة سياسية لاحتواء هؤلاء النازحين، وافتقار تأمين سلامتهم.

بداية تقسيم العراق

ومن جانبه أكد عمار على حسن ، الخبير السياسي، أن الموقف في مدينة "الموصل"، إلى الآن ملتبس، والخوف من بداية تقسيم العراق بعد تحريرها من "داعش"، كما رسمت القيادات الأمريكية من قبل، مشددًا على تحرك الدول العربية، ومشاركة الموصل بتحريرها وإلا سنرى أنفسنا أمام كارثة لا يستطيع التاريخ غفرانها.

ويرى "حسن"، أن الحل لابد من تحرك جامعة الدول العربية، والقيام بتنظيم اجتماع عاجل للدول العربية لوضع حل للأزمة التي تمر بها العراق، خاصة بعد محاولة تدخل القوات الأمريكية وتركيا لتحرير الموصل.

وأشار"حسن"، إلى أن التخوف الأخر من استمرارية الحرب خاصة أن "داعش" لم تستسلم بسهولة، ومن الممكن امتداد الحرب بين القوات العراقية وداعش لمدة طويلة مما تتسبب في وجود حرب دائمة، وسيدفع ثمنها أرواح هائلة من العراقيين.