نادية صالح تكتب: برافو يا عمرو

مقالات الرأي



عمرو أديب.. أخى الأصغر.. لا أعرف لماذا تسبقنى دموعى وأنا أكتب إليك رسالتى هذه..، هذه فرحة فلماذا هذه الدموع؟! الله أعلم!!.. الفرحة بعودتك «غير مشفر» والفرحة الأكبر بفكرتك الوطنية المبتكرة والشجاعة التى أسعدت ليلتى وأبعدت عنى، أو على الأصح أنستنى آلام المرض..، ربما لا تعرف يا عمرو معاناتى الصحية لكنك انسيتنى إياها.. صدقنى وأنا أشاهد واتفاعل مع حماسك- والذى اشفق عليك منه أحيانا- فأنت تعلم أنك وأسرتك جميعاً أعزاء علىّ وعلى قلبى ويعلم الله كم أحمل لكم من التقدير والإعزاز حتى إن وجه أمك- يرحمها الله- مازال فى خيالى وأتذكره جيداً..، ذلك الوجه الأبيض الصبوح وتلك الروح الطيبة التى تشع من كلماتها عندما جئتكم لأزور مكتبة والدكم رحمه الله، الكاتب والسناريست العظيم عبدالحى أديب..،

أنت يا عمرو ابن هذه السيدة المصرية الأصيلة والرجل المبدع عبدالحى أديب وأوسط الابناء الثلاثة عماد الدين أديب «الأكبر» و«عادل أديب» الأصغر الأستاذ عماد هو الكاتب ومقدم البرامج الشهير والأستاذ عادل هو المخرج المعروف..، الاحترام بينكم تربية وأخلاق.. والوطن بينكم الأكبر.. يأويكم ويحميكم، هكذا علموكم كما تعلمنا نحن المصريين جميعاً...، عمرو العزيز.. لن أنسى فترة عملى مع أخيكم الأكبر الأستاذ عماد، ولن أنسى تجربة أول إذاعة على الإنترنت حيث قمت بإدارتها بعد أن انتهى عملى بالإذاعة المصرية.. وقمت بإدارتها مع مجموعة من الشباب الرائع، وتعرفت خلال هذه السنوات على كريم خلق ووطنية وإخلاص وكرم العزيز جداً الأستاذ عماد..، وكم كانت فرصة للاقتراب من عائلتكم المصرية جداً..، ولابد أن اتذكر زوجتك الرائعة «لميس الحديدي» الصحفية والإعلامية «الاقتصادية»، وأظنها عضواً بارزاً فى هذه الأسرة المحترمة.. وربما لا تذكر يا عمرو يوم استدعاك الأستاذ عماد ليخبرك بأننى سوف أعمل معكم مديرة لهذه الإذاعة الرائدة الأولى وقتها.. ويومها رأيت كيف يكون الاحترام بين الأخ الأصغر والأخ الأكبر.. وأشياء أخرى كثيرة.. وقد لا تذكر أيضا أنتى طلبت منك يوما شراء بعض المكسرات قبل رمضان من بيروت حيث كنت هناك يومها..، وعندما عدت من هناك لم تأت بشيء مما طلبته منك.. وظننت أنك نسيت أو تناسيت أو «بخلت». ولكنك وبعد فترة قصيرة فاجأتنى بكرم شديد.. وكمية من المكسرات أكبر مما طلبت منك وأصررت ألا تأخذ مقابلها واعتبرتها هدية.

والآن وربما يسأل البعض لماذا كل هذه الكلمات وتلك الرسالة إليك يا عزيزى «عمرو» وأنا أقول إن بيتاً بهذا الكرم وتلك الصفات لابد أن يصدر من أحد ابنائه هذا الاقتراح الوطنى والشجاع.. لابد أنهم يشعرون بما فى بلدنا..، وتأكد يا عزيزى أن هذا الاقتراح وتلك المبادرة سوف تلقى أكثر مما تنتظره منها بإذن الله ولا تلتفت للحاقدين.. وأنت أدرى بهم.. ولديك من القوة والشجاعة على مواجهتهم.. ففى لحظات وبعد مبادرتك العظيمة كتبوا على الـ«face» «لا تصدقوه فهو رجل كاذب»، ولابد أن يكون ردى ورد كل الناس: خسئتم.. أيها الكذابون.. أنتم من يكذب ويفترى ويفعل السوء لا بجهالة ولكن بخسة وافتراء.

عمرو العزيز «الله معك» ومعك هذا الطلب الذى سيأمر والذى يستحق من يحنو عليه بفضل الله.. وبفضل أصالة ابنائه.. وتحيا مصر..

والآن.. والآن فقط.. جفت دموعى.. وفرح قلبى والأسبوع القادم إن شاء الله.. نواصل الفرحة مع عمرو أديب ومواكب الوطنيين الذين لبوا دعوة ابن الأصول وابن مصر الطيبة والشجاعة.. برافو يا عمرو ودائما تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.