أحمد باشا المنشاوي.. المحسن الأعظم

منوعات

بوابة الفجر


أحمد المنشاوي باشا من كبار أعيان الغربية بل من أكبر أعيان القطر المصري كله، منح رتبة الباشوية من السلطان التركي خليفة المسلمين فى ذلك الوقت كشأن خديوي مصر وبنفس الرتبة.

كان عبقرية زراعية واقتصادية وكان رجل بعيد النظر أيضاً فى الأمور الإجتماعية والسياسية فيدرك مالم يخطر على بال أكثر المتعلمين والحاكمين، فطار ذكره في الأفق فأهديت له أوسمة الشرف والنياشين من دول أوربا وجمعيتها بلغ عددها أكثر من خمسين نيشان.

أدخل المنشاوي باشا الكثير من الزراعات إلى مصر مثل المانجو الجوز واللوز/ القشطة الهندي/ والبن/ وبعض أنواع من الفاكهة المحسنة مثل العنب اليوناني الأحمر.

يعود الفضل إليه أيضاً فى إدخال التطعيم بالزراعة ولم تكن هذه الطريقة معروفة فى ذلك الوقت/ كما أدخل الطرق فى استصلاح الأراضي وكان له الفضل فى استصلاح ما لايقل عن 30 ألف فدان بتفتيش التوفيقية بمحافظة الغربية وحدها.

أدخل وسائل جديدة للري بتركيب وبورات راي على ضفاف الترع والأنهار فلا تجد زراعة من زراعاته إلا وفيه أسهل وسائل الراى المستحدثة والتى سبق بها عصره وهذا ما أقره مهندسى الرى المعاصرينواقروا أن وابورات ري المنشاوى وضعت فى أصلح الأماكن لري الأراضي مما يدل على ذكاء الرجل الذى اختار بفكر واعٍ هذه الطريقة منذ أكثر من قرن .

كان المنشاوي باشا من مؤسسي أول مجلس نيابي فى مصر وكان عضوا بارزا فيه وله العديد من المواقف السياسية الشجاعة والتى تحسب له وكان نعم الزعيم الممثل لطنطا وللبلاد عامة وكان دائما واضع نصب عينيه أحوال أهل موطنه وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية أعطاه الله الكثير من الفضل والجاه والمال أيضاً.. فلم يبخل على أحد من هذا الخير وكان دائما أبداً سباقاً للخير.

وعندما قامت الثورة العرابية كان هو من كبار وأول الوطنين الذين ساعدو أحمد عرابي بالنفس والمال والسلاح، وبعد الثورة العرابية ظل على العهد لصداقة عرابي ولأسرته فى أثناء منفاه بجزيرة سيلان وكان راعياً لأسرة عرابي وظلت المراسلات بينه وبين عرابي لاتنقطع، وبناء على تلك العلاقة لاقى أحمد المنشاوي باشا الكثير من المضايقات واضطر لترك البلاد اختيارياً لمدة خمس سنوات.

أحاط نفسه بالعلماء والفقهاء والمفكرين ومن كان على شكلهم مثل الشيخ محمد عبده والذي كان من المقربين إليه هو وأسرته وكانت لهم الإقامة فى حماية المنشاوي أثناء طردهم ونفيهم من موطنهم بمددرية البحيرة، أقام المنشاوي باشا العديد من الأوقاف للناس عامة والفقراء خاصه وأنشأ مستشفى للحميلت واهداه إلى الحكومة حيث كان أهالي الغربية يعالجون فى ذلك الوقت من الكوليرا وغيرها من الأوبئة في العراء أو في الخيام بأحسن الأحوال.

قام أيضاً بإنشاء مستشفى المنشاوي العام العمومى بطنطا والذى لازال يخدم الأهالى حتى يومنا هذا وكانت هذا المستشفى هى المستشفى التعليمي الوحيد لجامعة طنطا عند أنشأها.

أنشأ الجامع الكبير فى مدينة طنطا وكان يضاهي مسجد السيد البدوي فى ذلك الوقت ودفن فيه.

قام ببناء مساجد بمركز السنط وتعتبر أراضي مدينة السنط القديمة من أكبر أملاك المنشاوي باشا منها مركز الشرطة ومسكن واستراحة الري وأنشأ العديد من المدارس المتنوعة بنين وبنات بها ومنها مدرسة للصنايع على مستوي الدولة وهي تؤدي مهمتها إلى الآن.

كما أنشأ العديد من المعاهد الدينية للبنين والبنات "معاهد المنشاوي الديني"، وعدداً من مدارس تحفيظ القرآن كما أقام الملاجىء للأيتام والأرامل وتكية لحجاج بيت الله الحرام تأويهم من عناء السفر.

