بطل الصاعقة في حرب أكتوبر: حملنا شهدائنا على أكتافنا وعبرنا القناة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر




* لم نسجل أي انسحاب لأي جندي في المعركة 
* الجندي المصاب أثناء عبور القناه كان يكمل الطريق عائما وهو يحمل شهيد 
* عاملنا الأسري الإسرائيليين بما يليق بشرف العسكرية المصرية

 

بصوت هادئ وعيون لامعة تذكر البطل تلك اللحظات المجيدة، التي سطرها هو وزملائه في حرب العزة والكرامة في يوم السادس من أكتوبر ، بعد أن أجبروا سرية إسرائيلية كاملة على تنكيس العلم الإسرائيلي، وتسليم حصنهم المنيع بمعداته وأسلحته للقوات المصرية، وإعطاء التحية العسكرية لهم بعد التسليم، إنه البطل اللواء أركان حرب " زغلول فتحي " بطل موقعة لسان " بور توفيق " .


قال اللواء أركان حرب "زغلول فتحي"  بطل الصاعقة للفجر، " فضل الانتصار في تلك المعركة في لسان بور توفيق، لم يكن لي وحدي بل كان نتاج عامل مشترك للجنود والضباط وصف الضباط في كتيبتي، وهو نتاج تدريبات شاقة أرهقت أجسادنا للوصول لمستوي عال من اللياقة البدنية، حتي نحقق الخطة التي وضعت لنا للاستيلاء على ذلك الحصن المنيع، وقد كنت مسئول ليس فقط عن جنودي بل كنت مسئول عن أسرهم كاملة، وعاهدت الله أن أبذل ما استطيع حتي يعود كل جندي لأسرته على قدمه سليما بعد المعركة والحرب، فعقيدتنا بعد النكسة كانت تقول أن الفرد أهم وأغلى من المعدات والسلاح وهو أثمن ما تملكه القوات المسلحة المصرية " .


وتابع اللواء "زغلول فتحي":  " كانت نقطة حصون بور توفيق التي كلفت بالاستيلاء عليها من أقوى الحصون الإسرائيلية في ذلك الوقت وأشدها تسليحا وصعوبة جغرافية لأن الماء يحاصرها من مناطق عدة ولا يوجد غير طريق واحد إليها فقط مما جعل القوات الإسرائيلية توجه كافة أسلحتها لذلك الطريق الذي لا مفر منه للعبور،  حتى تستعد كتيبتي للمهمة الموكلة لها، ففي يوم الخامس من أكتوبر بعد صلاة الفجر، جلست كعادتي كل يوم لأستمع للأوردة والأذكار القرآنية وفوجئت بقائدي يصل الموقع ، ليخبرني بأن ساعة الصفر هي الساعة الثانية ظهرا ، ولكن موعد الهجوم علي المنطقة المحددة لي سيكون في تمام الساعة الخامسة عصرا ، وتحضرت للهجوم وجهزنا خطة محكمة للهجوم علي النقطة الحصينة .


وأكمل البطل قائلا: " كان عرض القناه في تلك النقطة أطول من أي نقطة أخري علي شط القناه ، والمد والجز فيها كان في أعلي مستوي له، وبالتالي كان استخدام القوارب المطاطية، يشكل خطورة علي الجنود والضباط العابرين لشط القناه لأنه يطيل مدة بقائهم في المياه وبالتالي يعرضهم لمستوي عال من نيران العدو، ومع ذلك كان هناك إصرار جاد على الهجوم، وقبل هجومنا في تمام الساعة الخامسة عصرا، طالبت الجنود والضباط في كتيبتي بالإفطار، وبادرت بتناول كوب شاي أمامهم حتى أحثهم على الإفطار ليستطيعوا أداء المهمة على أكمل وجه، وتوجهت لقائد سرية عريف "شكري" وهو قبطي كان يصوم معانا ويفطر معانا لا تستطيع وقتها أن تفرق كونه مسيحي أو مسلم، وعندما طالبته بأن يفطر هو وجنوده قال لي سأفطر علي الضفة الثانية ان شاء الله مع قائد الكتيبة عندما نعبر الضفة، وعند نزول القوارب إلي المياه أصيب قاربه واستشهد هو من معه من الجنود وهو صائما " .


ويصف البطل مشهد عبور القوارب المطاطية لشط القناه الشرقي فيقول: "كانت القوارب تتعرض لإطلاق كثيف من القوات الإسرائيلية المتمركزة في النقطة الحصينة، إلا أن القوارب التي كانت تصاب كان الجندي السليم منها يكمل الطريق اتجاه الحصن الإسرائيلي عوما، ويحمل معه من استشهد من نيران العدو في المياه، والجندي الجريح أيضا مهما كانت إصابته كان يكمل الطريق للحصن أيضا عوما وقد يحمل معه شهيدا إذا استطاع، وبالتالي لم ينسحب أي جندي أو ضابط جريح أو مصاب حتي عندما أصيبت قواربهم في المياه ، بل كانت هناك عزيمة لا مثيل لها في العبور مهما كانت التضحيات والثمن " .

ويضيف اللواء أركان حرب "زغول فتحي" قائلا: " بعد أن ضربنا الحصن وانهكناهم بنيراننا، وضربنا حولهم الحصار وكبدناهم خسائر فاضحة، اضطر قائد الحصن إلي الاستسلام وتسليم الموقع والجنود والمعدات عن طريق الصليب الأحمر، وبالفعل أعلنوا استسلامهم وسلمني قائد الحصن العلم الإسرائيلي الخاص بالحصن منكسا وأدي لي التحية العسكرية، وعلي الرغم مما فعلته القوات الإسرائيلية بقواتنا الأسري في النكسة، إلي أننا راعينا أن نظهر بمظهر العسكرية المصرية المشرف، وعاملنا الجنود الأسري بمنتهي التحضر والرقي ووفقا لما هو متعارف عليه في العلوم العسكرية.