الحيل السبع لتهريب الدولار خارج مصر

الاقتصاد

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي أرشفية


 شهد سوق الصرف المصري سلسلة متتالية من الانهيارات خلال الفترة الماضية وحتى الآن ، حيث يتم احتكار "الدولار" للاتجار به في السوق السوداء، مما أدى إلي ضرب سعر الجنيه المصري أمام العملة الصعبة، وما زالت العديد الشركات والأفراد المتعاملين يقومون بتهريب أموالهم إلى الخارج وتحويلها إلى دولارات، ضاربين بكل القيود الحكومية المتزايدة عرض الحائط حيث يقومون بتهريبها على النحو التالي:

1- الحقائب الدبلوماسية:

هي طريقة معروفة عالمياً، يتم من خلالها توظيف الدبلوماسيين الأجانب وتحديداً الأفارقة أو المصريين أو كل من يحمل جواز سفر دبلوماسي ومن ثم يتم الاتفاق معهم على المبلغ الذي سيتقاضاه نظير تمريرهم للدولارات في حقائبه الخاصة التي لا يتم تفتيشها لتمتعهم بحصانة حاملي الجوازات الدبلوماسية، ومن ثم تتم مقابلة الدبلوماسي في البلد المتوجه إليها وأخذ النقود منه نظير مقابل يتقاضاه.

2- الجوازات الأجنبية:-

تلجأ الشركات، وشركات الصرافة، تحديداً إلى أشخاص متعددي الجنسية أو أشخاص لديهم القدرة على السفر والترحال بشكل سهل ويسير لكي ينقلوا هذه الدولارات من داخل البلاد إلى خارجها عبر المطارات. حيث يقوم هؤلاء الأشخاص بتمرير الأموال في حقائبهم الخاصة معتمدين على النفوذ الذي يمدهم به جوازهم الأجنبي، أو أنهم يقومون بدفع رشوة إلى مسئولين أمنيين أو موظفين في المطارات كي يقوموا بالسماح بمرور هذه الأموال.

3-  تحويلات الشركات متعددة الجنسيات:-

هي طريقة خاصة بالشركات متعددة الجنسيات، فبعد قرارات البنك المركزي الخاصة بتقييد حركة تحويل الدولارات إلى خارج مصر وجدت هذه الشركات نفسها في مأزق كبير إذ صارت غير قادرة على تحويل الأرباح إلى الشركات الأم، فاتجهت إلى استيراد ما يسمى بـ"مستلزم إنتاج" وهو المعفى من التعريفات الجمركية طبقاً لمادة رقم "29" من قانون الضريبة العامة على المبيعات رقم 11 لسنة 1991.


حيث يقوم فرع الشركة بإرسال طلب من أجل استيراد ذلك المستلزم من الشركة الأم بمقابل مالي، ذلك المقابل يشمل أرباح الشركة "المحجوزة بسبب وقف التحويلات" إضافة إلى قيمة المستلزم الإنتاجي. فتخرج الشركة أرباحها بالدولار بعد أن تقوم بتحويل أرباحها من الجنيه إلى الدولار عبر " السوق السوداء"، حيث كان يتمّ في الماضي إعطاء الأرباح إلى البنك المركزي بالجنيه المصري ومن ثم يقوم هو بتحويلها إلى الشركات الأم بالدولار.

أما الآن فقد أصبح البنك المركزي خارج هذه العملية تماماً، ما يعني فقدانه القدرة على التحكم في أسعار الدولار بشكلٍ كبير.

4- الطائرات الخاصة:-

طريقة خاصة بالأفراد شديدي الثراء الذين يملكون طائرات خاصة، حيث يقومون بتهريب الدولارات على متن طائراتهم الخاصة الخاضعة لرقابة ضعيفة من قبل الجهات الأمنية وبسبب تمتعهم بحيثية خاصة مما يسهل عملية إخراج الدولارات على متن تلك الطائرات دون كثير من المضايقات.

5- حاملات البضائع بالجمارك:-

هي طريقة خاصة بالشركات والأفراد على حد سواء، حيث يتم تهريب الدولارات عن طريق وضعها في وسط حاملات البضائع التي تعبر الحدود سواء البرية أو البحرية مع تغليفها وإخفائها بشكل مشدد لكي لا يستطيع موظفو الجمارك إيجادها ولكي لا تصاب بالتلف خاصة إذا كان مسار البضائع طويلًا، وهذا هو القسم الأول من الطريقة.

أما القسم الثاني يعتمد على أن يقوم صاحب الأموال بنفسه بالتواصل مع مافيا التهريب سواء البري أو المائي لكي يقوموا بتهريبه هو وأمواله لكن هذه الطريقة غاية في الخطورة ولا يتم اللجوء لها إلا أضيق النطاقات كأن يكون الشخص مطلوباً للعدالة.

6- البيع بالداخل والاستلام بالخارج:-

هي طريقة خاصة برجال الأعمال وملاك الشركات الكبرى، حيث يقوم رجال الأعمال ببيع شركاتهم بالكامل في الداخل وليس مجرد حصص صغيرة أو حزمة أسهم منها- لشركات أجنبية، لكنهم يشترطون أن تكون عملية البيع بالدولار وأن يتم تحويل الأموال إلى حسابات بنكية خارج مصر.


وحسب بعض المصادر فإن هذا ما حدث مع كل من شركة "آمون" لتصنيع الأدوية عندما قامت عائلة باسيلي،بقيادة رجل الأعمال ثروت باسيلي، ببيع حصتها من أسهم الشركة والتي تبلغ 93 % من الأسهم إلى شركة "فاليانت" الكندية للمختبرات الطبية -، حيث تم تحويل ثمن حصة الاستحواذ والذي بلغ 800 مليون دولار إلى بنوك خارج مصر.

7. طريقة المقاصة:-

هذه طريقة خاصة بالأفراد بشكل أساسي، حيث تعتمد على أن يقوم المصريون بالخارج بتحويل الدولارات بين بعضهم البعض، بينما يتم إرسال المقابل في الداخل المصري وبالجنيه المصري.


وفي السياق ذاته أرجع خبراء الاقتصاد السبب الرئيسي وراء تلك العمليات المشبوهة إلي أن الطلب على الدولار في السوق المصري أكثر من حجم المعروض وهذا يعود إلى اعتماد مصر على الموارد الريعية كمصادر للدولار. أي أن مصر تعتمد على السياحة وقناة السويس وصادرات البترول وتحويلات المصريين بالخارج كمصادر أساسية للدولار وهذه المصادر هي مصادر غير ذاتية أي أن مصر لا تستطيع التحكم بها بالكامل.


وأشار الخبراء، إلي إن الحل يكمن في تنمية الموارد الإنتاجية كمصادر للدولار عن طريق تطوير الصناعة الوطنية وتنمية العملية الإنتاجية من خلال تطوير المصانع واستخدام تقنيات حديثة مما يؤدي إلى إنتاج منتج له كفاءة أعلى يمكن تصديره إلى الخارج وبيعه بالدولار.