بالتفاصيل.. 6 تحركات إخوانية خفية قبل فض اعتصام رابعة العدوية

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية - فض
صورة أرشيفية - فض اعتصام رابعة العدوية




قبيل ساعات فض الاعتصامات برابعة العدوية، جرت تحركات إخوانية مع الدولة في محاولة منهم للتوصل لنتيجة ترضي أطراف الصراع لحقن الدماء؛ لكن لم تنتهي هذه التحركات نتيجة، لأسباب غير معلومة أو ربما محفوظة في ذاكرة الشاهدين، وانتهى الأمر بفض الميادين من المتظاهرين.


ويوافق اليوم ذكرى مرور ثلاث أعوام على فض الاعتصام، ومازال الطرفان في شقاق. ترصد "الفجر" أبرز هذه التحركات التي باءت جميعها بالفشل.
 
لقاء الإخوان بالشيخ محمد حسان
التقى كل من وفد الإخوان ووفد بقيادة الشيخ محمد حسان بعيدًا عن محيط الاعتصام،  في أحد المكاتب بمنطقة مدينة نصر، وفي اليوم التالي ذهب "حسان" بصحبة كل من الدكتور عبدالله شاكر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، والدكتور جمال المراكبى، عضو مجلس شورى العلماء، والدكتور محمد المختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية، وآخرين، واستمر هذا اللقاء لما يقرب من 6 ساعات، حتى طالبهم الشيخ محمد حسان بأن يتم الاتفاق على نقاط محددة حتى يذهب بها هو ومن معه إلى وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي آنذاك لتتم المصالحة.
 
نقاط الاتفاق
وبحسب المصادر اتفق وفد الإخوان مع الشيخ حسان وصحبته على 3 نقاط لا رابع لها، هى عدم فض الاعتصام بالقوة، وتقليل مهاجمة الإعلام لجماعة الإخوان، والمطلب الثالث هو خروج جميع المسجونين الذين تم إلقاء القبض عليهم بعد 30 يونيو، وانتهى اللقاء.
 
لقاء الإخوان بالعصار
بعدها التقي وفد إخواني باللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع، ضم كل من الشيخ محمد حسان وشقيقه محمود حسان والدكتور محمد المختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية، والدكتور محمد أبوالحسن من هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور عبدالله شاكر، رئيس أنصار السنة، والدكتور جمال المراكبى، وكان هذا اللقاء مساء يوم 21 من شهر يوليو 2013.

وقال العصار وقتها: "على الإخوان أن تهدئ منصة رابعة خطابها الإعلامي أيضًا، أما المطلب الثالث الخاص بخروج المسجونين فإن تنفيذه سيكون مرتبطًا بما تؤول إليه الأمور، فحال تحقيق المطلبين الأولين ستكون هناك مصالحة وانفراجة للأزمة برمتها".


لقاء الإخوان بالسيسي
والتقى وفد إسلامي بـ«السيسى»، وتحدث محمد حسان منتقدًا بعض الأشياء والمواقف، وحدث نوع من التوتر، وفى النهاية عرض مطالب الإخوان التي تتمثل فى عدم فض الاعتصام بالقوة، والإفراج عن المسجونين، وتهدئة التناول الإعلامى لجماعة الإخوان، وهنا رد «السيسى» بكلمات معدودة تتمثل فى أن الاعتصام لن يفض بالقوة، لكن عليهم أن يفتحوا طرقًا أمام المواطنين للمرور، أما المطلب الثانى وهو تهدئة الحدة الإعلامية.
 
فشل المفاوضات
لكن لم تسفر هذه اللقاءات عن شيء وبحسب المصادر ذهب الشيخ حسان والوفد المرافق له إلى الإخوان، وهنا حنثت الجماعة بوعودها، وتراجعت عن كلامها، ومثلت كلمات الجماعة مفاجأة مدوية، فبعدما جلس «حسان» والوفد المرافق إلى الإخوان وحلفائهم حسب الاتفاق، وأبلغهم «حسان» بأن الدولة توافق على مطالبهم، ردت جماعة الإخوان بما لا يتوقعه أحد، وهو: لماذا ذهبت يا شيخ حسان إلى «السيسى»؟.
 
