10 مشاهد داخل سيارة "ترحيلات أبو زعبل" في ذكراها الثالثة

تقارير وحوارات

سيارة ترحيلات أبو
سيارة ترحيلات أبو زعبل - أرشيفية


"45 شخصًا مكبلون بالسلاسل الحديدية، بداخل سيارة مولتها 16 شخصًا، في درجة حرارة تقترب من 40درجة مئوية، لا مشروبات لا ثقب للتهوية، في رحلة تستغرق 6 ساعات ولم يكن هناك مكان للوقوف، وقام بعضهم بخلع قمصانهم ومحاولة الشرب من العرق الذي تصبب منهم من شدة الحرارة. وفي هذه اللحظة كان الكثير منهم قد فقد الوعي تماما".


"مشهد مروع لو تخيله سيناريست لكتب عشرات الأفلام تروي مأساة 37 فردًا لقوا مصرعهم في ظل هذه الأجواء الصعبة المخيفة التى عاشوها وهكذا فعل كاتب فيلم "اشتباك" الذي صنع فيلمًا كاملا نال جوائز علمية حينما روي مشاهد هذه الواقعة الغير إنسانية.

اليوم الخميس، تمر الذكرى الثالثة لمقتل 37 معارضاً مصرياً، حرقاً داخل سيارة الترحيلات، وإصابة 8 آخرين، تورطت فيها الشرطة نتيجة الاهمال، وذلك  بعد 4 أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

ترصد "الفجر" عدة مشاهد تلخص هول هذا اليوم:



تكبيل اليدين
ففي يوم الأحد الموافق 18 أغسطس في الساعة 6:30 صباحا تم تكبيل أيادي 45 سجينا، وكان كل اثنين مكبلين سويا  داخل سيارة الترحيلات.

45 سجينا في سيارة حمولتها 24 شخصا
أظهرت إحدى التقارير الهندسية أن السيارة مهيأه لحمل 24 شخصا على الأكثر، ولكن في هذه الحالة تم وضع 45 سجينا في نفس العربة ولذلك تم إغلاق باب العربة بصعوبة.


رحلة العذاب وقنابل الغاز
كانت الشرطة ترحلهم من قسم مصر الجديدة، شرق القاهرة، إلى سجن "أبو زعبل"، بالقليوبية، وحينما توقفت سيارة الترحيلات لساعات طويلة، بسجن "أبو زعبل"، دفع بعضهم للاستغاثة بالقوى الأمنية، من اختناق عدد من المحتجزين داخل السيارة، فردت قوات الأمن باطلاق قنابل الغاز.


درجة الحرارة
وكانت درجة الحرارة في ذلك اليوم 31مئوية، وقد أجبر الـ45 معتقلا على الانتظار داخل العربة حتى يصل باقي المعتقلين الـ600 القادمين من رابعة إلى أبو زعبل.


عرق ووقوف على قدم واحدة
يروي الناجون أن درجة الحرارة كانت لا تطاق وكان المعتقلون يقفون على رجل واحدة وقد امتلأت ملابسهم بالعرق وبدأ الأكسجين في النفاذ. ويروي عبد المعبود أنه في هذه اللحظة بدأ السجناء في الصراخ والاستغاثة وطرق جوانب العربة، ولكن لم يستجب أحد.






فقدان للوعي واستغاثات.. والرد: موتوا جميعا
وبحسب رواية حسين عبد العال وشكري سعد، شعر الاثنان بأنهما يحتضران. حيث خضع عبد العال لجراحة قلب مفتوح منذ عامين وكان شكري سعد مريضا بالسكر. ويقول عبد العال إنه لاحظ على شكري سعد أنه يفقد وعيه واستغاث طلبا للمساعدة قائلا إن أحدهم على وشك الموت، فجاء الرد بأنهم يريدون موتهم جميعا.


سب "مرسي" وإطلاق أسماء النساء على أنفسهم عربون الحياة
ويروي الناجون في شهاداتهم لصحيفة الجارديان بأن الضباط طلبوا منهم أن يسبوا الرئيس مرسي كي يتم اخراجهم، فقام الشباب بالسب ولكن رفضوا إخراجهم. ثم طلبوا منهم أن يطلقوا على أنفسهم أسماء نساء، وبالفعل قام البعض بذلك ولكن كان الرد "نحن لا نتحدث مع النساء".


السقوط واحد تلو الآخر
ويقول عبدالعزيز إنه في النهاية قام صغار الضباط بإلقاء المياه بأنفسهم من فتحة النافذة.

ولكن السجناء كانوا قد وصلوا إلى مرحلة حرجة حيث أصيب أغلبهم بالغثيان وقام البعض بتلاوة وصيته. ويقول سيد جبل "سقط كبار السن أولا، ثم لحق بهم الشباب، واحدا تلو الآخر، وفي الخارج كان الضباط يضحكون ويسبون مرسي".


ماتوا جميعا
وقام الشباب بالطرق على جوانب الحافلة بقوة واستمروا في الطرق حتى سقطوا جميعا وصمتت الحافلة عندما سقط الجميع مغشيا عليهم.








ضجة حول الواقعة

الداخلية: ماتوا اختناقا بقنابل الغاز أثناء محاولتهم "الهروب"
لا شك أن قضية السيارة أحدثت ضجة كبيرة، والجميع تحدث عنها. وزارة الداخلية المصرية، آنذاك كذبت كل هذه الروايات وقالت إن "الضحايا ماتوا اختناقاً بعد إلقاء الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم خلال محاولة هروبهم".


طريق المحاكم.. لا شيء
في 18 مارس 2014، قضت محكمة جنح الخانكة، بالسجن المشدد 10 سنوات على مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، والحبس لعام مع إيقاف التنفيذ (عدم تنفيذ العقوبة) بحق 3 ضباط آخرين بالقسم الذي يقع في دائرته الحادثة.

وفي 7 يونيو 2014، ألغت محكمة جنح مستأنف الخانكة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، الحكم الصادر بحق 4 ضباط شرطة، وقضت ببرائتهم.

وفي 13أغسطس 2015، قضت محكمة جنح مستأنف الخانكة بتخفيف الحكم على نائب مأمور قسم مصر الجديدة المتهم بقضية "سيارة ترحيلات أبو زعبل" المستأنف إلى 5سنوات مع الشغل بدلاً من 10 سنوات، وتأييد حكم الحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لـ3ضباط آخرين بقسم شرطة مصر الجديدة وقت الحادث.






فريق الدفاع: المحاكمة غير عادلة
وهي أحكام ارتأها فريق الدفاع عن الضحايا "محاولة للتغطية على جريمة قتل من الدرجة الأولى والقتل العمد"، وأن "المحاكمة غير عادلة، حيث رفضت المحكمة استدعاء الشهود الرئيسيين، حيث حدثت الواقعة داخل السجن، وسيكون من السهل معرفة من أطلق الغاز المسيل".