قبل مفاوضات الجزائر.. تعرف على موقف الدول المصدرة للنفط

الاقتصاد

منظمة اوبك
منظمة اوبك


تحاول الدول المصدرة للنفط لم الشمل من جديد خلال محادثاتها المرتقبة في جزائر لتنقذ ما يمكن إنقاذه من أسعار النفط التي هوت دون مستوى 50 دولارً للبرميل بعد فشل المفاوضات الأخيرة في اجتماع الدوحة وسويسرا بسبب العوامل التنافسية والجيوسياسية. 

وتدخل الدول المصدرة للنفط مفاوضات الجزائر بسياسة جديدة تختلف كلياً عن السياسة التي اتبعتها أثناء مفاوضات الدوحة وسويسرا، فبعد التقارب الروسي السعودي وتوقيع اتفاقاً في مجال النفط الذي دعم وجهات النظر لأكبر دولتي مصدرة للخام، وبعد اقتراب إيران من مستويات إنتاجها ماقبل فرض العقوبات الأمريكية، بالإضافة إلى تراجع اقتصاديات الدول المصدر للنفط،  فمن المتوقع أن تأخذ اجتماعات الجزائر محوراً جادًا في التوصل إلى حلول مرضية بين جميع الدول المصدرة للخام تدفع الأسعار لنمو من جديد نحو مستوي 100 دولارً للبرميل. 

وتشير التوقعات إلى أن رغم عدم رسمية اجتماعات الجزائر إلا أنها ستكون فيصل في مستقبل أسعار النفط بعد فشل  العديد من المفاوضات، حيث ستوضح مدي اقتراب وجهات نظر الدول المصدرة للخام مما ستصب في مصلحة أسعار النفط وتدعمها أما في حالة استمرار الجدال فهذا الاجتماع سيصيب أسواق النفط بانتكسات تستمر لأعوام.

هذا ووافقت جميع الدول المصدرة للنفط على حضور اجتماعات الجزائر المقبلة يوم 20 و21 على آمال أن تبرز  المحادثات أخباراً جديدة تدعم أسواق النفط وومن ثم تعزز من نموها الاقتصادي الذي تراجع بعد تراجع أسعار الخام، حيث عانت تلك الدول من تدهور اقتصادها عقب انخفاض أسعار النفط وحققت ميزانية بعض الدول منهم عجزاً لأول مرة لها منذ عدة سنوات مما جعل تلك الدول تعلق آمالها على اجتماعات الجزائر، وتستعرض الفجر من خلال هذا التقرير توجهات كل دولة مصدرة للنفط قبيل بدء محدثات الجزائر.

الجزائر:
هي الدولة المستضيفة لتلك الاجتماعات و من أكثر الدول التي عانت وتأثرت إقتصادياً جراء تراجع أسعار النفط، حيث إنخفضت توقعات نموها في عام 2017 من 3.9% إلى 3.5% كما هبطت احتياطاتها النقدية  بقيمة 6 مليارات دولار في أول خمسة أشهر من 2016 لتصل إلى نحو 136.9 مليارات دولار، وخفضت الحكومة نحو 9% من إنفاقها سعياً منها لتقليل عجز الموزانة الذي من المتوقع ارتفاعه بقوة في ميزانية العام المالي القادم.

روسيا والسعودية:
كان يشكلان خلافاً كبيراً  في الاجتماعات الماضية مما أدى إلى فشلها، ولكن بعد توصلهما إلى أتفاقاً  في مجال النفط على هامش اجتماعاتهم في مؤتمر القمة العشرين بالصين، فأن هذا يعد ميثاقاً مبدائيًا على توحيد وجهتي نظر أكبر الدول المصدرة.

إيران:
كانت السبب الرئيسي في فشل مفاوضات الدول المصدرة للنفط خلال اجتماعاتهم الماضية، حيث أصرت على عدم تثبيت إنتاجها قبل بلوغ مستويات ماقبل فرض العقوبات بينما طالبت من الدول الأخرى تثبيت إنتاجها، ومن الواضح أن إيران ستدخل هذة المفاوضات كنقطة دعم لها ولاسيما بعدما اقتربت مستويات إنتاجها من الخام قرب مستويات مقابل فرض العقوبات، حيث بلغت إنتاج إيران من النفط 3.64 مليون برميل يومياً في يونيو وهو قريب من المستوي المستهدف عند 4 ملايين برميل يومياً الذي أكدت ايران أنها ستدعم أي اتفاقيات لتثبيت الانتاج عند ذلك المستوى.

ليبيا:
 من الممكن أن تكون ليبيا نقط الخلافة الجديدة في المفاوضات بين الدول الأعضاء بالجزائر، فبعد احتلال مناطق نفطية جديدة من قبل قوات حفتر تستعد ليبيا للوصول إلى مستويات إنتاجها القديمة قبل 2011 عند 1.6 ملايين برميل للنفط، لذلك من المحتمل أن ترفض ليبيا أى اتفاقيات بخصوص تثبيت الإنتاج.