"الظل والقنديل" يبرز دور الطلبة الجزائريين في مواجهة الاحتلال الفرنسي

الفجر الفني

الظل والقنديل
الظل والقنديل


سلّطت المخرجة ريم الأعرج، في فيلمها الروائي الطويل، "الظل والقنديل"، الذي تم عرضه في مسابقة الفلام الروائية الطويلة بمهرجان وهران السينمائي الدولي في دورته التاسعة بمدينة وهران بالجزائر، الضوء على دور المنظمات الطلابية في دعم الحركة الوطنية خلال الثورة، ويوثّق العمل المشارك ضمن منافسة الأفلام الطويلة في الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران، للمسيرة النضالية للطلبة الجزائريين الذين شكلوا جزءا من الطبقة السياسية النضالية خلال ثورة 1954.

ويقدّم العمل الذي اشترك في كتابته السيناريست رابح ظريف وبركاتي السحمادي، نموذجا عن المقاومة الجزائرية ووجها من التعاضد بين أبناء الشعب الجزائري لمجابهة المستعمر الظالم، ويسير الفيلم وفق مسارين متوازيين، يوضح الأول قصة التحاق طالب عبد الرحمن كيميائي الثورة بالثورة، فيما يؤرخ المسار الثاني لمرحلة تأسيس الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين وانخراطهم في الثورة سواء بشكل سري قبل إضراب19 ماي، أو في انضمامهم المعلن والمباشر عقب هذا التاريخ.

ويعكس العمل وعي الطلاب الجزائريين في الجامعة والثانويات بالقضية الوطنية، وتفاعلهم مع الأحداث التي عصفت بالبلاد وقتئذ، إذ شكّل انضمامهم لجبهة وجيش التحرير الوطنيين منعطفا حاسما جعل الثورة أكثر قوّة وفعالية، وقد تميز السيناريو، بسرد مفرط ومباشر لمسار الشهيد طالب عبد الرحمان ضمن سياق تاريخي حمل كما مكثفا من الوقائع التي لم تتمكن ريم الأعرج من نسجها بالشكل المطلوب، مما يطرح في ذهن المشاهد أسئلة عن قصة جعلت بطولتها مشتركة بين شخصيات العمل التي اختارت أن لا تسند بطولتها لشخص واحد، فكانت البطولة جماعية لترجمة أهمية العمل الذي شارك فيه عدد كبير من الطلبة.

وأخذ الفيلم الثوري من سيرة طالب عبد الرحمان، مسارا لرصد بطولة الطلبة الجزائريين، والإضراب الذي كان في 19 ماي 1956، حيث هجر الطلبة مقاعد الدراسة وانضموا للثورة لتحرير الجزائر، بفضل وعيهم السياسي.

فيلم "الظل والقنديل" يعد أول فيلم ينجز حول مسيرة الطلبة ودورهم في الثورة التحريرية، وهو العمل الذي تم تمويله من قبل المركز الوطني للبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر وفي إطار برنامج خمسينية الاستقلال.