عاشوراء بدون سكر.. الأزمة تسرق الفرحة من المواطنين وتترك لهم "المرارة" (تقرير)

تقارير وحوارات

أزمة السكر - أرشيفية
أزمة السكر - أرشيفية





"إحنا النمل فين السكر".. حملة ساخرة اتخذها النشطاء طريقة لإعلان انزعاجهم من نقص كمية السكر بشكل مفاجئ وبطريقه غير معهودة، ورغم ارتفاع سعره من 5 جنيهات ثم وصوله لـ 8 ثم إلى "10" جنيهات؛ لكن لا تجده متوفرًا في المنازل أو المقاهي أو حتى في أماكن العمل".


 
شر البلية ما يضحك
كاتب هذه السطور يعاني أيضا من المشكلة ذاتها، فحينما طلب من العامل "كوب شاي" قال له العامل: "لفيت وسط البلد كلها على كيلو سكر فلم أجده". وقال أحد النشطاء ساخرًا: " من دواعي سروري أن لدي 10 كيلو سكر في البيت.. ثروة قومية". 


الأزمة مفاجئة 
فالحقيقة أن مصر تشهد أزمة مفاجئة تجتاح السوق المصرية، حيث شهدت الأسواق زيادة فى أسعار السكر، بعد أن تراجع المعروض منه بكميات كبيرة، تراوح من 6 إلى 8 جنيهات للكيلو فى القطاع الخاص حسب الجودة ودرجة البياض.


كما شهدت المجمعات الاستهلاكية أيضًا، نقصا فى المعروض من السكر لاسيما فى مناطق الجيزة وحلوان وبعض مناطق محافظة القاهرة وتواجدت فى البعض الآخر بسعر 5 جنيهات للكيلو. 



تعطيش السوق سبب رفع الأسعار بعد نشوب أزمة سكر
مدير أحد المجمعات الاستهلاكية التابعة لشركة الأهرام للمجمعات بمنطقة الدقى، أكد أن المجمع لم يتسلم أمس سكر بينما تسلم أول أمس كميات من السكر نفذت فور عرضها نظرا لانخفاض أسعارها، والتى تقل عن أسعار السوق ما يقرب من 3 جنيهات للكيلو.

و أرجع ذلك لقيام بعض المحتكرين بتعطيش السوق لرفع الأسعار بعد نشوب أزمة سكر داخل بطاقات التموين المخصصة لصرف السلع لمستحقي الدعم.



 من 5 إلى 10 جنيهات
وارتفعت أسعار السكر داخل السوق المحلي ليسجل الطن 9 آلاف جنيه جملة، بينما قفز سعر  الكيلو من 5 إلى 10 جنيهات حال تواجده في محال التجزئة.



رأي النواب في أزمة السكر
لخص عدد من أعضاء مجلس النواب أزمة السكر الحالية بعد وصول سعر الكيلو إلى 10 جنيهات فى بعض الأماكن، إلى 3 أسباب رئيسية تتمثل فى احتكار عدد من التجار للمنتج المحلى بالكامل فى غياب الرقابة وتحكمهم فى السوق، إلى جانب تراجع المساحات المرزوعة بمحصولى قصب السكر والبنجر بسبب عدم الموافقة على زيادة سعر التوريد بواقع 100 جنيه للطن للمحصولين، وأخيرا عدم اهتمام وزارة الزراعة باستنباط سلالات جيدة لصالح عدد من الأشخاص من الأسباب القوية فى تراجع إنتاجية الفدان على حد قولهم.


وطالب أعضاء مجلس النواب بضرورة البت فى المذكرة الخاصة بزيادة سعر التوريد وتحصيل جميع المستحقات مع استيراد سلالات جيدة وزيادة الرقعة الزراعية وإحكام السيطرة على السوق للقضاء على هذه الأزمة، مع وضع خطة طويلة الأجل لتحقيق الاكتفاء الذاتى.


 
مواطنة: أزمة السكر حرمتنا من عاشوراء
في هذا الإطار تقول السيدة رجاء أحمد عبدالقادر، إن أزمة السكر متجددة وحدثت في أوائل الشهر الماضي؛ والسبب في ذلك أن تجار السوق السوداء يجمعون السكر في مخازن ويعيدون بيعها بعد جفاف المنتج من الأسواق، وهذا ما يفسر ارتفاع سعره- حسب تفسيرها.

وتضيف عبدالقادر، لـ"الفجر" أن أزمة السكر وصلت للجمعيات التموينية؛ التي تطلب المواطنين باستبدال المنتج بأخر أو الصبر عليهم لحين حل الأزمة، مشيرة إلي أن كيلو السكر وصل في بعض المناطق لـ12 جنيه.

وبسؤالها عن تأثير ذلك في يوم عاشورا؛ قالت في نبرة يغلب عليها الحزن إنها لم تستطيع هذا العام عمل "العاشوراء"، مؤكدة أن الصعيد اعتادوا عمل "العاشوراء" في مثل هذه المناسبة وتوزيعها على جيرانهم؛ لكن بسبب هذه الأزمة لم يستطيعوا فعل ذلك هذا العام.


مواطنة أخرى: لم أستطيع صرف سكر التموين منذ شهرين 
من جهتها قالت رشا محمد، ربة منزل، إنه "لم تستطيع صرف سكر التموين منذ شهرين، وتحاول شرائه من الخارج؛ لكنها تواجهها نفس المشكلة أيضًا وهو اختفائه".

وأوضحت في تصريح لـ"الفجر" إنها لو وجدته فسعره يصل لعشر جنيهات، مضيفة: "أصبحنا حاليًا نشرب المشروبات بدون سكر".

 وتابعت: "حتى في موسم "عاشوراء"، حرمنا نقوم بالطقوس التي تربينا عليها، مفيش عاشورة السنة دي.. وكأنهم بيستخسروا فينا حتى طعم السكر.. الحياه كلها مُر في مُر".