تعزيز مكانة المرأة السعودية يحتل موقع متقدم ضمن برنامج التحول الوطني

عربي ودولي

بوابة الفجر


خطة طموحة لزيادة نسبة عمل الفتيات الى 42% من إجمالي الوظائف
الإناث نجحن في اقتحام مجالات عمل غير مألوفة..وخطة لتهيئة المؤسسات لاستقبال الكوادر النسائية

فتح برنامج التحول الوطني 2020 الذي اقرته حكومة المملكة العربية السعودية مطلع يونيو الجاري الباب مجددا من أجل تعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع السعودي من خلال برنامج طموح يسعي لرفع نسبة عمل المرأة لنحو 42% بحلول العام 2020 وذلك ضمن إطار أوسع لرؤية المملكة 2030 التي كان قدر طرحها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي.

وأُطلق برنامـــج التحـــول الوطنـــي2020 كرافد أساسي ومحوري يساهم فـــي تحقيـــق رؤية المملكـــة العربيـــة الســـعودية 2030التي تعد المقصد الاستراتيجي الأسمى الذي تسعى المملكة للوصول إليه خلال العقد القادم وتمهد له الطريق من خلال إنجاز إصلاحات طموحة في البنية الاقتصادية السعودية، والقيام بإصلاحات تتيح خفض الاعتماد على الإيرادات النفطية، مقابل تعزيز الاستثمارات، ومساهمة القطاع الخاص، وغيرهامن البنود.

وتشغل المرأة السعودية في الوقت الراهن نسبة تصل الى 23% من سوق العمل بينما يراهن برنامج التحول الوطني على رفع تلك النسبةبحلول عام 2020 الى 42% موزعة ما بين الوظائف العليا وما دونها.

وبحسب المراقبون فإن سوق العمل السعودي قد شهدت خلال الأعوام الأخيرة زيادة ملحوظة في دخول النساء مع زيادة المجالات المهنية التي فتحت أمامها، غير أن هناك بعض القيود التي مازالت تحد من قدرة المرأة السعودية على اقتحام مجال العمل العام وتجعل نسبة إشغال النساء من أقل المعدلات دوليا.

وبلغت نسبة البطالة لدى النساء في السعودية العام الماضي 34%، في حين أن نسبة البطالة عموما بالمملكة سجلت 11,5%، وفقا للبيانات الرسمية.

وتتضمن رؤية التحول الوطني 2020 عدة مبادرات لتسهيل عمل النساء، تهدف بالأساس لتوفير مناخ مناسب لهن ووسائل أقل كلفة لتشجيعهن على العمل.
المزيد من الانفتاح
وتجدر الإشارة إلى أن المرأة السعودية حققت إنجازات محلية وعالمية نتيجة الانفتاح الذي شهدته المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، و موقف القيادة الحكيمة لإعطاء المرأة السعودية حقوقها التي تمكنها من خدمة وطنها على الوجه الأمثل الذي ترتضيه الشريعة الإسلامية، وذلك في مجالات الطب وأيضا المجال السياسي والدبلوماسي والعمل التطوعي والإنساني وغيرها من المجالات التي اثبتت قدرة المرأة السعودية على اجتياز أصعب المهام الوظيفية.

تمكين المرأة
ووفقا لخالد العرج وزير الخدمة المدنية فأن هناك العديد من المبادرات التي تصب في التوجه نحو توسيع عمل المرأة السعودية في القطاع العام، حيث أن برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية يسهل من تحقيق هذا التوجه، مشددا على أن الهدف الاستراتيجي للوزارة تحسين ثقافة العمل الحكومي بتمكين المرأة واستثمار طاقاتها.

ويضيف: الوزارة لديها توجه لرفع نسبة توظيف المرأة بالمراتب العليا (المرتبة 11 وما فوق) من أقل من 1 بالمئة إلى 5 بالمئة.

ومنذ موافقة مجلس الوزراء السعودي علي خطة التحول 2020 فإن كافة القطاعات العامة باتت ملزمة حالياً بتوفير وتهيئة المؤسسات لاستقطاب الكوادر النسائية، وإيجاد بيئة عمل قادرة على استيعابهن.
 
الالتزام بالشريعة الإسلامية

ويتخوف البعض من أن يؤدى انفتاح النساء على سوق العمل بالسعودية إلى الإخلال بتقاليد المجتمع السعودي النابعة من الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية وهي المخاوف التي يسعى المسؤولون السعوديون لتبديدها، إذ يشير وزير الخدمة المدنية إلى أن عمل المرأة سيكون وفقاً للضوابط الشرعية التي تقوم عليها المملكة حيث أن النظام الأساسي للحكم في السعودية قائم على القرآن والسنة وعمل المرأة سيكون وفقا للضوابط الشرعية.

ويشير الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي، في حديث سابق مع محطة دويتشه فيله الألمانية إلى أن المرأة الموظفة فرضت نفسها اليوم بدون فتوى دينية وبدون ضغط من الدولة والشاب السعودي أصبح الأن يبحث عن امرأة عاملة تساعده في المؤسسة الزوجية".

وتشير بيانات للبنك الدولي لتنامي دور النساء في مجال المال والأعمال في دول الخليج بشكل عام، وذكرت البيانات أن 14% من المؤسسات العربية تملكها سيدات أعمال، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي حجم ما تملكه سيدات الأعمال في السعودية يتجاوز 45 مليار ريال  في المصارف السعودية، كما تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال، و20% من السجلات التجارية في المملكة بأسماء نساء كما أن 40% من نسبة الأطباء السعوديين من النساء، وأكثر من 20% من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية المشتركة تعود إلى النساء، بينما تمتلك سيدات الأعمال السعوديات نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة.