"الوفود الشعبية".. موضة لمؤيدي "السيسي" أم دور وطني ورسالة للغرب؟

تقارير وحوارات

وفد شعبي - أرشيفية
وفد شعبي - أرشيفية




92 إعلاميًا وبرلمانيًا وصحفيًا يرافقون الرئيس لأمريكا برعاية "غرفة صناعة الإعلام"
باحث اجتماع سياسي: الوفود الشعبية تسيء لمصر ولم تقنع الغرب
نافعة: اختيار المشاركين بدون معايير.. وأغلبهم لم يجيدوا الإنجليزيية
الحريري: سفر النواب مع الرئيس عصف لمبدأ الفصل بين المسلطات



تكرر مشهد الوفود الشعبية المرافقة لزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالخارج، وكان آخرهم سفر وفد مكون من 92 فردًا بحسب ما أعلنت غرفة صناعة الإعلام، لمرافقة الرئيس في رحلته بنيويورك وحضور الدورة الـ71 للجمعية العامة بالأمم المتحدة.


وتعددت الأسئلة حول سبب مرافقة هذه الوفود للرئيس السيسي في زياراته الخارجية، بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به.


الهدف من وفد "نيويورك"
وبحسب ما نص بيان غرفة صناعة الإعلام فإن الهدف من الوفد:"تأييد ودعم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية متمثلة في رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، من أجل رفعة شأن الوطن وتقدم البلاد وصالحها العام، وتوضيح ما يتم من جهود تبذل لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية لكافة طوائف الشعب المصري".


الوفد الأبرز
لم يكن وفد نيويورك هو الأول، حيث جاءت أبرزها في العام الماضي، وذلك المشهد الذي لم ينسى حينما وقف فنانون ومشاهير يهتفون باسم الرئيس السيسي أمام مقر إقامته في الأمم المتحدة رافعين صورته وعلم مصر.


ملاحقة الوفود
وتكررت ملاحقة الوفود بالعديد من المناوشات اللفظية واعتداءات مع أنصار جماعة الإخوان، وكان أكثرها جدلًا الاعتداء على الإعلامي أحمد موسى بأحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حضور السيسي لقمة المناخ، والذي أعلن عدم سفره هذه المرة، وكشفت بعض المصادر أن تغيبه لسبب تعرضه لتهديدات بالاغتيال في حال ذهابه.


وكذلك سبق وتم الاعتداء عليه في العاصمة البريطانية لندن، وكذلك الاعتداء على الإعلامي يوسف الحسيني في نيويورك.


من يتحمل نفقات الوفد الشعبي؟
تداولت أنباء بأن غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع تحملت نفقات الوفد البرلمانى والإعلامى وعدد من رابطة النقاد الرياضيين، بينما أرسلت بعض الصحف الخاصة مندوبيها على نفقتها الخاصة، حيث تقدر تكلفتها بآلاف الجنيهات نظير التنقلات والإقامة والزيارات.


ظهير إعلامي
مرافقة الوفود الشعبية لزيارات السيسي الخارجية، أمرًا اعتاد عليه الرئيس منذ أن تصدر المشهد عقب 30 يونيو، هكذا قال الدكتور عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، لافتًا إلى أن الإعلام  شرع في توضيح وتبرير كافة القرارات التي اتخذها حتى أصبحوا ظهيرًا إعلاميًا مساندًا بشكل واضح، خاصة في زيارته إلى الخارج.


وأوضح حسن"، في تصريحاته لـ"الفجر"، أن اصطحاب الرئيس للوفود الإعلامية له مدلول ظرفي مرتبط بالصراع السياسي الذي جاء فيه السيسي إلى الحكم، وشعوره أن هناك تربص به من قبل أنصار جماعة الإخوان في أي مكان يسافر إليه، ومن ثم أراد أن يحيط نفسه بنوعًا من الحماية والدعاية باصطحابه وفود إعلامية واسعة.


وأضاف "حسن"، أن الوفود الإعلامية تسيىء إلى مصر أكثر من كونها واجهة مشرفة لها، مرجعًا ذلك إلى أن العالم الغربي لا يقتنع بالجماهيرية المصطنعة التي تصاحب الرئيس، وينظر إليها بنوعًا من السخرية، موضحًا أن الرأي العام الغربي ينظر إلى السيسي كونه رئيسًا من العالم الثالث اعتاد على حشد الوفود والجاليات حوله في زياراته المتكررة إلى الخارج، مؤكدًا أن كل هذه الأمور لم تقنع الغرب بمدى عمق المأزق السياسي والاقتصادي الذي يقع فيه السيسي حاليًا.



