ياللي الهوا هزه.. يا حموي يا ناعم

منوعات

بوابة الفجر


من نداءات الباعة الجائلين والباعة في الأسواق الشعبية قديماً منذ أكثر من نصف قرن أو يزيد:

ياللي الهوا هزه .. يا حموي .. يا نااااعم.

ذكر الأديب الكبير يحي حقي في مذكراته ، أن بائعة مشمش ريفيية ، كانت تأتي الى حي المنيرة .. كل سنة ، حيث كان يسكن .. وذلك لكي تبيع .. ثمار المشمش، وأنها كانت عذبة الصوت، وتنادي على بضاعتها بهذا النداء المنغم من مقام سيكا، الذي يفيض بالمرح والدلال.

والمشمش ثمار هشه ورقيقة، ما أن تنضج على شجرتها حتى تجعلها أي نسمة هواء تسقط على الأرض ملبية نداء الجاذبية الأرضية.

ويوصف المشمش بـ"الحموي"، لأن شتلاته جلبت في بداية زراعته من بلدة "حماه" من سوريا الشقيقة .

ومن نداءات باعة المشمش ايضا ..( العمار يا مشمش )، وذلك لأنه يزرع في بلدة العمار مركز طوخ، محافظة القليوبية.

ويختلف المشمش عن باقي الفاكهة المصرية في أن موسمه قصير جدا ..لا يتعدى ثلاثة اسابيع في اوائل الصيف، ما أن يبدأ حتى .. ينتهي .

وهذا هو سبب التعبير الشعبي ..( في المشمش ) .. والذي يعني .. ( راحت عليك ) .. أو ( ضاعت الفرصة )، لأن حياة زارعوا المشمش تظل معلقة طول العام في انتظار جني المحصول، ودفع الأقساط المستحقة، وتجهيز البنات، وأن دلت هذه التعبيرات فأنها تدل على بلاغة أهل الريف.

يعوض الله .. يا خيار .. ياصغير .. يا .. لوبياااا ..!.

من نداءات بائعي الخيار، بانسبة الى الخيار البلدي ، فإن الخيار ذو الحجم الصغير .. الذ طعما .. من الحجم الكبير ، لأن الأخير يمتليء بالبذور ،ولذلك فالبائع ينتحل شخصية المزارع، ويطلب العوض من الله لأنه جمع الخيار وهو صغير .. يشبه اللوبيا ..!. ( وهي استعارة بلاغية .. مبالغ فيها ..!.) .. ولو كان انتظر قليلا ..!. حتى ينموالخيار وحجمه .. لحصل على محصول وفير ..!. لكنه يضحي .. ويجمع الخيار الصغير .. مضحيا بالربح .!. في سبيل حلاوة الطعم .. !. وذلك بهذا النداء المنغم .. من مقام بياتي .. الذي يفيض بالشجن ..!. ، والخيار البلدي من الخضروات الصيفية ، ويتميز بنعومة سطحه الخارجي .. و بوجود بقعة مستطيلة بيضاء على أحد جوانبه ، مكان استقرار الثمرة على الأرض ، لأنه نبات زاحف ، بخلاف خيار الصوبات ، الذي يتوافر على مدار العام ، وينمو في الصوبات متسلقا علي احبال رأسية.