تلميحات "تعويم الجنيه" تثير الجدل.. وخبير إقتصادي: بات وشيكاً ‏

تقارير وحوارات

تعويم الجنية
تعويم الجنية



يرى خبراء الاقتصاد أن تصريحات المسؤولين حول تخفيض قيمة الجنيه ما هي إلا خطوة ‏لتمهيد الطريق نحو "التعويم"، حتى لا يُصدم المواطن به فجأة، وكانت آخر التصريحات من ‏وزير التجارة والصناعة، طارق قابيل، عندما قال إن صادرات مصر سترتفع بنسبة 10% إذا ‏قررت السلطات تخفيض قيمة الجنيه.‏
‏ ‏
وأضاف "قابيل" في مؤتمر "يورومني"، الثلاثاء، إن خفض قيمة الجنيه سيدعم التجارة من ‏خلال كبح الواردات وزيادة الصادرات.           ‏
‏ ‏
الحكومة تمهد الطريق لتعويم الجنيه
‏ ‏
في هذا السياق، قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن حديث أي مسؤل في الدولة عن ‏تخفيض قيمة الجنيه ما هو إلا مقدمة لعملية تعويم وشيكة.‏
‏ ‏
وأضاف في تصريح خاص لـ"الفجر": "أما بخصوص عملية الانعاش فإنها ستعتمد على الأثر، ‏أي الواردات بشكل كبير، وكل ذلك من ضمن مشروطيات القروض التي تقترضها مصر، ‏مضيفًا: "الاحتياطي الدولاري حاليا يكفي لسد الاحتياجات الأساسية، ذلك يكون حسب درجة ‏التعويم، والوفرة الدولارية لدى البنك المركزي".‏
‏ ‏

التضخم الجامح
وبخصوص تأثير تصريحات المسؤولين بخصوص خفض قيمة الجنيه وعلاقته بالسوق السوداء، ‏فيقول "نافع": كل وزير يتحدث في هذا الشأن يقول إنها رؤيته الشخصية والأمر متروك للسياسة ‏النقدية، وهذا يكون له تأثير سلبي على السوق، فالبعض يعتبر هذه التصريحات توجه الحكومة، ‏وسيترتب على ذلك أثر إيجابي للمستثمر الأجنبي لرغبته في تحرر السوق من القيود المالية، أما ‏الحانب السلبي سيكون في رفع الأسعار بدون مبرر كما حدث في ضريبة القيمة المضافة".‏

ولفت إلى أن مصر حاليا تواجه مشكلة "التضخم الجامح" ألا وهو تغيير الأسعار بشكل يومي، ‏دون وجود سيطرة أو رقابة على السوق، والسياسة النقدية في مصر حاليا هو استهداف التضخم ‏والمحافظة على المستوى العام للأسعار.‏
‏ ‏

البنك المركزي يلمح بخفض الجنيه منذ يوليو
‏ ‏
ولمح محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، في 3 يوليو الماضي، بأنه قد يتحرك ‏لخفض سعر صرف الجنيه قائلا "لن أفرح باستقرار سعر الصرف والمصانع متوقفة"، وأن ‏انخفاض الجنيه "له إيجابيات لتنمية الصادرات".‏

العجز التجاري 24.6% في مايو
‏ ‏
وأفادت إحصاءات رسمية في أغسطس الماضي، تراجع العجز التجاري 24.6% خلال شهر ‏مايو مقارنة به قبل عام، فيما بلغ العجز 25.2 مليار جنيه (2.8 مليار دولار) في مايوم 2015 ‏مقارنة بـ 33.4 مليار في نفس الشهر من عام 2014.         ‏
‏ ‏
الجدير بالذكر أن هناك ضغوط على البنك المركزي من أجل تخفيض قيمة العملة، في الوقت ‏الذي تصارع فيه مصر من أجل إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من الاضطرابات السياسية، التي ‏أدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وهما مصدران مهمان للعملة الصعبة.           ‏
‏ ‏
‏ ‏
يعني مصطلح "تعويم الجنيه" رفع يد البنك المركزي (المسئول عن السياسة النقدية للبلاد) عن العملة بشكل ‏كلي ليتركها تتحرك بكامل حريتها حسب قانون العرض والطلب، وهو يحدث في حالة فقد البنك ‏المركزي السيطرة بشكل كلي.