قبل القمة ..نرصد أبرز 5 محطات لتوتر العلاقات "المصرية السودانية"

تقارير وحوارات

العلاقات المصرية
العلاقات المصرية السودانية


استكمالاً لتوطيد العلاقات المصرية السودانية، ستشهد القاهرة يوم الأربعاء المقبل لقاء قمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، والذي يقوم بزيارة لمصر تستمر يومين، وواصلت اليوم الاثنين اللجنة العليا «المصرية السودانية المشتركة» اجتماعاتها على مستوى كبار المسئولين للتحضير لاجتماعات اللجنة على المستوى الوزاري والرئاسي لبحث سبل تكثيف التعاون القائم بين البلدين.

وستعطي القمة دفعة كبيرة للعلاقات المصرية السودانية، التي لطالما وصفوا بالـ«تؤمان» لاسيما للعلاقات الأزلية التي تربط تاريخ البلدين ببعضهم، أو للمواقف الموحدة لهما في مختلف السياسات الداخلية والخارجية، وبالرغم من علاقة الإخاء التي تجمع البلدين، إلا أنهما في بعض الأحيان تشهد علاقاتهما مداً وجزراً بسبب مجموعة من الخلافات والتوترات.

وخلال السطور التالية ترصد «الفجر» أبرز محطات توتر العلاقات «المصرية - السودانية».

«مثلث حلايب»

تعد قضية تنازع السيادة على منطقة مثلث حلايب الغني بالمعادن أحد التحديات المزمنة التي تواجه علاقات البلدين منذ عام 1958.

ففي 1902 جعلت سلطة الاحتلال البريطاني التي كانت تحكم البلدين وقتها "حلايب" تابعة للإدارة السودانية لأنها أقرب جغرافياً للخرطوم من القاهرة.

وظلت المنطقة تابعة للسودان حتى 18 فبراير 1958 حين قام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بإرسال قوات إلى المنطقة، وقبل أن يتحول الخلاف على حلايب لصراع علقت حلايب تحت السيادة المزدوجة للبلدين.

ورغم أن المنطقة خضعت للسيادة المزدوجة، إلا أن الخرطوم حاولت أكثر من مرة للجوء للتحكيم الدولي، الأمر الذي رفضته القاهرة.

وفي عام 2015 أعلن السودان تقديم شكوى ضد مصر لدى مجلس الأمن الدولي بسبب إجراء حكومتها اقتراعا في الانتخابات البرلمانية داخل منطقة حلايب.

محاولة إغتيال مبارك

وفي يونيو 1995 تعرض الرئيس المخلوع حسني مبارك لأخطر محاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حينما كان يحضر قمة أفريقية، فقد أغلق مسلحون الطريق أمام موكبه وأطلقوا النار على سيارته ولكنه لم يصب بأذى بعد أن تمكن حراسه من التصدي لمنفذي الاعتداء، في حين قتل عدد من منفذي العملية.

وقد حمّلت القاهرة الجماعة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم، واتهمت الحكومة المصرية النظام السوداني بقيادة عمر البشير بالتخطيط لعملية محاولة اغتيال مبارك أو على الأقل تسهيل تنفيذها، وذلك باستضافته الجماعة المتهمة مصريا بتنفيذها وتمكينها من إنشاء معسكرات تدريب خاصة على أراضيه كانت مركزا لتخطيط وتنفيذ هذه المحاولة، وهو الأمر الذي نفته الخرطوم.

«سد النهضة»

ومن أبرز محطات التوتر بين البلدين، موقفهما من ملف مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، فاتخذتا كلاً من القاهرة والخرطوم مواقف غير موحدة من سد النهضة منذ إعلان أديس أبابا بدء إنشائه أوائل أبريل2011، حيث قامت الخرطوم بمساندة ودعم إثيوبيا في قضية السد، الأمر الذي تسبب في توتر علاقتها مع مصر التي تعتمد على مياه النيل بنسبة كبيرة جداً

«الملف الإخواني»

وشهدت العلاقات المصرية السودانية توتراً في العلاقات بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 بسبب دعم الأخيرة للإخوان المسلمين، فحسب تصريحات صحفية لـ رئيس حزب «الأمة القومى» فى السودان الصادق المهدى، أن بين الحكومتين المصرية والسودانية توجد مشكلة، الإخوان المسلمون ففى مصر يعتبرونهم إرهابيين، بينما الإخوان فى السودان أبناء عم النظام، فهناك تعامل مختلف مع الإخوان في السودان.

وفي أكتوبر 2015 قام الباحث المتخصص في الشؤون السودانية "إريك ريفز"، بنشر وثيقة مسربة لاجتماع حكومي سوداني ترأسه الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير تحدثت عن توصيات بمساعدة الإخوان المصريين في السودان وتأمينهم وتوفير فرص الاستثمار لهم.

بينما نفت الأجهزة الرسمية السودانية عنها تهمة دعم الإخوان المصريين، وظهرت بموقف أكثر دبلوماسية مع النظام المصري لعدم الدخول في صدام مباشر معه، وكذلك الأمر يفضله الجانب المصري الذي يحاول استمالة الموقف السوداني إلى جانبه في قضية سد النهضة.

«مقتل سودانيين بمصر»

في 23 نوفمبر 2015 قتل خمسة مهاجرين سودانيين وأصيب خمسة آخرين خلال تادل لإطلاق النار بين قوات الأمن المصرية ومهربين، أثناء محاولة التسلل الى إسرائيل جنوبي مدينة رفح بشبه جزيرة سيناء، وذلك بعد قتل قوات مصرية 15 مهاجراً أفريقياً يعتقد أنهم سودانيون يوم 15 من نفس الشهر جنوب مدينة رفح بسيناء.

وعلى الفور أعلنت السفارة السودانية في القاهرة إرسال "بعثة قنصلية" إلى مدينة العريش المصرية لتقصي الحقائق حول مقتل السودانيين في الحادثة، مؤكدة احتجاجها على "إساءة معاملة السودانيين في مصر".