اللواء "محمد عوض" بطل أكتوبر لـ"الفجر": بعد انتصارنا على إسرئيل "تغيرت استراتيجية الحروب في العالم".. (صور)

محافظات

بوابة الفجر

اللواء "محمد عوض" بطل أكتوبر لـ"الفجر": بعد إنتصارنا على إسرئيل "تغيرت إستراتيجية الحروب فى العالم".. (صور)

بطل "الثغرة": كنت فى سلاح "سيد المعارك".. دورنا كان تأمين البحيرات "المُرة" قاتلناهم 40 ساعة دفاعًا عن "الدفرسوار".. ومنعناهم من دخول السويس

"حرب أكتوبر 1973هى النصر الأول للعرب على إسرائيل.. تدرس معاركها فى أعتى المدارس الحربية بالعالم.. غيرت كثيرًا من المعتقدات العسكرية السائدة فى ذلك الوقت".. بهذه العبارة الممزوجة بملامح العزة والفخر، بدأ اللواء محمد عوض متولى، أبن مركز إهناسيا ببني سويف، أحد أبطال نصر أكتوبر العظيم، حوار مع "الفجر" كأحد من شاركوا فى صناعة نصر أكتوبر بمناسبة مرور 42 عامًا على الانتصار العظيم.

وقال "عوض": بعد مرور 42 عامًا على الانتصار أكتوبر العظيم، مازالت حرب 73 هى أكبر وأشرس حرب تم تنفيذها فى ساحة الميدان، ففيها دارت أكبر معركة بالمدرعات بعد الحرب العالمية الثانية، وشهدت أطول معركة جوية استمرت لأكثر من 53 دقيقة فى قتال جوى متلاحم، إنها الحرب التى صنع فيها المقاتل الأسطورة بجسده سدًا بشريًا أمام احتياطى تعبوى مدرع.

وأستطرد "عوض" عندما حصلت على بكالوريوس العلوم العسكرية أول عام 1973 أنضممت إلى اللواء السادس "المشاه الميكانيكا" بالفرقة الرابعة المدرعة بمنطقة "الجفرة" بالسويس بالكتيبة 256 وكنا نستعد لتجهيز مصرح العمليات غرب قناة السويس، وكنا نجهز هذه الاستعدادات كمشاريع حرب دورية نقوم بالتدريب عليها بإستمرار، ولكن كنا نستشعر أن هناك شيئ ما سيحدث ولكن قرار الحرب كان مفأجاة لنا جميعًا.

وتابع: فى هذه اليوم العظيم وبالتحديد فى الساعة الواحدة و45 دقيقة ظهر يوم السادس من أكتوبر من عام 1973، جمعنا المقدم أ.ح صلاح مصباح، قائد الكتيبة 256 مشاه، وفتح "مظروفًا" مغلقًا وقال لنا بصوت عالى وعيناه تملائها الدموع: "مبروك يا رجاله جاء اليوم اللى مصر منتظرانا فيه... يلا يا رجاله يلا يا وحوش هنحارب إسرائيل" ودخل الجنود والضباط فى أحضان ودموع من شدة الفرح بالخبر الذى ينتظره الجميع منذ عام 1967م.

وأضاف: عندما أخبرنا قائد الكتيبة بقرار إعلان الحرب أنطلقنا جميعًا، وكنت فى سرية النقيب الشهيد البطل عزت مهدى، أبن قرية بنى هارون ببنى سويف والذى أستشهد يوم 8 أكتوبر، وكان دورنا تأمين جنوب البحيرات "المُرة" من أى إختراق سواء برى أو بحرى وهذه المنطقة تقع بين السويس والاسماعيلية، مضيفًا: كان هناك دروًا رئيسيًا لسلاح المشاه هو تطهير الأرض من العدو والإستيلاء على الأماكن التى يتم تطهيرها، وسلاح المشاه يعرف عسكريًا بـ"سيد المعارك" ثم تطورت العمليات بعد ذلك وبدأنا نقف بسلاحنا أمام منطقة "الثغرة" بعد حدوث إختراق لها من جهة "الدفرسوار" حتى منطقتى "فايد" و"فنارة".

وتابع: عندما صدرت الأوامر إلى قائد الكتيبة بصد منطقة "الثغرة" وإيقاف تقدم العدو وأتصل قائد الجيش بقائد الكتيبة وطالبه بسد "الثغرة" فرد عليه قائد الكتيبة: "مش هيعدى جندى إسرائيلى إلا على جثتى يا فندم" ومنذ هذه المكالمة دخلنا فى قتال متلاحم مع العدو لمدة 40 ساعة إلى أن أستشهد أكثر من 90% من ضباط وجنود الكتيبة، وظلت الكتيبة تدافع ببسالة أمام مجموعتين عمليات أسرائيلية مدعمة بالدبابات، والمجموعة الواحدة تعادل 20 كتيبة عسكرية،

وواصل: تم محاصرتنا فى السويس لمدة 100 يوم ظللنا خلالها صامدين ونجحنا بمعاونة المقاومة الشعبية فى تحطيم الدبابات الإسرائلية فى ميدان "الأربعين" ومنعنا دخولهم مدينة السويس وتوقفوا عند منطقة "المثلث" إلى أن إنسحبت القوات الإسرائيلية بالمفاوضات والقرارات السياسية، لنحتفل اليوم بذكرى ملحمة أكتوبر التى أنتصرنا على العدو الصهيونى "المتغطرس" فى أكبر معركة عسكرية فى التاريخ العسكرى العربى الحديث.

وأختتم "عوض" حواره مع "الفجر" قائلًا: حرب أكتوب 73 أعادت للأمة العربية بالكامل كرامتها فهى أول حرب ينتصر فيها جيشًا عربى على إسرائيل فى التاريخ الحديث، عبرنا فيها أكبر مانع مائى فى العالم، أقتحمنا أكبر ساتر ترابى بإرتفاع يتراوح ما بين 11: 17 متر على الضفة الشرقية وحطمنا خط "بارليف" وحطمنا معه أسطورة الجيش الاسرائيلى الذى أطلق عليه العالم أنه لا يقهر.