حسان يجر خيبة الأمل
وأشارت المصادر إلى أن مفاجأة الإخوان للوفد الذى يتزعمه «حسان» لم تنته عند هذا الحد، بل تصاعد التوتر فى الحوار، خاصة عندما قال أحد قيادات الإخوان: «نشكركم، أوقفوا المفاوضات وشاركوا معنا فى منصة رابعة العدوية لخدمة الدين»، فكان رد الوفد الإسلامى الذى يقوده حسان: «لا نقبل أن نأتي إلى منصة رابعة، فلو رأينا أن هذه المنصة نصرة للدين لأتينا دون أن يدعونا أحد، فقد جئنا لكم وذهبنا للسيسى لحقن الدماء»، وهنا تدخل الشيخ عبدالرحمن البر، مفتى الإخوان، فى الحوار وقال: «لدينا 100 ألف شهيد»، فرد محمد حسان بقوله: «100 ألف شهيد مع مين وضد مين ؟»، وانتهى اللقاء بعدما تأكد لـ«حسان» ومن معه أن جماعة الإخوان لن تتفق على شىء، وأنها مستمرة فى التصعيد.

عاد «حسان» ومن معه بخيبة أمل بسبب مخالفة الإخوان وعودهم، وعدم الثبات على كلمتهم، وعندما اتصل اللواء «العصار» بالشيخ حسان فى السبت المحدد كما اتفقا، طالب «حسان» بتأجيل المكالمة ليوم الأحد، ليمهل لنفسه فرصة أخيرة ليقنع الإخوان بالمصالحة والاتفاق الذى وصلوا له، وفعلًا حاول «حسان» مرة ثانية مع الإخوان من خلال اتصالات هاتفية، لكن ظل الإخوان على موقفهم، لذلك أفشلوا هم المفاوضات وظلوا يهاجمون «حسان» على منصة رابعة العدوية.
 
كما تولى عدد من الشخصيات الإسلامية والدولية مبادرات تتضمن إقناع جماعة الإخوان بضرورة فض اعتصام رابعة المسلح بشكل سلمى والاتجاه إلى التفاوض والحوار السياسى، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل بعدما تعندت قيادات الإخوان.


كمال الهلباوي والإخوان
كما قاد الدكتور كمال الهلباوى أيضا، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والذى سعى مع شخصيات سياسية لإقناع الإخوان بالحوار السياسى.

 وسعى الهلباوى قبل فض اعتصام رابعة العدوية بإجراء لقاءات مع الدكتور محمد على بشر، القيادى بجماعة الإخوان، وشريف أبو المجد، القيادى الإخوان، ولكن فشلت هذه المفاوضات بشكل تام.

جون ماكين والإخوان
جرت بين جون ماكين، المرشح الرئاسي السابق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والإخوان حيث بدأ مفاوضاته قبل فض الاعتصام بأيام قليلة، وأعلن أن المفاوضات وصلت إلى الإفراج عن كل من محمد سعد الكتاتنى، وأبو العلا ماضى، مقابل أن تخفض اعتصامها إلى النصف، وعدم التوجه بمسيرات للشوارع، ولكن أيضا هذه المحاولات للوساطة باءت بالفشل.
 
خالد الزعفراني والجماعة
وكانت المرة الثالثة كانت بقيادة خالد الزعفرانى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، محاولات الوساطة بين الإخوان والدولة، وبدأت محاولات الوساطة عندما سعى الزعفرانى لإقناع خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان بفض الاعتصام بشكل سمى مقابل الحوار السياسى، لكن لمتكن أحسن من سابقيها وباءت الفشل.