سلاح "أمريكي" وراء إسقاط الطائرة الروسية في "إدلب"

عربي ودولي

طائرة - أرشيفية
طائرة - أرشيفية


قتل خمسة عسكريين روس بينهم طياران، إثر إسقاط مروحيتهم في ريف إدلب بعد تقديم الدعم الجوي للقوات النظامية السورية وحلفائها خلال المعارك التي احتدمت جراء شن فصائل إسلامية متشددة ومعارضة هجوماً على جنوب حلب وجنوبها الغربي لفك الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة، في وقت أفيد أمس بتحقيق فصائل المعارضة تقدماً إضافياً في مناطق القوات النظامية غرب حلب واستخدامها مضادات أميركية للدروع، كما تحدثت وكالة «رويترز» عن احتمال أن تكون المروحية الروسية أسقطت بسلاح أميركي، ما قد يثير أزمة ديبلوماسية.

 

 

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوكالة الأنباء السعودية، أن التباين في وجهات النظر بين السعودية وروسيا إزاء الأزمة السورية لم يؤثر في مستوى التعاون المشترك، لافتاً إلى أن التنسيق والتشاور مستمران بين البلدين لتقريب وجهات النظر حيال الملف السوري. وأوضح الجبير أن المملكة حريصة على بناء أفضل العلاقات مع روسيا في عدد من مجالات التعاون.


وأشارت قناة «العربية» نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية، إلى أن «رحيل (الرئيس) بشار الأسد هو نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين، حيث أكد الجبير في وقت سابق أن الهدف لا يزال محاولة الوصول إلى حل سلمي يؤدي إلى إبعاد نظام الأسد، لكن الخيار العسكري لا يزال قائماً والدعم للمعارضة السورية لا يزال مستمراً».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان بثته وكالات الأنباء، أن مروحية عسكرية روسية أُسقطت الإثنين بينما كانت تشارك في «العملية الإنسانية» الجارية في مدينة حلب السورية، ما أدى إلى مقتل ركابها الخمسة. وبث نشطاء معارضون صوراً وفيديو لجثث طاقم المروحية وسحل أحد القتلى. وقال بيان الوزارة: «في الأول من آب (أغسطس) في محافظة إدلب، أطلقت نيران من الأرض أسقطت مروحية نقل عسكرية من طراز مي-8 في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية (شمال شرق) بعدما سلمت مساعدات إنسانية في مدينة حلب». لكن نشطاء معارضين بثوا صوراً للمروحية أظهرت طابعها الهجومي ووجود ذخائر وأسلحة بين حطامها في ريف إدلب.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «وفق المعلومات المتوافرة لدينا من وزارة الدفاع، فان الذين كانوا على متن المروحية قتلوا كأبطال لأنهم كانوا يحاولون تغيير وجهة المروحية لتقليل عدد الضحايا على الأرض».

ويعد هذا الحادث أكثر الهجمات دموية على القوات الروسية في سورية منذ بدأت موسكو تدخلها لدعم الأسد في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويرفع هذا الهجوم الى 18 عدد العسكريين الروس الذين قتلوا منذ بدء تدخل موسكو في النزاع. وأفادت موسكو بأن المروحية أُسقطت بمضادات أرضية.

وتواصلت أمس المعارك بين عناصر الفصائل المعارضة والإسلامية والقوات النظامية في جنوب حلب وجنوبها الغربي. وتعد هذه المعارك جزءاً من الهجوم المضاد الذي شنته الفصائل مساء الأحد ضد القوات الحكومية في محاولة لتخفيف الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على الأجزاء التي يسيطر عليها المعارضون في شرق المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين وفق «المرصد»، الذي أشار إلى قيام الطائرات السورية والروسية بشن غارات في هذه المنطقة، لافتاً إلى أن الهدف من الهجوم الذي شنته قوات معارضة هو الاستيلاء على ضاحية الراموسة الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية على المشارف الجنوبية للمدينة. وأوضح «أن الطريق الذي يمر عبر الراموسة يعد طريق الإمداد الرئيسي للقوات النظامية إلى المناطق الخاضعة لسيطرته غرب حلب. وبإمكان القوات النظامية الالتفاف والمرور عبر الشمال، لكن الطريق المار من هناك أشد صعوبة وأكثر خطراً».

من جهة أخرى، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة و «حركة أحرار الشام» عن سيطرة فصائل المعارضة على مناطق عدة في غرب حلب، بينها قرية الشرفة، واقترابها من مقر كتيبة المدفعية أحد مقرات القوات النظامية والميليشيات الموالية، مشيرين إلى أن الفصائل اقتربت من الراموسة واحتمال الوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة المحاصرة شرق حلب.

وفي ريف المدينة، أعلن «المرصد» عن سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية المدعومة من الولايات المتحدة على نحو 70 بالمئة من مدينة منبج في محافظة حلب معقل «داعش» شرق حلب قرب حدود تركيا.