بعد وصفه للسيسي بالـ"ديكتاتور"..تجاوزات أردوغان في حق مصر تزيد واحدة

تقارير وحوارات

رجب طيب أردوغان والسيسي-
رجب طيب أردوغان والسيسي- صورة أرشيفية



تأزمت العلاقات بين مصر وتركيا منذ أن رفضت الأخيرة عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي والجماعة الإخوانية من الحكم، واعتبرت ثورة 30 يونيو انقلاباً عسكرياً طالبت برحيله، فيما أدانته مصر ووصفته بتدخلا سافرا في شئونها الداخلية.

ومنذ تلك الفترة، وقعت الكثير من المواقف العدائية التي تجاوز فيها الرئيس التركي على مصر ورئيسها، فقد قام أردوغان بالعديد من التطاولات والتجاوزات على القيادة السياسية في مصر، والتي كانت تارة ترد على التطاول التركي بصيغة مباشرة وتارة اخرى ترد برسالة ضمنية تطالب فيها بعدم التدخل في الشأن المصري.

وبعد تجديد أردوغان تجاوزاته ضد مصر وقياداتها امس، يرصد «الفجر» أبرز تجاوزات أردوغان على السيسي وإدارته.

- النظام المصري انقلابي

منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهجومه المتواصل على مصر، والتي بدأها بالانتخابات الرئاسية، حيث قام بوصف الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن تنصيب السيسي بأنها غير نزيهة، فقال: «لا يمكن وصف النظام الإنقلابي بأنه ديمقراطي لأن الرئيس المنتخب محمد مرسي في السجن».

وعن رد الفعل المصري على هذا التطاول التركي كان بطريقة غير مباشرة حيث أنه أعلن رفضه التدخل التركي في الشأن الداخلي المصري.

- "السيسي" طاغية والإدارة المصرية غير شرعية

وبعدها بفترة وصف أردوغان الرئيس السيسي بـ«الطاغية» وقال عن إدارته للبلاد أنها «غير شرعية» وكان ذلك عند سؤاله عن العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة أثناء عرض مصر اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، الذي رفضته حماس، فوصف أردوغان السيسي بأنه طاغية قائلاً: « لا يختلف عن الآخرين، إنه هو نفسه طاغية، والإدارة في مصر ليست شرعية تريد استبعاد حماس من أي اتفاق سلام في غزة».

وجاءت تصريحات وزير الخارجية، سامح شكري، على هذا التطاول بأن تصريحات أردوغان تخرج عن المألوف في كل الأعراف الدولية، ولا تساهم في حماية الشعب الفلسطيني، مضيفا أنه كان الأحرى بأن يكون هناك دورا إيجابيا لتركيا على جميع الأطراف للانضمام إلى المبادرة المصرية ووقف إطلاق النار.

- منبر الانقلابيين

ومن بين تطاولاته على مصر إدانه أردوغان لموقف الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014، لاستضافتها الرئيس عبد الفتاح السيسي مما اغضب أردوغان وجعله يصف الجمعية بأنها «منبر الانقلابيين»، وقال ان حضور السيسي هو قبول لعدم الشرعية وديمقراطية الشعوب من قبل الأمم المتحدة.

- مرسي الرئيس الشرعي لمصر

وفي مؤتمر صحفي مشترك جمع أردوغان بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، واصل أردوغان هجومه على مصر زاعما أن الرئيس المصرى المنتخب يقبع بالسجن، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وصل للحكم بطريقة غير ديمقراطية.

- النظام القمعي

وذات مرة وصف أردوغان النظام المصري بـ«القمعي»، وكام ذلك على خلفية إصدار الإنتربول مذكرة اعتقال بحق الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.

- مذبحة للقانون والحقوق

وتعليقاً على أحكام الإعدام التي صدرت بحق الرئيس  المعزول محمد مرسي وزعماء الإخوان المسلمين وصف أردوغان الحكم بأنه «مذبحة للقانون والحقوق الأساسية»، ودعى في بيان قائلاً: «على المجتمع الدولي التحرك من أجل إلغاء أحكام الإعدام تلك التي صدرت بتعليمات من نظام الانقلاب ووضع نهاية لهذا المسار الذي يمكن أن يعرض السلم في المجتمع المصري لخطر شديد».

- انقلاب عسكري

كما قام اردوغان بتوجيه اللوم لبابا الفاتيكان، لاستقباله الرئيس السيسي في إيطاليا، كما انتقد الدعم الدولي لما وصفه بـ«الانقلابات» في عدد من الدول، وقال في أحد مؤتمراته الصحفية: «أنه يتعين على الفاتيكان والعالم عدم التعامل مع الانقلابات العسكرية في بعض الدول، وكل من قتل وأخل بالحقوق، وأن سياسة الكيل بمعيارين وعدم العدالة، سيؤديان إلى الخراب والقضاء على الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وليس بالدول الإسلامية فحسب، لافتا إلى تخفيض تركيا من تمثيليها الدبلوماسي لكل من مصر وإسرائيل إلى قائم مقام، احتجاجا على ممارسات حكومتي البلدين».

- لا تصالح مع "السيسي"

وفي يوليو 2016 انتقد أردوغان أحكام القضاء الخاصة بأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين، مستبعدا تحسن العلاقات التركية مع مصر في الفترة الراهنة أسوة بتحسنها مع روسيا وإسرائيل، فصرح اردوغان قائلاً: لا تصالح مع السيسي وأن ليس لبلاده مشكله مع الشعب المصري ولكن مع قيادته.

ورداً على تلك تجاوزات أردوغان قال الناطق باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في بيان، أن مصر هي التي لديها تحفظات على التعامل مع القيادة التركية التي تصر على تبني سياسات متخبطة إقليميا.

- "السيسي" أنقلب على مصر بقوة السلاح

وفي أحدث تجاوزاته ضد مصر شن أردوغان هجومًا قاسيًا على الرئيس السيسي ، وذلك في حواره أمس مع فضائية الجزيرة وذلك بعد نجاحه في إفشال انقلاب قاده الجيش التركي ضده، فقال أردوغان في حواره: «ما فعله السيسي في مصر يوازي ما فعله الانقلابيين في تركيا فقد قام بـ«انقلاب» على مرسي المنتخب بقوة السلاح».

كما وصف "السيسي" بالديكتاتور حيث قال عنه: «السيسي لا علاقة له بالديمقراطية من قريب أو بعيد».

وردت الخارجية المصرية على تلك التصريحات في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك ، حيث قال البيان: «الرئيس اردوغان يستمر في خلط الأوراق وفقدان بوصلة التقدير السليم، الأمر الذي يعكس الظروف الصعبة التي يمر بها، ومن ضمن أكثر الأمور التي تختلط علي الرئيس التركي، القدرة علي التمييز بين ثورة شعبية مكتملة الأركان خرج فيها أكثر من ثلاثين مليون مصري مطالبا بدعم القوات المسلحة له، وبين انقلابات عسكرية بالمفهوم المتعارف عليه».