مشهد هزلي    
في ذات السياق أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن انتقاء الوفود الإعلامية المرافقة للرئيس، يتم بدون معايير واضحة، مشيرًا إلى أن النظام الحالي لا يهتم بالكفاءة، مبديًا استيائه من اصراره على اصطحاب هؤلاء الأشخاص عديمي الكفاءة والخبرة في مجالاتهم- بحسب  وصفه.


وسخر" نافعة"، في تصريحات خاصة لـ" الفجر"، من مرافقة الرئيس شخصيات لا تجيد على الأقل اللغة الإنجليزية، مؤكدًا أن النظام يستريح إلى تواجد هؤلاء الأشخاص إلى جواره لتفننهم في تمجيدة وتبريره قراراته وأفعاله جميعها، معلقًا: "شكلنا بقى مسخرة".


ووصف، مشهد اصطحاب السيسي للوفود الإعلامية بـ"الهزلية"، لاسيما في ظل الوضع المتدني الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن، موضحًا أن مرافقة هذه الوفود تتسبب في تكاليف باهظة نظير إقامتهم وتنقلهم من مكان إلى آخر طيلة فترة تواجدهم برفقة الرئيس، مؤكدًا أن هذا المشهد لم يكون موجودًا من قبل مع رؤساء مصر السابقين.


إعلاميون يدعمون الرئيس في نيويورك
تضمنت القائمة الإعلامي يوسف الحسيني مقدم برنامج "السادة المحترمون" على شاشة "أون تي في"، والإعلامية إنجي أنور مقدمة برنامج "مساء القاهرة" على شاشة "TEN"، وعمرو الكحكي مقدم برنامج "مننا وعلينا"، وأسماء مصطفي ودعاء جاد الحق ممثلين عن شبكة تلفزيون النهار، والإعلامية لميس الحديدي مقدمة برنامج "هنا العاصمة" على شاشة CBC، والمذيعة دينا سالم ممثلة عن شاشة CBC إكسترا، والإعلامي حسام الدين حسين "ONTV LIVE"، والإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج "العاشرة مساءًا" على شاشة دريم، كما سافر عدد من الصحفيين أبرزهم جمال الشناوي، ومحمود مسلم، ووائل لطفي، وبشير حسن، ومحمد عبد الباقي.


سفر النواب مع الرئيس عصف لمبدأ الفصل بين المسلطات
واستنكر النائب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، سفر النواب إلى الخارج برفقة الرئيس ، معتبرًا ذلك عصف لمبدأ الفصل البين السلطات، موضحًا أنه "لا يجوز أن تتكفل جهة يراقبها عضو البرلمان بسفره وتنقلاته لأن هذا يتعارض مع مبدأ تضارب المصالح وعدم ممارسة النائب لدوره الرقابي".


ودلل الحريري في تصريح له، إلى أن هناك عدة حالات تؤكد صحة حديثه، حيث إن لجنة أوليمبياد ريودى جانيرو تكفلت بكافة مصروفات السفر والتنقلات الخاصة باللجنة البرلمانية المكلفة بمراقبة أدائها، وأن غرفة صناعة الإعلام تكفلت بتكاليف سفر النواب المرافقين للرئيس عبد الفتاح السيسي في جولاته السياسية.


ولفت الحريري إلى أن اللائحة الداخلية لمجلس النواب، تؤكد على أنه لا يجوز أن يجمع النائب بين وظيفته بهيئة أو مصلحة وهو مكلف بمراقبتها من قِبَل البرلمان، كما لا يجوز وجود مصالح مشتركة بين النائب وبين الجهة المكلف بمراقبتها كتقديم عطايا وهبات وتكفل بمصاريف سفر وتنقلات خاصة بعمله ومراقبته أداء هذه الجهات أو الهيئات.


نواب الوفد الشعبي
أما قائمة النواب فتضم24 نائبًا لمرافقة الرئيس السيسي إلى نيويورك على نفقتها، وتشمل القائمة كلا من: "عبدالرحيم علي، داليا يوسف، منال عازر، خالد يوسف، طارق رضوان، إيهاب الطماوى، إيليا باسيلى، محمد شعبان، طارق الخولى، كريم درويش، علي بدر، هانى نجيب، محمد علي، نشوى الديب، كريم سالم، صلاح حسب الله، مى البطران، عماد جاد، سحر طلعت، سولاف درويش".