عنوانها الفشل.. 12 مبادرة للتصالح بين الدولة والإخوان.. وخبراء: الجماعة رهن استخبارات دولية

تقارير وحوارات

مصالحة الدولة والإخوان
مصالحة الدولة والإخوان


تقدم الكثير من الأطراف بالعديد من المبادرات لإتمام المصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، عقب ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولم تنجح هذه المبادرات جميعها حيث انتهت بالفشل، على الرغم من عددها الذي تخطى الـ 10 مبادرات، وأرجع خبراء أسباب هذا الفشل إلى تعرض الطرفين إلى ضغوطات بالإضافة إلى عدم وجود إرادة سياسية.


مبادرة الحوار الوطني بـ"واشنطن"
آخر المبادرات التي تدشنت في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي استضافتها على مدى ثلاثة أيام من هذا الشهر، حيث شارك فيها مجموعة كبيرة من المصريين المقيمين بالخارج، وكان من بينهم قيادات عدة من جماعة الإخوان المسلمين، بهدف التوصل إلى مشروع مبادرة مقترحة، لإيجاد توافق وطني، والوصول إلى مبادئ حاكمة تقود ديمقراطية حقيقية في مصر وليست شكلية، وحدث أن صيغت بنود المبادرة، إلا أنه حدثت خلافات وعدم توافق حول بنودها.


11 مبادرة لحل الخلافات في عداد الفشل 

وليست المرة الأولى التي يتم فيها طرح مبادرة لحل الأزمة السياسية بين الإخوان والدولة، وإنما بدأ هذا مع أكتوبر 2013، والتي طرحت بمعرفة الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، والتي قدمها آنذاك، للواء محمد العصار، جاءت تحت مسمى خارطة إنقاذ الوطن. 

وفي عام 2014، طرح جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان،وكذلك الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية، بالتعاون مع مايكل ما كفول، مستشار الرئيس اوباما، مبادرة للتصالح. 

وفي عام 2015، طرحت 6 مبادرات، كان أبرزهم على أيدي سياسيين بارزين، من بينهم راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، وحركة 6 ابريل، ومبادرة أخرى من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، والتي جاءت تحت عنوان "الإفلات من السقوط"، فضلا عن طرح مبادرة من قبل عدد من الشباب، لجمع كل القوى السياسية، وأخيرا مبادرة الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذين باءوا جميعا بالفشل. 

فيما طرحت مبادرتين أيضا في العام الحالي 2016، الأولى عبّر عنها الدكتور عصام حجي، العالم المصري بوكالة ناسا الفضائية، واختتمت بالمبادرة الأمريكية التي سميت بملتقى الحوار الوطني، وجميعهم لاحقهم الفشل. 


الإخوان تطلق "بالونات اختبار"

وفي سياق ما سبق أوضح الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية، أن جميع هذه المبادرات التي فشلت لعدم استطلاع رأي الطرفين المعنيين بإتمام المصالحة، فضلًا عن أنها لم تصدر من أطراف لديها الوزن الكافي لإنجاحها، وأن بعضا منها أيضًا أطلقته جماعة الإخوان كـ "بالونات اختبار" وليست على وجه الحقيقة. 

وسرد أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ"الفجر"، العديد من أسباب الفشل الأخرى، حيث أكد أن تاريخ الإخوان مع السلطة السياسية، هو تاريخ من العلاقات السرية وليست العلنية، وبالتالي فإن هذه الاتصالات هي الأساس في تعامل الإخوان، بالإضافة إلى أن الطرفان يحدث لهم ضغوطات عدة، حيث أن الإخوان أصبحوا رهن استخبارات دولية قوية، مما يتسبب في عرقلة المصالحة. 


إنعدام الإرادة السياسية 

وأكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن تاريخ المبادرات السياسية للمصالحة بين الإخوان والدولة، كان هو أول من قام بها، مشيرًا إلى أنه أعلنها في عام 2013، وتقدم بها إلى اللواء محمد العصار، إلا أنها لم تقبل. 


وأوضح نافعة، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه تقدم بورقة تضمنت جميع البنود، للخروج من هذا المشكلات وتحقيق المصالحة بين الدولة، وجماعة الإخوان، والتي كان من بينها إتمام المصالحة مع جميع الأطراف دون الأطراف التي شاركت في سفك الدماء، ولم تحمل السلاح، إلا أنها لم تقبل بل تمت مهاجمته. 

وأرجع أسباب فشل المصالحة بين الدولة والإخوان، إلى عدم وجود إرادة سياسية حقيقية في إتمام المصالحة بين الطرفين، مشددًا على أهمية أن تكون هناك نية حقيقية في إتمام هذه المصالحة.