حقيقة ظهور بترول في موقع مترو أنفاق "النزهة".. وشبح وقف أعمال الحفر يهدد "الخط الثالث"

تقارير وحوارات

حفر مترو النزهة -
حفر مترو النزهة - أرشيفية



جدل كبير أثير حول حقيقة ظهور بترول في موقع حفر المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق بالنزهة، حيث فوجئت الشركة باحتواء التربة المستخرجة من أعمال الحفر على نسبة مواد بترولية مرتفعة، الأمر الذي تواجه على أثره الهيئة القومية للأنفاق مأزقًا مع شركة "فينسي" الفرنسية، المنفذة لأعمال الحفر بالخط الثالث لمترو الأنفاق المعروف باسم "مترو النزهة".


وتنفذ المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق والمسماة 4A  شركة فينسي الفرنسية بتكلفة 4.3 مليار جنيه، والتي بدأت العمل فى تنفيذها منذ يونيو 2015 وتشمل 5 محطات هي هارون وهليوبوليس والألف مسكن ونادي الشمس والنزهة.


ظهور البترول في 3 أماكن
 
ظهرت المواد البترولية، في ثلاث مناطق بموقع محطة النزهة على أعماق تتراوح بين 10 إلى 20 مترًا، وهم "هارون- هليوبوليس- الألف مسكن- نادي الشمس".


أسباب الظهور
 
رأى الخبراء المتواجدين بالموقع أن سبب ظهور المواد البترولية يرجع لحالتين، أولهما تسرب من إحدى مواسير البترول التي كانت تمر من هذه المنطقة قبل تحويل مسارها لتنفيذ مشروع المترو، وهي الحالة التي استبعدوها.
 

ورجح الخبراء السبب الثاني وهو أن يكون التسرب ناتج عن "رشح" من خزانات ومستودعات البترول الموجودة بالقرب من نادي الشمس.


جدل حول وقف أعمال الحفر

وتم تداول أنباء بتوقف الشركة الفرنسية عن أعمال الحفر لمدة ثلاثة أشهر لحين فحص التربة ومعرفة مصدر البترول ومعالجته، وهو ما سيتسبب في خسائر مادية طائلة نتجة هذا التوقف.

وأكد رئيس حي مصر الجديدة، عبر صفحته على "فيس بوك"، أن أعمال الحفر لمترو الأنفاق لم تتوقف، ومستمرة في محطات "هارون- هليوبوليس- الألف مسكن- نادي الشمس".



مترو الأنفاق: توقف الحفر 10 أيام

وقال المهندس طارق أبو الوفا، رئيس الإدارة المركزية للتخطيط والمتابعة بالهيئة القومية للأنفاق، إن أعمال الحفر ستتوقف مدة 10 أيام فقط وهي الفترة التي ستظهر خلالها نتائج التحاليل، موضحًا أن الهيئة سحبت 15 عينة لتحليلها ومعرفة مكونات التربة ومصدر المواد البترولية التى ظهرت، و تم إرسال بعض العينات إلى فرنسا من قبل شركة فينسى الفرنسية المنفذة لأعمال الحفر، بجانب تحليل بعض العينات فى معامل تابعة لوزارة البترول وأخرى إلى معامل محلية تتبع إحدى كليات الهندسة.



خلاف بين الحكومة والشركة الفرنسية
 
وكشفت صفحة حي "مصر الجديدة"، بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن اصطدام حفار مترو الأنفاق بخزانات الجمعية العامة للبترول بجوار محطة مترو النزهة، أدى إلى تشبع موقع الحفر بالبترول، الأمر الذي نتج عنه خلاف بين الحكومة والشركة الفرنسية، حول من يدفع فاتورة التوقف عن أعمال الحفر.



ونفت الهيئة القومية للأنفاق مسؤوليتها عن الأزمة، قائلةً إن الشركة هي المنوط بها الحفر وآلياته، وفي نفس الوقت ألقت شركة "فينسي" المسئولية على الهيئة، قائلةً إن المشكلة في التربة، والأمر عارض وغريب من نوعه، مطالبة الحكومة، إما أن تتحمل تكلفة توقف أعمال الحفر، أو تمد مدة عقد المشروع ٦ أشهر إضافية.


 
البترول: لسنا طرف.. وسنقوم بتحليل العينات

وقال مصدر مسئول بقطاع البترول والثروة المعدنية، إنه يصعب التكهن أو الحكم بأن هناك بترول بمنطقة النزهة الجديدة إلا بعد الانتهاء من تحليل العينات التي تم أخذها من المنطقة التي تمر بها محطة مترو النزهة، مؤكدا أن وزارة البترول ليست طرفا فى الأمر، ولكن كل دورها يتمثل فى تحليل العينات مثل الجهات الأخرى.

وأضاف المصدر فى تصريحاته لـ"الفجر"؛ أنه من الممكن أو المرجح أن يكون تسرب المواد البترولية ناتج عن تشبع الأرض من المستودعات القريبة معتبرة أن هذا أمر طبيعى، منوها أن تحليل العينات الهدف منه تحديد الخلطة الخراسانية التى ستستخدم فى مثل هذه الحالات، خاصة أن المشروعات العملاقة مثل مترو الأنفاق لابد أن تتم بدقة شديدة حتى لا تتآكل تلك الكتل فيما بعد.


الاكتشاف خاضع للتقارير الفنية
 
وهو ما أكده أحمد عبد الغفار، عضو شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية، قائلٍا إن الشعبة تتابع التقارير الخاصة بهذا الاكتشاف، بالإضافة إلى الخطوات الفنية وتحاليل طبقات الأرض الجيولوجية، للوقوف على حقيقة الاكتشاف.
 
وتوقع عبدالغفار، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه في حال التأكد من هذا الاكتشاف بوجود مواد بترولية، سيجعل مصر من الدول المُصدرة له لتكتفي ذاتيًا وتستغنى عن الاستيراد، لافتًا إلى أنه يتم استيراد 60% من المواد البترولية من الخارج.