قولوا لعين الشمس .. الاغنية التي طردت صاحبها

منوعات

بوابة الفجر


بعد مرور أسابيع من نكسة 1967 والهزيمة التى لحقت بمصر والعرب،كان الشاعر مجدى نجيب يستقل تاكسياً  مع عبد الرحيم منصور إلى مقهى "وادى النيل" وهو مقهى يطل على ميدان التحرير يحلو لشعراء العامية الجلوس فيه، وكان عبد الرحيم منصور يحب الثرثرة ومداعبة الناس حتى الذين لا يعرفهم، فأسر للسائق بأن مجدى هو مؤلف أغنية "قولوا لعين الشمس" التى كانت كل مصر تعرفها من خلال النجاح غير المسبوق.فجأة أوقف السائق التاكسى فى حركة مفاجئة وهو ينظر غاضباً إلينا، فلما سأله عبد الرحيم عن سبب توقفه المفاجئ، أجاب بعصبية:
- أنزلا فوراً !
ولما حاولا الإستفسار عن السبب، قال فى صوت موجوع:
- أنت بالذات يا مؤلف يا بتاع عين الشمس ماتتكلمش.. فأنت السبب فى فضيحتنا وهزيمة عساكرنا و"المسخرة" منها ومن جيشنا المصرى!
فجذب عبد الرحيم نجيب من ذراعه أمام إصرار السائق بطردهمكان عبد الرحيم منصور يضحك بصوت عال وهو يجر مجدى نجيب من ذراعه وهو يقول:
-طبعاً .. أنت السبب فى فضيحة عساكرنا فى الحرب!!فرد عليه نجيب:
-ماذا تقول.. هل جننت مثل هذا السائق المخبول!
قال:
-لست مخبولاً .. ولا يحزنون، لقد نسيت أنت حكاية غنوتك!
- مالها غنوتى .. الناس بتحبها ومبسوطة بيها
ضحك مرة أخرى عبد الرحيم منصور وهو يقول:
-ألم تسمع أغنيتك مذاعة من راديو إسرائيل؟!*

------------------------------------------
(*) إذاعة إسرائيل وقتها قدمت الأغنية بشكل تهكمى حيث قام بغنائها أحد الأصوات النسائية المشابهة تماماً لصوت شادية وباللحن نفسه مع تغيير بعض الكلمات التى تعبر عن هزيمة عساكرنا فأصبحت:
قولوا لعين الشمس ماتحماشى
لأحسن الجيش المصرى صابح ماشى