أحد المحررين من ليبيا يكشف مخاطر وكواليس عودتهم لمصر (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


أحد المحررين من أيدي مسلحين في ليبيا من كفر الشيخ لـ"الفجر":
- خطفونا وخدوا فلوسنا ونقلونا من منطقة لأخرى جبلية
- طالبوا أهالينا بدفع 15 ألف جنيه وتم إرسالهم بحوالات بريدية
- لم استوعب رجوعي لأولادي والقوات المسلحة لستلمتنا بعدما تركونا في أحد المناطق
- "والدته": استلفت فلوس علشان ابني يرجع.. وشقيق والده: فقدنا الامل لكن الرئيس "السيسي" أعاده لنا

يسافرون من أجل البحث عن لقمة العيش، بعدما ضاق بهم الحال في بلادهم، ويتعرضون لمخاطر عديدة ومع ذلك يستمرون في مغامراتهم من أجل توفير حياة كريمة لأطفالهم وذويهم، ويأخذون من الدول العربية قبلة لهم غير عابئين بما يحيطها من مخاطر وانتشار للجماعات المسلحة.

"ليبيا" تُعد تلك الدولة الصغيرة مصدرًا لرزق الكثير من أبناء محافظة كفر الشيخ، فكثير من أبناء المحافظة يتجهون إليها سواء في رحلات صيد لسهولة الدخول، أو للعمل بها خاصة أنها تستقبل الكثير من المهن.

- اختطاف 23 مصريًا في الأراضي الليبية
حوادث كثيرة تحدث وتتناقلها وسائل الإعلام المصرية والعربية والخاصة بخطف المصريين، وتعرضهم للاعتداءات من قبل الجماعات المسلحة الليبية، خاصة مع تدهور الأوضاع بعد الثورة الليبية.

الجماعات المسلحة اختطفت 23 مصريًا أثناء عودتهم من ليبيا إلى دولتهم مصر، ونقلتهم من مكانًا لآخر مستغلة المناطق الجبلية الليبية و"المدقات" إلا أن القوات المسلحة المصرية، استطاعت تحريرهم ولكن بعد دفع أهاليهم غرامات "دية" لهؤلاء الخاطفين لكنهم عادوا إلى منازلهم.

"صابر فاروق زيدان - ابن قرية الكوم بمركز كفر الشيخ" كان ضمن هؤلاء المختطفين، يروي قصته ورحلة العذاب، مؤكدًا على عدم استيعابه أنه عاد لمصر بعد أيام الذل والمهانة، حيث رأى نجلتيه "هنا وجنا"، وأنهم عاشوا في رعب لمدة أيام عديدة، ولم يقدم الخاطفون الأكل لهم ونقلوهم من مكان جبلي لآخر، وعند أول بوابة ليبية، حررتهم القوات المسلحة المصرية بعد رحلة عذاب دامت لأكثر من 10 أيام.

- ذل ومهانة وتعذيب

وأوضح "زيدان" - لـ"الفجر" - أنهم عاشوا أيام وليالي في "ذل وإهانة وسب" من قبل الجماعات المسلحة، بعدما اختطفوهم أثناء عودتهم من ليبا لمصر، قائلًا: "شوفنا الذل والبهدلة والمهانة، ولم أستوعب عودتي لمصر عقب أيام الذل والمهانة، والحمد لله أنني رأيت نجلتي "هنا وجنا" مرة أخرى.


وأشار "زيدان" إلى أنه كان يعمل بورشة سيارات بمصراته الليبية منذ عامين، ويوم الجمعة قبل الماضي قررت العودة لمصر، وكنا 23 من محافظات عدة، وركبنا سيارتي ميكروباص، وتوقفنا عند كافيتريا لشراء احتياجاتنا، وفي منطقة جبلية خرجت علينا عصابة بالسلاح، وأطلقوا النيران على إطارات السيارات، وقادونا لمنطقة جبلية أخرى عبر سيارات ربع نقل، وجلسنا 5 أيام، وتعرضنا خلالها للضرب والتعذيب، واستولوا على أمولانا وكل ما كان معنا وعلى ألفي و160 دينار كانت بحوزتي، وعلمت بعد ذلك أن قائد السيارة الميكروباص التي كنا نستقلها من بين العصابة المسلحة وهناك اتفاق بينهم، وطلبوا من كل واحد منا 15 ألف جنيه فدية.


- تهديدات مستمرة
وأوضح "زيدان" أنه لم يكن لدينا أمل في العودة لمصر مرة أخرى، وذلك بسبب التهديدات المستمرة بقتلنا، وطالبوا بـ "دية" أكثر من 15 ألف جنيه، واتصلت بوالدتي ولم يرد أحد وارسلت لهم شخصًا من الدقهلية لإبلاغهم، موضحًا انهم تلقوا كافة أنواع التعذيب والضرب.


وأكد أحد المحررين من الجماعات المسلحة الليبية، على توجههم بنا لمنطقة جبلة أخرى، وتركونا بالقرب من إحدى البوابات، مشيرًا إلى أنهم وجدوا الشرطة الليبية والمخابرات المصرية، وركبنا السيارات لمنفذ السلوم ووجدنا قوات الصاعقة، ثم انتقلنا من السلوم للقاهرة عبر أتوبيس، وذهبت لقريتي.


وتابع شحاتة زيدان، عم "صابر" أننا في انتظرناه منذ صباح أمس، ووصل لنا اليوم، مؤكدًا على وفاة والده، وأنجب صابر وشقيقه "رضا"، وأنه يحمد الله على نجاة "صابر" وتحريره من المسلحين ليرى ابنتيه "جنى - 3 سنوات، هنا – سنة"، وكنا قد فقدنا الأمل في عودته.


- حوالة بريدية تطلق صراحنا
قالت فايزة حلمي - والدته، إنني كنت انتظر حضور صابر الجمعة قبل الماضية عندما قال لي أنه قادم من ليبيا وانتظرت حضوره وفوجئت بشخص من المنصورة، يخبرنا باختطاف "صابر" في ليبيا من قبل مسلحين، والخاطفين يطالبون بفدية 15 ألف جنيه، وأن شقيقة وزوج أخته من بين المختطفين، فـ "جن جنوني"، ولم يكن لدي أي أموال، وبدأت جمع 15 ألف جنيه من المتبرعين ومن أهالي القرية، وقمت ببيع كل ما أمتلكه فداء لنجلي، وذقت المرارة والألم خلال خمس أيام، لم أذق فيها الطعام ولا النوم، وتم تسديد المبلغ عبر حوالة بريدية لشخص من ديروط بأسيوط وبعدها انقطعت الاتصالات بيني وبين "صابر"، ولم أعلم بعودته لمصر إلا من خلال التليفزيون وبعدها طمني "صابر" باتصال هاتفي".


وأوضحت والدة "صابر" العائد من ليبيا"، أنها علمت أن الجيش المصري، والرئيس عبد الفتاح السيسي، هم السبب بعد الله في عودة أبنائنا إلينا، وتمكنوا من تحرير صابر وزملاءه من قبضة المسلحين "عرفت من التلفزيون أن الجيش المصري العظيم بتعليمات ومتابعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمكنوا من تحرير صابر وزملاءه من قبضة المسلحين، والحمد لله كنا في قلق وربنا لطف بينا.