صحف عربية: "نعم من حق السعودية أن تعتب على مصر"

أخبار مصر

شكري ونظيره السعودي
شكري ونظيره السعودي


اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالدعوة إلى حل الخلاف بين مصر والسعودية على خلفية تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار بشأن سوريا تقدمت به روسيا وعارضته المملكة.


ودعا معلقون البلدين وفقا لبي بي سي عربي، إلى عدم الاستسلام لأي اختلاف سياسي وطالب البعض بالوصول إلى "آلية تستوعب الخلافات". في الوقت ذاته، دافعت الصحف المصرية عن موقف القاهرة وانتقدت "الإعلاميين السعوديين والمصريين من ذوي الميول الإخوانية الذين يحاولون الصيد في الماء العكر".

 

من جانبها، نفت الحكومة المصرية وجود أي طابع سياسي وراء قرار شركة النفط السعودية (أرامكو) تعليق توريد النفط إلى مصر.

 

"الصيد في الماء العكر"

 

كتب محمد الساعد في عكاظ السعودية: "نعم من حق السعودية أن تعتب على مصر كما تعتب على غيرها، لأنها بتصويتها مع المشروع الروسي لا تمثل نفسها في مجلس الأمن، بل تمثل العرب، وهذا هو العرف العربي، وكان لا بد من التشاور قبيل الاجتماع، خاصة أن الرياض والقاهرة معنيتان بهذا الملف المعقد والشائك".

 

ودعا الساعد الرياض والقاهرة "ألا تستسلما لأي اختلاف سياسي، فعمق السعودية الأمني والسياسي في القاهرة، وعمق مصر العروبي والأمني هو الرياض".

 

من جانبه، دعا عماد الدين حسين في جريدة الشروق المصرية البلدين إلى تبني "آلية حقيقية تستوعب أي خلافات سواء كانت بسيطة أو كبيرة، ومن دون ذلك، فإن أي سوء فهم قد يوجه ضربة موجعة لعلاقات البلدين".

 

ورأى حسين أن "الواقع على الأرض يقول إن مقالاً في صحيفة أو تعليقاً في فضائية هنا أو هناك، قد يؤثر بشكل سلبى على العلاقات وعلى الرأي العام، خصوصاً أن هناك متربصين بها، يريدون لها أن تتدهور من أول جماعة الإخوان التي تحلم بهذا اليوم، نهاية بإيران وإسرائيل ومروراً بقوى إقليمية ودولية".

وتبنى مجدي سرحان في الوفد المصرية رأياً مشابهاً، فكتب يقول: "نلوم بعض الإعلاميين السعوديين والمصريين من ذوي الميول الإخوانية فهؤلاء يحاولون الصيد في الماء العكر واللعب على وتر التلاسن الاعلامي الحادث الآن والذي لا يعكس مطلقا مستوى العلاقات الرسمية بين البلدين".

وطالب سرحان هؤلاء الإعلاميين بأن "يتوقفوا فوراً عن عبثهم وأفعالهم المراهقة الطفولية ليرتقوا الى مستوى الموقف الرسمي .. وليعلموا أنه ليس بين مصر والسعودية مكان لما يتوهمونه من ممارسات ’لي الذراع‘ أو ’شد الأذن، فمصر قوية أبية لا يرهبها ترويع أو تهديد وليس من شيم أشقائنا السعوديين الغدر والخيانة ونقض العهود".


"إشهار سيف الخصومة"


من جانبه، انتقد محمد مهدي علام في الأهرام المصرية الموقف السعودي قائلاً: "الاختلاف مع مصر في بعض القضايا الإقليمية لا يعنى إشهار سيف الخصومة أو الشروع في ممارسات هدفها هو هز كيان الدولة المصرية ومحاولة تصدير صورة أننا يمكننا أن نذل هذا البلد لأنه يخالف توجهاتنا".

 

ودعا علام إلى "ضرورة إجراء مراجعة لكل أشكال المساعدات الخارجية التي تحصل عليها مصر وتحديد ما يمكن الاستعاضة عنه في المدى القصير وما يمكن التفاوض بشأنه فى ضوء المصالح المتبادلة مع دول بعينها، فلا مصر يجدى معها لغة التركيع أو مقايضة المصالح ولا تفريط فى كرامة مصر والمصريين".

 

في سياق آخر، تساءل حازم عياد في جريدة السبيل الأردنية: "لم تنتظر الرياض طويلا لتوجه انتقاداتها إلى القاهرة بعد موقفها الداعم لمشروع القرار الروسي في سوريا؛ فهل لهذه الانتقادات أي تداعيات سياسية واقتصادية على علاقة الرياض بالقاهرة؟".

 

وانتقد عياد موقف القاهرة التي "تغامر بعلاقاتها التاريخية بالولايات المتحدة الامريكية وبالمملكة العربية السعودية من خلال اقترابها من طهران وموسكو؛ وتزيد الامور تعقيداً خصوصاً أنها تخوض معركة مزدوجة الأولى في ليبيا وسيناء والثانية في أثيوبيا؛ مما يضعها أمام استحقاقات كبيرة سياسياً وامنياً واقتصادياً".

 

من ناحية أخرى، وصف جلال خيرت في الأخبار اللبنانية العلاقات المصرية ــ السعودية بأنها "دخلت نفقاً مظلماً وسط توترات مكتومة وغضب محمد بن سلمان".


وقال خيرت: "ما كان يعدّ حلفاً وطيداً بين مصر والسعودية يبدو أنه دخل منعطفاً جديداً وخاصة مع استمرار إشعارات مختلفة تؤكد تزايد الخلاف، يهاجم كتّاب سعوديون مصر على شاشات التلفزيون السعودي في خطوة تعكس التوتر الحاد بصورة رسمية، ليس بسبب الأزمة الأخيرة في مجلس الأمن فحسب، ولكن أيضا بسبب الرؤية حول الأزمة اليمنية".