في يوم مولده .. المشير "الحكيم" أحمد إسماعيل

تقارير وحوارات

المشير أحمد إسماعيل
المشير أحمد إسماعيل


ولد أحمد إسماعيل علي، في 14 أكتوبر 1917 ، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصري خلال حرب أكتوبر 1973، وشغل قبلها منصب رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس أركان القوات المسلحة. صنفته مجلة الجيش الأمريكي كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً.
 
"كان هذا النهار أحد الأيام المهمة والحاسمة في حياتي كلها‏،‏ بل لعله أهمها علي الإطلاق‏..‏ التاريخ‏26‏ أكتوبر‏1972‏ ـ‏19‏ رمضان‏1392‏ هـ،‏ حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر‏،‏ والمكان‏..‏ منزل الرئيس السادات بالجيزة‏،‏ كنا ـ سيادته وأنا ـ نسير في حديقة المنزل‏..‏ لم أكن أدري سبب استدعائي‏،‏ ولكني توقعت أن يكون الأمر خطير‏" هكذا روا المشير أحمد علي إسماعيل كواليس التجهيز لحرب أكتوبر وكيف كلفه السادات بتوليه وزارة الحربية.
 
وزيرًا للحربية
 
في 15 مايو 1971، قرر السادات قرارًا مصيريًا بتعيين "إسماعيل" رئيسًا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيراً للحربية وقائداً عاما للقوات المسلحة خلفاً للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير، وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائداً عاماً للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.
 
يصف "إسماعيل" هذا الحديث مع السادات على أن كان قصيرًا، فأبلغه السادات، بقرار تعيينه وزيرا للحربية اعتبارا من ذلك اليوم‏،‏ وقال :"في الوقت نفسه كلفني بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية‏،‏ ليتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيوني‏،‏ وكان لقاؤه لي ودودا إلي أقصي حد‏،‏ وكان حديثه معي صريحا إلي أبعد حد‏،‏ وعندما انتهي اللقاء ركبت السيارة لتنطلق في شوارع القاهرة وشريط الذكريات والظروف يمر في ذهني وأمام عيني‏..‏ هآنذا أعود مرة أخرى لأرتدي الملابس العسكرية‏".‏
 
قيادة الجيش بعد خلاف السادات والشاذلي
 
كان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر، أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار‏,‏ وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت‏,، وكانت للفريق الشاذلي شعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود.
 
حنكته أنثاء المعركة 

‏كتب التاريخ وكل من ذكر بطولات قادة وأفراد الجيش المصري، يؤكدون أن حنكته ظهرت أثناء الخلاف الذي بدأ في عز اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدفرسوار‏، بالإضافة إلي الحساسية التي كانت تسيطر علي علاقة إسماعيل والشاذلي‏، فاستطاع "إسماعيل" التغلب عليها بميله لتأييد قرارات الرئيس علي حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثغرة‏.
 
فتولى "إسماعيل" قيادة هيئة الأركان بنفسه، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جري تصعيده إلي المنصب رسميا مع انتهاء الحرب‏، حتى نجح أحمد إسماعيل في الحفاظ علي وحدة الصف بين القادة، والتصدي إلى هجمات الجيش الإسرائيلي في أرض المعركة.
 
منحة رتبة المشير
 
بعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعدالمشير عبد الحكيم عامر. 

وحصل أيضا علي نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.