نظام الأسد يسعى لإفراغ حلب بضمانات روسية

عربي ودولي

دمار في حلب - أرشيفية
دمار في حلب - أرشيفية


قضى وجرح عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال اليوم بغارات شنتها طائرات حربية روسية على حي بعيدين، في القسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب.

ويشار إلى أن أحياء حلب الشرقية المحاصرة، لا تزال تشهد منذ إعلان النظام حملة عسكرية على المدينة قبل عشرة أيام، قصفا جويا مكثفا بكافة أنواع الأسلحة، أسفر عن وقوع مئات الضحايا في صفوف المدنيين، وسط أوضاع إنسانية متردية تعيشها الأحياء المحاصرة.

أسبوع وأكثر، لم تتوقف خلالها غارات نظام الأسد وروسيا على مدينة حلب. دمر خلاله نظام الرعاية الصحية شرق المدينة، وأخرج أربعة مستشفيات عن الخدمة وعن استقبال الجرحى وفق ناشطين.

وبعد أيام من القصف المتواصل، يعرض اليوم نظام الأسد بضمانات روسية على المعارضة السورية المسلحة، مغادرة المنطقة الشرقية عبر ممر آمن سيوفره، إضافة إلى مساعدات سيقدمها لهم، ويستقدم في ذات الوقت، آليات عسكرية جديدة إلى المنطقة، بإسناد قوات متحالفة معه، في مؤشر جديد على سعي النظام مدعوما بروسيا، إلى إحداث تغيير ديمغرافي في البلاد.

المعارضون المتحصنون في الشطر المحاصر، رفضوا رفضا تاما مضمون العرض وشكلياته، غير آبهين بأي ضمانات روسية لهم، خاصة بأن كلمة "روسيا"، أصبحت مرتبطة في أذهان السوريين بعمليات القتل والتهجير والتنكيل، بداية من استخدامها حق النقض "الفيتو" منذ اندلاع الثورة، وصولا إلى طائراتها التي تحلق ليل نهار في سماء سوريا، قاصدة قصف المدنيين أينما كانوا ورحلوا.

الوضع المأساوي في حلب أثار حفيظة الجامعة العربية، فقررت بعد أسبوعين من القصف عقد جلسة لها الثلاثاء على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث الوضع المتدهور في المدينة، إضافة إلى توجيه المناشدات المطلوبة للمجتمع الدولي، لتقديم العون لأهالي حلب.

الأوروبيون السباقون في مشاوراتهم، لم تتوقف جهودهم الرامية لوقف القصف على المدينة منذ انهارت الهدنة قبل أسبوعين، حيث اقترح الاتحاد الأوروبي خطة جديدة، لإدخال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين شرق حلب، وتهدف إلى توصيل المساعدات الطبية والمياه والغذاء من مخازن الاتحاد،عبر المناطق الغربية التي يسيطر عليها نظام الأسد.

واستبقت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بدعوة أطراف الصراع، لمنح التصاريح اللازمة لتوصيل المساعدات، واستئناف عمليات الإجلاء الطبي.

ولعل الخطة الأوروبية تتلاقى في مضمونها مع عرض النظام للمعارضة بأن يقدم لها هو الآخر المساعدات، لكنه اشترط خروجها من حلب قبل ذلك. فهل سيسمح النظام بدخول مساعدات أوروبية عبر مواقع سيطرته، حتى لو لم يرضخوا لعرض النظام؟.