أول من فكر فى إنشاء الجامعة المصرية وقام بالفعل بشراء عشرة الف فدان لهذا الغرض، ولكن وفاتة المنية قبل بدء التنفيذ، كما لا ننسى تبرعاته لسكة حديد الحجاز التى كان الهدف منها هى ربط دولة الخلافة بعضها ببعض.

وهو الباشا الوحيد الذى قرر إذا توفي أحد من الموظفين أو العمال أو المستاجرين عنده يعين من بعده أكبر أبنائه بنفس الراتب أو استئجاراته وذلك لرعاية أسرته، كما رصد مبلغ كبيراً للقرض الحسن للمتعسرين مالياً وأنشأ لهمم صندوقاً مالياً ليدفع منه أي متأخرات للمستأجرين لأرضه أو الذين يصابون بكوارث ووضع شرط إنساني وأخلاقي تقدمي وهو ألا يطالب الشخص المقترض بسداد هذا الدين إطلاقا ويترك له حرية السداد حين ميسره دون الضغط عليه بالمطالبه.

أعمال أحمد باشا المنشاوي الخيرية: 

لقد اوقف احمد باشا المنشاوي من امواله وممتلكاته لصالح المجتمع والناس ليشهد على عظمة هذا الرجل وحبه للخير.. فقد اوقف اموال لتصرف على رعاية البشر وايضا على رعاية الحيوانات الضاله رحمة بها … ومن التعليم والثقافة إلى الصحة واصلاح الطرق وتنقية المياة وتسليح الجيش وايواء الغرباء وإعانة المعسرين وغير القادرين ماديا.

فقد أوقف احمد باشا المنشاوي سنة 1903 وقف يبلغ مساحته 4645 فداناً من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى العديد من العقارات المبنية، من أهم المؤسسات الخيرية التى أنشاها وخصص ريع هذا الوقف للانفاق على المؤسسات الخيرية التى أنشاها هي:

1-مستشفى المنشاوي بطنطا وخصص له 2000 جنية سنويا (بأسعار 1903) وكان هو المستشفى الوحيد المقام فى عاصمة محافظة الغربية ولايزال تحمل اسمة إلى الان.

2-خصص مبالغ نقدية وجرايات سنوية من ريع اوقافه لطلبة العلم والمدرسين لثلاثة معاهد هى (المعهد الاحمدي بطنطا وقد خصص له مبلغ 300 جنية سنويا (باسعار 1903 كسوه للعلماء وطلبة العلم ) (معهد دسوق واوصى له بملغ 250 جنية سنويا (معهد دمياط وقد خصص له مبلغ 250 جنية سنويا (باسعار 1903) .

3-انشاء أحمد باشا المنشاوي معهد ازهري لايزال يحمل اسمة وهو معهد المنشاوي بطنطا وقد خصص له من ريع اوقافه 4550 جنية باسعار 1903).

4-مدرسة تعليم البنين والبنات بطنطا وقد جعلها تابعة للجمعية الخيرية الاسلامية ووضع لها برنامج دراسيا للتعليم يتضمن تعليمهم الفنون والصناعات اليدوية وما يرشد لاكتساب مكارم الاخلاق وقد خصص له مايفى بحاجاته .

5-مدرسة المنشاوي الصناعية بمركز السنط وقد اعدت ليتعلم الناس فيها الصناعات الشرقية والغربية وقد خصص له من ريع اوقافة مايفى حاجاته .

6-مدرسة جمعية الشيالين بجمرك الاسكندرية لتعليم ابناء العاملين فى الجمرك .

7-ريع 100 فدان لمدارس جمعية العروة الوثقى بالاضافة الى 400 جنية سنويا

8-مدارس الاتحاد بالمنصورة وقد خصص له مبلغ 160 جنية (باسعار 1903)

9- مبلغ 2000 جنية لاهالى المتوفين من عساكر الجيش المصري انذاك

10-انشاء صندوق القرض الحسن لاقراض المعسرين دون فؤائد وهذا الصندوق كان من إبداعات احمد باشا المنشاوي الذى اراد ان يواجه بيوت الاقراض بالربا التى اقامها الأجانب آنذاك فى ظل الإحتلال الإنجليزي، وكان هذا الصندوق يحصل من الوقف على 3645 جنية سنويا باسعار 1903 يستثمر هذا المبلغ لأقراض المحتاجين .

11- مبلغ 1844 جنية (باسعار 1903) للانفاق على 30 مسجد أنشاها أحمد باشا المنشاوي أغلبها فى قري ومدن الغربية وبعضها فى القاهرة كامسجد فاطمة الانجليزية.

12- مبلغ 24 جنية (باسعار 1903) لشراء طعام للكلاب والحيوانات الضالة.