إمام المسجد النبوي: التنقية من الذنوب لا تنقطع بانتهاء مواسم الطاعة

السعودية

السعوية - أرشيفية
السعوية - أرشيفية


تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم، عن مكفرات الذنوب؛ موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل.

 

وقال "الثبيتي": "لقد مَنّ الله علينا بمواسم الطاعات التي تترادف خيراتها وتغمرنا فيها رحمات الرب سبحانه بالمغفرة؛ فمِن الموفقين مَن رجع كيوم ولدته أمه، ومنهم من غفر الله له ذنوب سنتين، تلك المرتبة السنية التي بلغها الموفقون والصفحة البيضاء النقية التي نال شرفها المشمّرون تُلفت نظر العاقل وتجعله يسعى للمحافظة على هذا السمو والبقاء ثابتاً في هذا العلو الذي ينال به جلال المغفرة ونقاء الرحمة، وهو سلوك الأتقياء في كل وقت وحين مدافعة السيئات بالحسنات، قال الله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات}".

 

وأضاف: "التنقية المستمرة من لوثات الحياة والتطهير الدائم لصحيفة العمل لا ينقطعان بانتهاء المواسم، ولا يقتصر أمرهما على مكان محدد أو زمان معلوم؛ ذلك أن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويُعقب الخذلان، وقيد الذنوب يمنع من المشي إلى طاعة الله والمسارعة إلى خدمته؛ ولهذا يتلمس المسلم الأعمال التي تكفّر الذنوب وترفع الدرجات على مدار العام؛ تزكية لنفس تنشد النقاء والارتقاء".

 

وأردف: "من أجلّ أسباب المغفرة توحيد الله وإفراده بالعبادة؛ فمن حقق كلمة التوحيد في قلبه؛ أخرجت منه كل ما سوى الله محبةً وتعظيماً وإجلالاً ومهابةً، وحينئذ تحرق ذنوبه كلها ولوكانت مثل زبد البحر وربما قلبتها حسنات، وتكفر الذنوب بالتزود بالتقوى خير زاد قال الله تعالى: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً}، وكل فضائل الأعمال مكفرات للذنوب وميدان فسيح لتطهير النفس من أدران المعاصي وجلاء القلوب من لوثات الغفلة، ومن ذلك إحسان الوضوء والطهارة وتعظيم أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط)".

 

وتابع: "تكفر السيئات وترفع الدرجات بالبذل والإنفاق والصدقة، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مكفرات الذنوب ورفعة الدرجات، والصدق مع الله ومع النفس والعيش بصدق في الحياة من مكفرات الذنوب، كما أن الإيمان الذي يثبت في محل الابتلاء يكفر الذنوب ويرفع الدرجات، وتنمية الحياة بعمارة الأرض وإصلاحها تكفر بها الذنوب، وبذل الخير والإحسان إلى الناس يرفع الدرجات".

 

وبارك إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، الجهود التي تعاضده فيها كل القطاعات التي بذلت عملاً دؤوباً وطوّرت فكراً حديثاً لخدمة الحجاج الزوار.